مجدٌ بهِ مجدُ المعالي يحتمي
وإلى يمينهِ كلُّ مجدٍ ينتمي
ملكٌ لهُ بيضُ الصوارمِ والندى
شادَ الممالَك بالقنا والأسهمِ
ملكٌ تلوذ به الملوكُ مهابةً
وبعزه وبجوده كي تحتمي
قدحتْ سنابُك خيله صمتَ الدجى
في عزةٍ وتلألأت كالأنجمِ
في غارةٍ شمّاء سرجُ جيادِها
ليلٌ تمزق من سهيل الأدهمِ
وكتيبةٍ جرّارةٍ مقدامُها
(عبدُالعزيزِ) مزمجر كالضيغمِ
سمحُ الخلائق للأعادي عاصياً
يقري الضيوفَ وللعدا كالعلقمِ
جلدٌ على نوبِ الزمانِ ومؤمنٌ
ساعٍ إلى الأمجادِ دونَ تألُّمِ
مثلُ الرعافِ سيوفُهُ ورماحُهُ
وبنانُ راحتِهِ كمزنِ الموسمِ
لا طائشٌ صبٌّ ولا متكبرٌ
يزدادُ شكراً للإلهِ المنعمِ
زرعَ الرماحَ بصدرِ كلِّ مدججٍ
حتى تضرجَ في بحورٍ من دمِ
أبقاهُ في جوفِ الفلاةِ مجندلاً
زاداً لأسرابِ النسورِ الحوَّمِ
لما تدرعَ بالأسنةِ والقنا
لاذتْ وحوشُ البرِّ خلفَهُ تحتمِي
ملأَ البطاحَ بيارقاً منشورةً
منصورةً فاقتْ ضياءَ الأنجمِ
يا صاحبَ العقلِ الذي أفكارُهُ
تجلو الغموضَ لكلِّ أمرٍ مبهمِ
يا مَن أضاء جبينُهُ وعرينُهُ
أفقَ العلا من كلِّ ليلٍ مظلمِ
فنمتْ فروعُ المجدِ حتى صافحتْ
نورَ السناءِ ونورَ دينٍ قيّمِ
طمعاً تُردُّ إليكمُ أنسابُنا
حتى إلى جذرِ المكارمِ ننتمي
تزهو مكانتُكم بأنفاسِ الورَى
كالوشمِ باقيةً بظهرِ المعصمِ
تسمو فروعُك بالمكارمِ أثمرتْ
فزهتْ مكانتُها بأنضرِ ميسمِ
أشبالُك الآتونَ من صلبِ القنا
والشبلُ في الميدانِ شبهُ الضيغمِ
(آلُ السعودِ) سحائبٌ وصوارمُ
أمنُ الضعيفِ بهم وعيشُ المعدَمِ
منكم (أبا تركي) رخاءُ بلادِنا
عامتْ ودامتْ في بحورِ الأنعُمِ
فسقاكَ ربُّكَ في مقامِكَ رحمةً
ممزوجةً من سلسبيلِ الزمزمِ
فدعاؤنا قبلَ الصلاةِ وبعدَها
رحمَ الإلهُ رفاةَ تلكَ الأعْظُمِ