بثت وكالات الأنباء وأبرزت بعض الصحف الرياضية ما بثته كعادتها والمتمثل في خبر يتعلق بقيام عدد من منسوبي نادي فالنسيا الإسباني برفع دعوى قضائية ضد حكم إسباني هو بيدرو تريستانتي بسبب احتسابه لضربة جزاء لصالح نادي ريال مدريد في المباراة التي جمعتهما في الموسم الماضي في الدقيقة 90 وأن هذا القرار كان سبباً في إيذاء مشاعر النادي وجماهيره!! حلودووة إيذاء مشاعر؟! المهم أن القاضية الإسبانية ماتيلدي فتحت ملفاً قضائياً ضد الحكم.. مسكينة (ماتيلدي) مشاعرها رقيقة وشفافة بسبب فالنسيا!! وقد أقام منسوبو فالنسيا محامياً حيث تحدث بأن موافقة القاضية على فتح ملف للقضية يثبت أن حكام كرة القدم يجب أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم مثل بقية الأشخاص العاملين!!
أقول وبالله التوفيق إن قرارات الحكام وأفعالهم ليست خاضعة للأهواء والاجتهادات، فهي قرارات تقديرية لتطبيق مواد قانونية ولا يُمكن أن يُعامل الحكام في أفعالهم التي يُمليها عليهم القانون مثل معاملة الأشخاص الذين يستمدون تصرفاتهم وفق ذواتهم.. هذا من ناحية أما المنحى الأهم في هذه الدعوى القضائية أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بما يضمه من هيكلة عالية القدرات قد قطعت على كل من تسوِّل له نفسه التعرض للحكام بنصوص قانونية تفرز القوة في الصياغة والدَّهاء والمكر في الحبكة مما لا يُحمِّل الحكم المسؤولية فيما يتعلق بتطبيق القانون ففي المادة الخامسة (الحكم) قرارات المجلس الدولي التشريعي (البورد) القرار رقم (1) ينص على: (لا يُعتبر الحكم، أو الحكمان المساعدان، أو الحكم الرابع حسب الحالة) مسؤولاً عن:
أ - أي نوع من الإصابة التي تحدث للاعب أو الإداري أو المشاهد.
ب - أي أضرار بالممتلكات أياً كان نوعها.
ج - أية خسائر تلحق بأي فرد أو نادٍ أو شركة أو اتحاد أو هيئة مشابهة تحدث نتيجة أي قرار، أو ربما تترتب على أي قرار قد يتخذه الحكم بخصوص تطبيق مواد قانون اللعبة، أو بخصوص الإجراءات الطبيعية التي تتطلَّب منه إيقاف اللعب، أو استمراره، أو قيادة، أو ضبط المباراة، وقد يشمل ذلك مهمات أخرى أيضاً.. وكما هو معروف فإن قانون كرة القدم ملزم لكل من هو تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهذا ما يجعل النص السابق ومن خلال محتواه أن الأمور جلية وواضحة في مدى ما يتمتع به الحكام من حماية وفي منأى، وموقع قصي يتعذَّر على القضاة والمحاكم فيما يتعلق بالحقوق التي تتمحور حول تطبيق القانون ومواده السبع عشرة، وما يترتب عليها من أحداث وقرارات ضد كل منهم في الملعب أو خارجه.وبالمناسبة فإن إحدى المحاكم قبل سنوات قريبة في ألمانيا أصدرت حكمها بإعادة مباراة نتيجة خطأ تحكيمي مما حدا بالاتحاد الدولي (الفيفا) بتهديد الاتحاد الألماني لكرة القدم بالشطب والحرمان من المنافسات الدولية وتجميد نشاطاته فيما لو سمح للمحاكم بالتدخل في نتائج المباريات عن طريق الطعن في قرارات الحكام مهما كانت مما جعل قرار المحكمة الألمانية فشنق..!!
|