** إذا كان ثمة منجز خرج به ملتقى المثقفين الأول فهو هذه البذرة الناتئة الناشئة الطرية الجديدة التي بدت بوادرها واضحة وهي (الحوار)
فالحوارات التي جاءت على هامش أوراق العمل كانت أهم من الأوراق ذاتها..
وهي حرية بأن تكون برنامج عمل تستفيد منه الهيئة الاستشارية في تأسيسها لإستراتيجية وطنية للثقافة السعودية.
** وفي الليلة الجميلة التي أضاءها بكل المقاييس حديث د. غازي القصيبي الذي اختصر هموماً وفتح جروحاً وأضاء زوايا كانت معتمة وحالكة.. ورفع ستار الوهم عن مواضع كثيرة قدر لجيلنا أن يقع في مآزقها، حيث فُرضت عليه توجهات وزكَّت نفسها بالطهارة وما عداها بالفساد.. وكنا جميعاً ضحايا لها بطريقة أو بأخرى وبنسب متفاوتة.. بلغت ببعض الشباب إلى هاوية سهولة الانقياد لفكر التخريب الخارجي المهيأ لقبوله في الداخل.
** تلك المساحة الشاسعة من سقف الحرية التي كان يتحدث بها د. غازي هي الثمرة الطازجة الأولى التي نقطفها من جراء هذا الملتقى ولا شك أن الثمار ستتوالى.
** في تلك الليلة اكتشفنا أيضاً أننا بحاجة إلى نشر ثقافة المسرح.. على الرغم من وجوده كفن تدرس الكتابة له في مناهج المرحلة الثانوية وتدرس نصوص مسرحية في مناهج الأدب والبلاغة.. لكن لا يصاحبها تدريس ثقافة تلقي ومشاهدة المسرح..
وإن المشاهد له الحق في أن يشاهد ثم يمضي وله الحرية في رأيه فيؤيد أو يرفض أو يحايد تلك حرية رأي مكفولة لكل مشاهد..
لكن التعليق على المسرحية أثناء عرضها والوقوف أمام الجمهور للقيام بهذه المهمة هو خطأ كبير في حق حرية آراء المشاهدين وعدم الثقة في قدرتهم على تمييز الخطأ من الصواب وهو ولا شك (فرض وصاية).. وحق الاعتراض له وسائله وأوعيته.. فمشاهد المسرحية والذي له اعتراضات على نصها أو على ممثليها أو على إخراجها دونه الصحافة يكتب ويعلِّق.. ولذلك نحن بحاجة ماسة إلى تنشيط المسرح في مدارسنا وفي مراكزنا الثقافية..
ورؤية الناس لواقعهم وشأنهم العام مطروحاً وممثلاً أمامهم يفتح لهم أفقاً جديداً من الحوار الذي مهما كانت حدة تضاده إلا أنه في النهاية ظاهرة صحية.
وكل لقاء ثقافي ونحن نتحاور أكثر.. لنتطور أكثر ولتنفتح أمامنا آفاق أكثر.. وتزول العتمة عنا أكثر.
11671 الرياض 84338 |