برنامج (جلوب Globe ) هو برنامج دولي في العلوم والتربية البيئية يجمع بين الطلاب والمعلمين والعلماء لدراسة البيئة العالمية.. فهو شبكة دولية، تتكوَّن من التلاميذ في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي لدراسة البيئة، ولأخذ قياساتها، وإشراك الطلاب في القضايا البيئية وربطهم بالمجتمع الدولي المتخصص في علوم البيئة من خلال البيانات والدراسات البيئية المتبادلة.
ينفذ برنامج Globe من خلال جهود عالمية مشتركة تجمع عدداً كبيراً من دول العالم المهتمة بشؤون البيئة، حيث يشترك في هذا البرنامج أكثر من 100 دولة تتضمن أكثر من 1.200 مدرسة، ويسهم فيه أكثر من مليون طالب وأكثر من 20.000 مدرس في مختلف أنحاء العالم.
يهدف برنامج Globe إلى تحسين مدى إدراك الأفراد بالبيئة في العالم بأسره، وذلك عن طريق إتاحة الفرصة للطلاب لتعلُّم القياسات العلمية الحقلية لجميع عناصر البرنامج التي تشمل كلاً من: المناخ، المياه، التربة، غطاء الأرض.. إضافة إلى ذلك فإن هذا البرنامج يدرب الطلاب على كيفية إدخال المعلومات العلمية في شبكة الإنترنت Internet وتبادل المعلومات العلمية البيئية مع أقرانهم في جميع أنحاء العالم.. كما يتدَّرب الطلاب في هذا البرنامج على كيفية عمل الخرائط والجداول الإحصائية واستخدامها في مواقع الشبكة لتحليلها عالمياً.. وبذلك يتيح للطلاب التعاون العلمي مع العلماء وطلاب برنامج جلوب في أنحاء العالم.
والقيم والنشاطات التي يحويها برنامج جلوب Globe البيئي تعزز من الإيمان بالله من خلال التفكُّر في الكون الفسيح وملاحظة الظواهر الطبيعية، شأنه في ذلك شأن مناهج التعليم في المملكة العربية السعودية، يقول الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (191).
وتحتوي أبحاث برنامج جلوب Globe على أنشطة تعليمية مصاحبة، وهذه الأنشطة مصممة لتعزيز فهم واستيعاب الظواهر البيئية، وهي تنمي قدرات الملاحظة والتفكير والتحليل والتأمل والاستنتاج، وهذه القيم العظيمة يدعو إليها ديننا الحنيف ويحث عليها، وامتدح الحق تبارك وتعالى أناساً وزكاهم بأن وصفهم بأنهم أولو الألباب، أي أصحاب العقول، وهم الذين يتفكَّرون في مخلوقات الله، ويرون بديع صنعه وعظيم قدرته.
والجدير بالذكر أن هذا الجانب تؤكد عليه وثيقة سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية، وعلى أهمية إبرازه في نفوس النشء وتنمية ملكة الفكر والتأمل في مخلوقات الله في هذا الكون الفسيح.
*المنسق العام لمشروع جلوب البيئي |