Wednesday 29th September,200411689العددالاربعاء 15 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

تصاعد الجدل حول أزمة الرهائن بمصر تصاعد الجدل حول أزمة الرهائن بمصر
الناجي المصري الوحيد يكشف تفاصيل ما جرى له في (وادي الموت)

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان أنور:
عاد الغموض من جديد ليكون سيد الموقف في ازمة المختطفين المصريين في العراق وذلك بعدما اعلنت شركة اوراسكوم تليكوم (عراقنا) والتى يعمل بها المختطفون بيانا اكدت فيه عدم ادلائها بأية تصريحات صحفية بخصوص هذه الازمة، واعتبرت ان ما جرى نشره في بعض الصحف المصرية ووسائل الاعلام يتضمن الكثير من التكنهات والافتراضات غير الصحيحة والتي تؤدي بالضرر لجميع الاطراف، وبررت ذلك بدقة الموقف الذي يتطلب قدرا من الحكمة. وقامت شركة اوراسكوم باصدار هذا البيان بعدما نشرت جريدة الوفد المعارضة تصريحات على لسان احد مسئولي الشركة ألمح فيها الى موافقة الشركة على دفع الفدية المالية للافراج عن الرهائن، وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، كما ذكرت الصحيفة، ان الرهائن العراقيين الثلاثة العاملين بشركة عراقنا والذين تم اطلاق سراحهم حملوا رسالة تطالب الشركة بدفع فدية 35 الف دولار عن كل رهينة من المصريين الاربعة، مضيفا ان المفرج عنهم اخبروا المسئولين في الشركة بان الخاطفين هم من افراد احدى العشائر العراقية المعروفة غرب بغداد.
من جهة اخرى كشفت مصادر مسئولة بالقاهرة ان ادارة شركة اوراسكوم تليكوم بالعراق تمكنت بالتعاون مع القنصلية المصرية في بغداد من تحديد الجهة المختطفة، ونفت المصادر ما تردد من عزم شركتي اوراسكوم تليكوم القابضة واوراسكوم للانشاء والتعمير الانسحاب من العراق جراء حادث الاختطاف، وان ما يشاع بشأن ضغوط تتعرض لها الشركة للانسحاب من العراق شريطة الافراج عن موظفيها الستة المختطفين لا اساس له من الصحة. وفيما يلتزم نجيب ساويرس رئيس مجلس ادارة اوراسكوم تليكوم الصمت ويؤجل التعليق على اي انباء في شأن ازمة المختطفين لافتا الى انه في حالة وجود ما يستدعي الاعلان عنه ستبثه الشركة في بيان صحفي، كشف الناجي الوحيد او الشاهد الوحيد لوقائع اختطاف المصريين واسمه جميل فريد عوض حيث شاءت الاقدار ان ينجو باعجوبة تفاصيل ما حدث، حيث قال جميل انه كان في مهمة عمل مع بقية زملائه وهم امير داود وخالد عبد اللطيف ومدحت رزق وعلاء مقار لاستكمال التجهيزات الخاصة باحد ابراج الشركة بمنطقة تسمى وادي حباب والذي يطلق عليه وادي الموت لصعوبة تضاريسه الصخرية والجبلية ويبعد عن العاصمة بغداد نحو 320 كيلومترا فهو عبارة عن جبلين يتوسطهما كوبري اسفله واد فسيح، وكان مع الفنيين المصريين الاربعة حارسان عراقيان آخران ومهندسان عراقيان يرافقان الفنيين لاستلام البرج الهوائي.. واضاف جميل انه اثناء وجوده اعلى البرج شاهد سيارة B.M.W سوداء اللون تقف امام الموقع نزل منها 5 اشخاص مسلحين وملثمين، فاختبأ العامل فوق البرج خلف احد الاعمدة وشاهد بعينه المعتدين يطرحون زملاءه الستة ارضا، واوثقوهم بالحبال حتى اصبحت ايديهم خلف ظهورهم وقاموا بتفتيشهم وبحثوا عن آخرين في الموقع ولم يجدوا، وعندما شاهد ما حدث أحس بالخوف والرعب خاصة انه اعتقد ان زملاءه يمكن ان يتم اجبارهم على الابلاغ عن الاخرين، وظل معلقا في الهواء لمدة نصف ساعة حتى تأكد من خلو المكان من هؤلاء الاشخاص، ونزل سريعا الى ادارة الشركة وابلغهم بما حدث. وعلى صعيد ردود الفعل الداخلية بمصر ازاء حادث خطف المصريين ظل التساؤل على ألسنة الجمع وهو: هل تحول العراق الى ارض قتل واختطاف لجيرانه وللشعوب العربية خاصة ان هؤلاء المختطفين يعملون في مجالات خدمية للعراق؟، فعائلات المختطفين المصريين تتوالى مناشداتهم للجهة الخاطفة للافراج عنهم. من جهة اخرى قدم نواب مجلس الشعب المصري اسئلة برلمانية لرئيس الوزراء ووزيري الخارجية والقوى العاملة حول موقف المصريين المحتجزين في العراق، في الوقت الذي اكد فيه وزير القوى العاملة احمد العماوى عدم اعطاء اية تصاريح عمل للعراق لمصريين، ولا تزال ازمة المختطفين المصريين قائمة تسير فى طريق محفوف بالمخاطر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved