* أتاوا - تهاني الغزالي
قال محلل متخصص في شؤون الأمن يوم الأحد إن حالة الانفلات الأمني في العراق وصلت إلى مستوى جديد وخطير مع انتشار الجماعات السنية والشيعية المتشددة خارج نطاق قواعدها التقليدية في (البيئة الأكثر عدائية) في العالم. وقال بول بيت مدير إدارة حماية الأصول الدولية بمجموعة مكافحة الأخطار التي تتخذ من لندن مقراً لها: إن أعمال العنف التي وقعت في الأسابيع الأخيرة وتمثلت في قيام مسلحين باختطاف رهائن أجانب من قلب بغداد وشن موجة من التفجيرات الانتحارية تمثل مرحلة جديدة في الصراع. وقال بيت وهو إخصائي سابق بالجيش البريطاني في مكافحة الإرهاب لوكالة رويترز: (المسلحون يعملون في جماعات أكبر وأكبر ويصبحون أكثر وأكثر جرأة). وقال: (انهم يشنون هجمات اكبر وبشكل مضاعف. انهم يستخدمون الآن عربة عند مدخل (المجمعات) لقتل الحراس ثم يقودون سيارة ملغومة ثانية إلى الداخل. وأوضح بيت أن شريط الفيديو المروع لعملية قطع رأس رهينة أمريكي هذا الشهر أظهر ستائر بيضاء يحركها الهواء وضوءاً شديداً يتخلل عبر نافذة مفتوحة مما يوحي بأن المسلحين لا يقومون بمحاولات كبيرة لإخفاء أنشطتهم. وقال بيت لمستثمرين محتملين بالعراق خلال المنتدى الذي يعقد لإعادة إعمار العراق في الإمارات: (انتقل المتطرفون السنة من معاقلهم التقليدية في الفلوجة والرمادي ويعملون الآن في جميع مناطق غرب العراق ووسطه بجرأة متزايدة). وقال: (يعمل جيش المهدي في منطقة الجنوب بأكملها وهناك دلائل متزايدة على وجود أنشطة لهم في وسط العراق وشماله).
واصفاً العراق حالياً بأنه (البيئة الأكثر عدائية) في العالم. وكان جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تخلى عن سيطرته على مدينة النجف الجنوبية الشهر الماضي بعد مواجهة مع القوات الأمريكية لكن الصدر رفض نزع أسلحة الميليشيات الشيعية. ومنذ الغزو الذي قادته واشنطن العام الماضي لإنهاء حكم صدام حسين كانت الفلوجة الواقعة في منطقة السنة بالعراق لفترات طويلة مركزاً لأنشطة مناهضة للقوات الأمريكية. وقال بيت إن الشركات لا يزال بإمكانها العمل في العراق بيد انه يتعين توفير حماية مسلحة للأشخاص الذين يتوجهون إلى هناك. وقال (هناك مناطق كبيرة من بغداد تعجز قوات التحالف عن دخولها وكذلك الأمر بالنسبة لأجزاء كثيرة من البصرة). مضيفاً: إن تدفق الشركات الدولية إلى العراق والذي كان يتم بمعدل ثابت قد توقف تقريباً. واختتم بيت تقديراته المتشائمة بالقول بأنه لن يمكن قياس معدلات الأمن على المدى الطويل بالعراق إلا بعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني والانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في يناير كانون الثاني.
|