كان الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- قد عمل على اقامة وطن موحد مترامية أطرافه، وذلك في ظل ظروف شديدة الصعوبة وكثيرة التعقيد، وبامكانيات قليلة وبسيطة ولكنه بفضل الله استطاع التغلب عليها بعزيمة صادقة وبتآلف قلوب الرجال المخلصين حوله، وتوجه الجميع نحو هدف واحد يتمثل في إقامة وطن يحكم بشريعة الله وبسنة رسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام ثم قام بعد ذلك -رحمه الله- بمرحلة البناء والتأسيس، وقد كانت لا تقل صعوبة عن مرحة توحيد البلاد، إذ كانت التحديات الداخلية والخارجية تطل برأسها من حين لآخر، وكانت في كل مرة تأتي أشد قسوة وضراوة من سابقتها، ولكن ذلك القائد الملهم كان يواجهها بهمة الرجل الذي لا يعرف للتراجع طريقاً وبعقل السياسي المحنك الذي لا يجد صعوبة في حل أي معضلة تواجهه حتى استطاع - رحمه الله- أن يقيم هذا الكيان الشامخ، الذي تميز أبناؤه على مر العقود بالحب والتضحية والالتفاف حول قادتهم -حفظهم الله- وذلك على الرغم من جميع الظروف والتحديات التي واجهتهم. إننا الآن مطالبون بتأكيد الانتماء والولاء لهذا الوطن والالتفاف حول قادتنا -حفظهم الله- والاحساس بأهمية التضحية من أجل أمن وطننا وراحة مواطنيه، إن حب الوطن والانتماء له يتطلب من كل فرد فيه أن يرى أبناء هذا البلد وكأنهم اخوة أو أبناء، أو أبناء عمومة تربطهم صلة قرابة.
فالجميع في هذا الوطن يحملون جنسية واحدة وينتمون لأصل واحد يمتد الى أبعد جذور التاريخ كما ان هناك ما هو أعظم من تلك الروابط وهو رابطة الدين الاسلامي الحنيف الذي لا يميز بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى.
إن هذا البيت الكبير بحاجة لكل من أبنائه فهو قد أعطاهم الكثير وما زال، إن وحدة هذا الوطن وقوته قوية بإذن الله بمحبة ناسه لها وهي الآن قضية شعب موحد قادر على مقاومة أي تحركات أو أي فكر غريب يحاول التسرب داخله.
إننا الآن بحاجة ماسة الى توعية المواطن وايقاظه على مستجدات العصر، وما يكتنف الأمة الاسلامية من مخاطر وتحديات، ولابد من توحيد الصفوف والحث على العمل الايجابي الجاد الذي من شأنه جمع تلك الصفوف وازالة الشوائب التي تدعو الى الفرقة أو العنصرية.
إن حب الوطن يظهر جليا خلال الأزمات التي تعصف بالمجتمعات وقد ظهر ذلك في عدة مواقف أثبت أبناء هذا الوطن من خلالها حبهم وولاءم لقادتهم -رعاهم الله-.
هيا السعد - الطائف |