أحيانا تعجز الكلمات وتقف الألفاظ حائرة عن التعبير بما يجول في خاطر المرء من مشاعر سواء في مواقف الفرح، أو الحزن ، ولعل الأخير منهما تملكنا وأخذ منا كل مأخذ عندما فجعنا بوفاة مدير مرور محافظة البدائع المقدم عبدالله بن صالح المفضي مساء السبت الماضي؛ لقد كان يوما غير عادي للبدائع تلك المدينة الحالمة التي آلمها نبأ الوفاة، وهزها كثيرا، كما أن الوفاة اعتبرت فاجعة لأهالي البدائع الذين ظهر الحزن على وجوههم طوال الأيام الماضية؛ ولا جدال أن الموت حق وطريق جميعنا سالكوه، ولكن مشاعرنا اهتزت لفاجعة وفاة عبدالله المفضي كما لم تهتز من قبل؛ وليس ذلك والله بغريب لأن الفقيد - رحمه الله - كان من أبناء البدائع الأوفياء، كان يمتاز بصفات الرجال لقد كان محبوبا متسامحا دمث الأخلاق صادقا طلق المحيا يحبه الجميع؛ لبذله الخير في مواضع كثيرة كان- رحمه الله - باراً بوالديه مطيعا لربه مخلصا لمليكه في أداء عمله؛ ويعلم الله أن عزاءنا الوحيد بفقده يتمثل في امتلاء جامع الملك عبدالعزيز بالبدائع عن آخره بالمصلين الذين أدوا الصلاة عليه، ولهجت قلوبهم وألسنتهم بالدعاء له، كما ان مقبرة البدائع كان لها يوم مشهود بحضور كبير لم يتكرر من قبل ؛ حيث توافد الناس من كل مكان داخل وخارج منطقة القصيم لتشييعه وتقديم واجب العزاء لإخوانه وأقاربه، لقد أحسسنا بالحزن يعتصر القلوب ويغلف الوجوه، ولكنه القدر المحتوم لكل إنسان وبحمد الله أن الإيمان ثابت في هذه المواقف والأحداث؛ وختاماً.. نسأل الله العلي القدير للفقيد واسع الرحمة وعظيم المغفرة، وأن يكون مقره جنات النعيم؛ ولا نقول إلا ما يرضي ربنا( إنا لله وإنا إليه راجعون) وإنا على فراقك يا أبا صالح لمحزونون.
|