Wednesday 29th September,200411689العددالاربعاء 15 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

حوار حر ملتزم حوار حر ملتزم
خالد الفيصل بن عبد العزيز *

* يسعدني أن أرحب بشبابنا الواعد ، في ورشة التحضير للقاء الوطني الرابع للحوار ، الذي وجّه سمو سيدي ولي العهد بتنظيمه ، تحت عنوان (قضايا الشباب .. الواقع والتطلعات).
* وتحية لكم من أهالي منطقة عسير ، التي تشارك في ملتقاكم التاريخي ، تلبية لدعوة القيادة الكريمة شباب الوطن - بكل طيوفه - إلى حوار حر ملتزم ، تتدارسون خلاله - بصراحة وشفافية - كل أموركم بما فيها من إيجابيات وسلبيات ، وتستعرضون معوقات مسيرتكم والحلول الممكنة لتذليلها وتطرحون تطلعاتكم ، مع التزام منكم وعزم أكيد بأن تعملوا بكل الجد والإخلاص لأجل تحقيقها ، بالتعاون والدعم من قطاعي المجتمع : الأهلي والحكومي ، في منظومة عمل جماعي للاهتمام بالشباب أمل الحاضر ورهان المستقبل ، وحتى تعتمد تنمية الوطن المستدامة - في كل المجالات - على أكتاف أبنائه المؤهلين لذلك.
* كما يسعدني أن أضع بين أيديكم - فيما يلي - بعض الأفكار ، لعل الوقت يتسع لدراستها ضمن أوراق الورشة :
1- الإسلام عقيدتنا التي لا يمكن أن نحيد عنها قيد أنملة ، ودستورنا الذي لا نرتضي أبداً سواه لا يزايد علينا في ذلك أحد ، والإسلام هو الوسط العدل الذي يرفض الغلو والتطرف وما يستتبعهما من تجاوزات.
2- بقدر ما يجب علينا التمسك بالكثير من قيمنا الأصيلة وموروثنا الإيجابي ، علينا في المقابل أن نعيد النظر - دون حرج ولا تردد - فيما دون ذلك أصالة وإيجابية.
3- (المؤمن كيس فطن) لا ينخدع بأباطيل المرجفين ، ولا يستخدم مخلباً لفكر منحرف ، يشق طريقه إلى غايته (الخاصة) وإن فوق ركام من جماجم الأبرياء.
4- بفضل المنتجات التقنية الحديثة ، خاصة في مجال الاتصالات والمواصلات ، أصبح عالم اليوم (غرفة نوم كبيرة) ، ولا يمكن لأحد أن يعيش بمعزل عن أضوائها الكاشفة ، بعيداً عن التأثيرات الوافدة من هنا وهناك ، وعلينا في هذا الخضم أن نحقق التوازن بين الحفاظ على قيمنا السلوكية وهويتنا الثقافية وبين الإفادة من كل ما يناسبنا لدى الغير.
5- العالم من حولنا شرقاً وغرباً يتقدم بسرعة الصاروخ ، على هيئة تحالفات وتكتلات تحمل عناوين متعددة ، بينما حركتنا تسير ببطء السلحفاة ، ومرد ذلك إلى أسباب عديدة لكن أهمها - في رأيي - هو استغراقنا في مدارسة العلوم النظرية والآداب والفنون ، دون بذل الاهتمام المكافئ بالتجريب وعلوم العصر ، ما جعلنا مجرد سوق لما ينتجه الغير ، نجيد استخدام الأدوات لكننا - مع الأسف - لا نعرف عن صناعتها شيئاً ، وهذا يقتضي منا إعادة النظر في أمور كثيرة ، يأتي على هامتها نظامنا التعليمي الذي يجب أن نتعهده بالتطوير الدائب ، طبقاً لعلوم العصر وكشوفه المتسارعة وسدا لحاجة سوقنا الفعلية المتتابعة ، وعلينا في المضمار ذاته أن ننشر وسائل العلم والمعرفة ، وأن نمكن القوى الثقافية القادرة على وضع الصيغة الأفضل لمشروع التنمية البشرية ، كما لابد من دعم مجالات البحث العلمي التجريبي ، وأن يتبنى القطاع الخاص دوره كاملاً في هذا الصدد ، كما عليه أن يعيد تأهيل الشباب للأعمال المتاحة ، وأن يفتح آفاق الاستثمار - في بلاده - لتوفير المزيد من فرص العمل لهم ، جنباً إلى جنب مع ما تبذله الدولة في خدمة الشباب ، وحرصها - منذ البداية - على أن تكون التنمية البشرية على رأس اهتمامات خطتها التنموية الشاملة ، وتشهد تلك الأفواج الهائلة من الشباب التي أفرزتها - في زمن قياسي - النهضة التعليمية الشاملة في المملكة ، على نجاح الحكومة في مسعاها لترقية الشباب السعودي وتنمية قدراته في مواجهة الحياة ، وتأهيله لخدمة وطنه في ثغر من ثغوره.
ويضاف إلى خطر التخلف هذا خصماً من حسابات الوطن ذلك الجدل المستحدث ، القائم على عصبية الرأي ، ومصادرة حق الآخر في الاختلاف ، وإن كان مدعوماً بالحجة ، وطرح الأفكار المغلوطة ولي عنق النصوص ، وبث الفتنة والفرقة والتغرير بالشباب ودفعهم للجنوح والجموح للإضرار بالوطن ومقدراته.
* ويمكن الخلوص مما تقدم إلى أن الاختلال العالمي في المعادلة بين القوة والضعف ، وتوظيف زلزال الحادي عشر من سبتمبر وتوابعه ضدنا بعناية ، وضعنا في بؤرة الاستهداف إلى حد التهديد من الخارج بتغيير جلدنا ومن الداخل بتفجير منجزاتنا ، وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهكم اليوم وأنتم تخططون لجيلكم المقدم على حمل الأمانة ، ودعوني أصارحكم القول بأن النافسين عليكم النعمة ، روجوا في غير زمان ومكان أنكم شباب البترول الذي أفسدته النعم ، وأوهى عزمه الترف.. وها أنتم ترون وطنكم وقد تكالبت عليه الشياطين في الخارج والداخل ، واني لعلى ثقة بأنكم تدركون خطر الموقف ، والرهان المعقود على الانطلاق من عباءة هذا الملتقى إلى الطريق اللاحق المستقيم ، حيث تفجرون طاقاتكم وإبداعاتكم ، وتقدحون زناد الفكر من أجل أن يواصل الوطن خطاه على شاطئ الأمن والرخاء .. حين تواصلون مسيرة آبائكم في الخير والجد والبناء.
وختاماً .. أسأل الله أن يهبكم من لدنه العون على مهمتكم الجليلة التي انتم لها - إن شاء الله - وان يديم راية الإسلام بالعز خفاقة تحت قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الحصيف الأمين.

* أمير منطقة عسير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved