** وسط حضور علمي وشرعي وأكاديمي كبير.. استمر أكثر من أربع ساعات.. كان أمام الأمير الطالب الباحث عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز.. أن يعيش أجواء حوار ونقاش فقهي أصولي إداري شرعي عام.. وعليه أن يجيب على تساؤلات وآراء وملاحظات أربعة من كبار علماء الأمة.. في الفقه والأصول وسائر ميادين الشريعة.
** النقاش الشرعي.. الذي أثرى الجلسة.. استفاد منه كل الحضور.. وخصوصاً أنه كان يدور في مجال شرعي جديد.. يُطرق لأول مرة.. وهذا ما جعل الحضور الذين غصَّت بهم القاعة.. أن يتفاعلوا مع النقاش ويتابعوه نقطة نقطة.. ولكن ما لفت نظر الحضور.. هي إجابات سمو الأمير على آراء اللجنة.. فهي أولاً.. إجابات سريعة جداً.. ولا تحتاج منه إلى مراجعة أو تأخر في الرد.. بل كان يرد بشكل سريع.. مما يعكس تمكّن الباحث من الموضوع بكافة جوانبه.. وإلمامه التام بكل ما يدور حوله.. كما يعكس ثانياً.. عشقه الكبير لهذا الموضوع وتفاعله معه.. وحرصه الكبير على جمع شتاته ومنحه ما يستحق من بحث ودراسة ونقاش.
** لقد تحدث معالي مشرف البحث.. الشيخ الدكتور عبد الله المطلق.. عضو اللجنة الدائمة للإفتاء.. وعضو هيئة كبار العلماء.. والأكاديمي والفقيه المعروف.. تحدث عن البحث والباحث فقال.. إن الباحث عُرف عنه حرصه الشديد على الدقة وملاحقة المعلومة.. والصبر والجلد على العمل العلمي المتواصل.. وأبدى إعجابه بدأب وحدب الباحث على بحثه.. كما أثنى على البحث وعلى ما وصل إليه من معلومات شرعية دقيقة ومهمة في مجاله.
** (لقد أكَّد الباحث في بحثه على مسألة الربط بين المصلحة الإدارية والمصلحة الشرعية من خلال البحث عن آلية لبناء القرار على المصالح المعتبرة شرعاً.. حيث قدَّم الباحث بكل دقة وموضوعية.. ضوابط واعتبارات وطرق لتقدير المصلحة المعتبرة شرعاً.. وكيفية استخدامها كأداة لاتخاذ القرار.
** كما حرص الباحث.. على تقريبها للإداري غير المختص في العلوم الشرعية.. ليتسع العمل بها وينتشر.. بما لا يخالف قواعد الشريعة.
** كما تناول الباحث خلال مناقشته.. علمي أصول الفقه والسياسة الشرعية.. بوصفها من علوم المنهج.. لاشتمالها على سياسات وأدوات وطرق استنباط الأحكام المستجدة.. وهي عملية مركبة من ضوابط واعتبارات ومقاصد تحكمها منظومة كاملة.. تنظِّم العلاقة بين هذين العلمين المهمين للغاية.
** كما أشار الباحث.. إلى أن علم الإدارة.. وعلم اتخاذ القرار.. من علوم المنهج أيضاً.. لأنهما يشتملان على سياسات وأدوات وطرق لاستنباط القرارات المستجدة.. وهي عملية مركبة من عملية الحكم على الأمور.. وعملية الاختيار، الذي يليه التصرف.. لذا.. فلا يخلو حكم أو اختيار أو تصرف منه.. حتى في أيسر الأمور.
** فيما دعا الباحث.. المتخصصين في العلوم الإنسانية المختلفة المعروفة اليوم.. للانفتاح على كنوز علم أصول الفقه والسياسة الشرعية.. ومواصلة البحث فيهما.. مؤكداً.. أنهما يمثلان مجالاً خصباً للدراسات المستقبلية في علم اتخاذ القرار).
** الرسالة كما أسلفت.. أذهلت الحضور في عنوانها وموضوعها.. وإلمامها الكبير بالقضية محل البحث.. ومن هنا.. فقد استقطبت العشرات.. بل المئات من طلبة العلم.. الذين حضروا المناقشة وتفاعلوا معها بشكل لافت للنظر.
** لقد كنا نرقب إجابة الباحث على أسئلة واستفسارات المناقشين.. فكانت ردوده تحمل معلومات غزيرة.. المعلومة وراء المعلومة.. مما يعكس تمكُّن الباحث وتعمقه في موضوع البحث والدراسة.. وأن الباحث.. قد أحاط بكل معلومة ترد حوله.. وتعقب المسائل والمعارف.. حتى وصل إلى هذه الثروة العلمية الشرعية.. التي قد تصدر في كتاب علمي شرعي.. وتكون في متناول كل الباحثين وطلبة العلم وعشاق ربط علوم الشريعة بالعلوم الحديثة ومستجدات العصر.
** لقد اشتهر الأمير عبد العزيز بن سطام.. بأنه عقلية علمية بحثية.. وأنه إنسان دقيق للغاية.. ومحاور جيد.. يقرأ كثيراً ويحب الإلمام بكل شيء له علاقة بعلوم الشريعة.
** قرأ وبحث وحاضر وشارك في ندوات ومؤتمرات.. وقدَّم بحوثاً ودراسات.. وكتب في وسائل الإعلام.. وله أشرطة سمعية.. وكان كل نتاجه العلمي الشرعي.. في منتهى الدقة والموضوعية والحضور العصري.
** لقد أخذ من صفات والده صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز حفظه الله.. الشيء الكثير.. حيث استفاد من مدرسة والده.. فيما استفاد من اختلاطه ومحاوراته ومجالسته للعلماء والفقهاء والدعاة أشياء كثيرة أيضاً.
** لا نملك.. إلا أن نهنئ سمو الأمير عبد العزيز بن سطام.. على هذه الدرجة العلمية الرفيعة.. وهذه المكانة الشرعية العالية.. وهذه الإضافة (الدسمة) للمكتبة الإسلامية.. وهذا البحث العصري المتميز.. سائلين الله تعالى.. أن ينفع به وبعلمه وبحثه.. وأن يوفقه في حياته العلمية والعملية إنه سميع مجيب.
|