*د - عبد الفتاح الأصفر :
ما هو تصلب الشرايين؟
تصلب الشرايين هو عملية يتم خلالها تسمك جزء من النسيج المبطن لأحد الشرايين مضيقاً لقطر الشريان مما يسبب نقصاً في كمية الدم المتدفق فيه، وقد يدعى أحيانا الداء الشرياني المحيطي.
الشرايين عبارة عن أوعية تشبه الأنبوب تحمل الدم المشبع بالأوكسجين والعناصر المغذية وتوصله إلى أعضاء الجسم الحيوية كالقلب، الدماغ، الكبد، الكليتين، والجهاز الهضمي، وعندما يحدث هذا المرض في هذه الشرايين، فإن هذه الأعضاء سوف تتأثر.
ما الذي يسبب تصلب الشرايين؟
يحدث تصلب الشرايين عبر العديد من السنين وقد يصيب المرض شريان واحد أو مجموعة شرايين، ولكنه كثيرا ما يؤثر على مناطق معينة دون غيرها، وتخضع هذه العملية لتأثير كل من العوامل الوراثية والبيئية، ويبدأ تصلب الشرايين عند إصابة الغشاء المبطن للشرايين ببعض التخريش أو الضرر لتبدأ عندئذ الجزيئات الدهنية الغنية بالكوليسترول بالتجمع حول المنطقة المصابة بالضرر, وهذا بدوره يؤدي إلى تسمك جدار الشريان ويشكل ترسبات دهنية تدعى العصيدة، وهذه تتركز غالبا عند تفرع الشرايين، ويستهدف هذا المرض بعض الشرايين ومنها الشريان الأورطي (الشريان الرئيسي في الجسم)، الشريان التاجي (الشريان الذي يزود القلب بالدم)، والشريان المخي (الذي يزود الدماغ بالدم) أو الشرايين الطرفية المغذية للرجلين.
التعرف على الأعراض
قد يكون ارتفاع ضغط الدم أول الأعراض ظهورا عند البعض. وقد لا توجد أية أعراض على الإطلاق عند البعض الآخر وعندها تكون الإصابة المفاجئة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية هي العلامة الحقيقية الدالة على وجود المرض. تشتمل الأعراض الأخرى الدالة وجود المرض على:
- ألم في الصدر على شكل ضغط، ضيق أو ثقل.
- تقلصات في عضلات الساق تحدث عند الحركة والتمارين الرياضية.
- ضعف في أحد جانبي الجسم، اضطراب في الكلام والرؤية، أو اختلال التوازن.
قد تستمر هذه الأعراض بضع دقائق كل مرة ولكن يجب تقييمها من قبل الطبيب دون تأخير.
تشخيص تصلب الشرايين
قد لا يتم التعرف على حالة تصلب الشرايين قبل حدوث أحد أشكال المضاعفات وقد يشتبه الطبيب بوجود المرض استنادا إلى عدد من عوامل الخطورة التي يجدها، ويلزم أحيانا إجراء عدد من الاختبارات التشخيصية لمعرفة شدة الحالة وربما أظهر الفحص الجسدي علامات المرض وقد يتم اللجوء إلى فحص الدم لتحديد مستويات الكوليسترول إضافة إلى عوامل الخطورة الأخرى.
العلاج
إن أفضل طريقة لعلاج تصلب الشرايين هي الوقاية منه، وذلك بمعالجة عوامل الخطورة وخاصة إيقاف التدخين وإعادة النظر في العادات الغذائية بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية من أجل المحافظة على الوزن المثالي.
ومن المهم أيضا إنقاص مستويات الكوليسترول في الدم وخاصة منخفض الكثافة والغليسيريدات الثلاثية ويصبح هذا الأمر أكثر أهمية عند تشخيص الحالة. وتلعب المعالجة الدوائية دورا هاما في منع تقدم المرض، وخصوصا الأدوية الخافضة للكوليستيرول حيث تقلل من الترسبات الدهنية في الشرايين، ويجب العمل على منع تطور أية مضاعفات عند ظهورها، وتساعد السيطرة على الحالات الأخرى المصاحبة لتصلب الشرايين كالداء السكري وارتفاع الضغط الشرياني في السيطرة عليه.
المساعدة الذاتية
يوصى بتناول المزيد من حمض الفوليك فيتامين ب6، وفيتامين ب12 عن طريق الأغذية المدعمة بالفيتامينات أو المكملات الغذائية وذلك من أجل المرضى المحتمل إصابتهم بمرض الشريان التاجي ومن الأغذية النموذجية الخضراوات ،الفواكه ، البقول, السمك، والحبوب المدعمة. أنقص ما تتناوله من الكوليسترول والدهنيات (الكاملة والمشبعة) وتحدث إلى مسؤول التغذية عن الطرق التي يجب اتباعها لتحقيق هذا الهدف، وتجنب البرامج الغذائية السريعة - فهي تنقص الوزن بسرعة ولكن لفترة قصيرة ولن يكون بوسعك المحافظة على الوزن الجديد لفترة طويلة، ثم تذكر أن المنتجات قليلة الدسم ليست بالضرورة قليلة السعرات، ولا يعني تناول المنتجات قليلة الدسم أن بوسعك تناول المزيد منها (وهي ليست بالضرورة صحية ). ضع في اعتبارك ممارسة رياضة معينة من أجل إنقاص الوزن بصورة دائمة واسع للتدريب مدة 20-30 دقيقة، 3-4 مرات أسبوعيا.
ومن أمثلة هذه الرياضة الجري البطيء، ركوب الدراجة الهوائية، السباحة أو التمارين الهوائية (الإيروبيكس) حيث إن التمارين تساعد في إنقاص الكوليسترول وضغط الدم المرتفع وفي زيادة اليبوبروتين مرتفع الكثافة. ملاحظة : قبل البدء بإجراء أي تمرين رياضي ابحث الأمر مع الطبيب. وقانا الله وإياكم من الأمراض جميعا.
* استشاري أمراض القلب والشرايين |
"الطبية"