* تبوك - ماجد العنزي -
عبدالرحمن العطوي:
أكد نائب رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان بن رشيد أبا الرقوش أن محاربة الفكر المنحرف ليست مسؤولية العلماء وولاة الأمر فقط، بل مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة والمدرسة والجامعة، مشيراً إلى أن المخططات الارهابية التي نجحت أجهزة الأمن في افشالها كانت ثمرة مُرة للغلو والتطرف. وحتى تنجح الجهود المبذولة في محاربة الغلو والفكر المنحرف لابد من معرفة الأسباب الناتجة عن فساد التأويل أو فساد عقول الغلاة أنفسهم.
جاء ذلك في الندوة الكبرى التي أقامتها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بمنطقة تبوك بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بعنوان (التصدي للإرهاب مسؤولية الجميع) وذلك بالقاعة الثقافية بمركز الأمير سلطان الحضاري مساء الاحد الماضي بحضور عدد كبير من كبار المسؤولين وضباط ومنسوبي الأمن العام والمشرفين التربويين والمعلمين والطلاب.
وقد بدأت الندوة التي أدارها الزميل فهد الحمود باستعراض السيرة الذاتية للمحاضر الدكتور جمعان، ثم ألقى مدير جمعية الثقافة والفنون بمنطقة تبوك نايف الجهني كلمة رحب فيها بالمحاضر والحضور، مؤكداً ان هذه الندوة تأتي في اطار النشاط الثقافي المنبري للجمعية لهذا العام وفي وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى تأكيد مبدأ الوسطية والعدل ونبذ ومحاربة مظاهر الغلو والتطرف في الاعتقاد والسلوك.
عقب ذلك بدأت المحاضرة التي قدم فيها الدكتور جمعان الرقوش عدداً من التعريفات للارهاب مستعرضاً إنجازات مجلس الوزراء الداخلية العرب في مجال مكافحة الارهاب ومواجهة الجرائم وكذلك جهود المؤتمرات الدولية ذات العلاقة، كما استعرض جهود جامعة نايف للعلوم الأمنية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، موضحاً ان الجامعة قدمت أكثر من ثلاثين أطروحة ماجستير تناولت الموضوعات الارهابية والاجرامية من خلال كلية الدراسات العليا وكذلك جهود مركز البحوث والدراسات ومشاركة الجامعة الفاعلة مع جميع المنظمات الدولية والجامعات في دول العالم.
ثم تناول الدكتور (أبا الرقوش) عدداً من الأسباب التي أدت إلى الانحراف الفكري ومن أهمها الفراغ وضعف الرقابة الأسرية والبطالة والتسرب الدراسي وغيرها مشيراً إلى أهمية مواجهة هذا الانحراف والتطرف الفكري من خلال تكاتف جميع مؤسسات الدولة وجميع الافراد بجميع شرائحهم. وقال إن المواجهة تتخذ بعدين أولهما البعد الميداني وتتمثل في أجهزة الأمن وأجهزة الدولة المعنية لملاحقة هؤلاء والتصدي لهم. وثانيهما البعد الفكري وهو اعادة الأدوار التي كانت تلعبها مؤسسات المجتمع المختلفة، كالمسجد والمدرسة والجامعة وتقوية العلاقة بين المنزل والمدرسة. وأضاف: حتى تنجح الجهود المبذولة في محاربة الارهاب لا بد من أن يكون هدي القرآن الكريم والسنة المطهرة هو القائد والدليل في تفنيد دعاوى الغلو وترسيخ وسطية الإسلام ودعوة وسائل الاعلام للقيام بدورها في التعريف بمخاطر الغلو والتطرف والانحراف الفكري وكذلك دعوة العلماء والدعاة والأكاديميين والمعلمين باعتبار مواجهة الإرهاب والفكر المنحرف وترسيخ الوسطية مسؤولية جماعية وواجبات تقتضيه مصلحة الأمة.
عقب ذلك أتاح مدير الندوة الفرصة للمداخلات والتي كانت عبارة عن أوراق عمل مقدمة لعنوان الندوة وكانت ورقة العمل الأولى من اللواء متقاعد عبدالله بن كريم العطيات أشار فيها إلى أن الارهاب كسلوك حاربته البشرية منذ فجر التاريخ وهو عمل تمقته جميع الأديان ولا يمكن مواجهته الا بتكاتف الجميع. كما شارك الدكتور عواض بن حمود العطوي عميد كلية المعلمين بمنطقة تبوك بورقة عمل تناول فيها الأمن الفكري ودور المؤسسات لزرع بذور الخير لدى الناشئة محذراً غير المؤهلين وبعض المتعجلين من الشباب وطلاب العلم الذين يجتزؤون النصوص ويفهمونها وفق رغبتهم ويكيفونها على طريقتهم وحسب فهمهم الخاص.. مؤكداً على أهمية دور العلماء وإعطائهم حقهم الطبيعي لأن علماءنا ما زالوا مقصد الناس داخل المملكة وخارجها.
كما تناول وكيل كلية المعلمين بتبوك عليان بن سبيتان الشامان الدور التربوي المناط بالمؤسسات التعليمية مبيناً أن على كاهل المعلم مسؤولية عظيمة في تحصين الشباب والطلاب من الأفكار الدخيلة وتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة لدى ابنائنا الطلاب والطالبات.
أما نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة تبوك محمد حماد الرابعي فقد تحدث خلال ورقته حول أهمية الجانب الاقتصادي في مكافحة الارهاب مؤكداً أن دور رجال الأعمال مكمل لقطاعات الدولة لاجتثاث هذه الآفة من جذورها وملاحقة المجرمين العابثين.
كما تحدث فواز الجهني وكيل كلية المعلمين لشؤون الطلاب بتبوك حول دور أئمة المساجد والعلماء في التصدي لهذه الفئة الضالة.
من جانبه أوضح عبد الرحمن العكيمي (إعلامي) الدور الكبير الملقى على عاتق الإعلام ووجوب تضافر جهود المؤسسة الثقافية والاعلامية وفق طرح إعلامي يتوافق ويواكب هذه المرحلة المتغيرة مشيداً بمشروع الحوار الوطني الذي فتح آفاقاً جديدة للحوار الهادف.
واختتم مدير الاعلام التربوي الاعلامي ماجد بن ناشي العنزي المداخلات بورقة عمل بعنوان (الإعلام ومسؤولية مكافحة إنحراف الفكر) أوضح فيها أنه يجب إعادة الاعتبار للدور الفكري لوسائل الاعلام وهو أمر قد يكون غائباً عن المسؤولين والمخططين والعاملين في وسائل الاعلام وضرورة تحويل هذه الأهمية إلى خطط عملية للتنفيذ وإيجاد علاقة صحية ومتفاعلة بين المؤسسة الفكرية والمؤسسة الإعلامية.
ثم تناول الدكتور أبا الرقوش هذه الأوراق والمداخلات بالتحليل والايضاح.
|