Tuesday 28th September,200411688العددالثلاثاء 14 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

شيء من المنطق شيء من المنطق
حقيقة اليوم الوطني والتنمية
أ.د. مفرج بن سعد الحقباني

احتفلت المملكة العربية السعودية بيومها الوطني الرابع والسبعين يوم الخميس الموافق 23 سبتمبر لتبدأ الخطوة الجديدة والمديدة بإذن الله فيما يأتي من الأيام والسنين ولتسجل للعالم حالة خاصة من التلاحم الفريد بين فئات المجتمع المختلفة وإذا كان هذا اليوم قد مر بجمال مضمونه التاريخي والتنموي، فإن من الواجب ألا يمر علينا مرور الكرام وألا نكتفي فيه بترديد الخطب العصماء والقصائد الوطنية التي تحكي شعوراً وطنياً لا يستغرب أبداً على من عاش في أرجاء هذا الوطن ونعم بنعم الأمن والرخاء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، المطلوب هو أن نتجاوز ذلك لنقف على حقيقة المساهمة الوطنية لكل مكون من مكونات البناء الاجتماعي الوطني وأن نعيد النظر في مواطن القصور التي قد تختلط بها أعمال البعض من المسؤولين والمواطنين حتى يكون اليوم الوطني نقطة تحول حقيقية في مجال التنمية الوطنية والبناء الوطني، وحتى يتحقق ذلك أجد أنه من الضروري أن نعتمد على بعض المتغيرات الكمية التي يمكن قياسها لمعرفة مدى نجاحنا في تفعيل دور الشعور الوطني في الميادين العملية والإنتاجية ومدى نجاح الآليات والبرامج المطبقة لتحقيق هذا الهدف، فمن اللازم في نظري أن ينعكس الشعور والانتماء الوطني في الأفعال أكثر منه في الأقوال حتى يكون لهذا الشعور أثر عملي على تصرفات وسلوك الإنسان السعودي في مجالات عمله المختلفة وحتى تستمر عملية البناء الوطني وتكتسب وقودها الحقيقي من هذا الشعور الذي يحد من المخالفات والتقصير في ميادين العمل والإنتاج لا بد أن نعي بأن الوطنية الحقيقية لا تتفق مع المخالفات التي يرتكبها البعض في الشارع والمكتب، ولا تتفق أبداً مع من يحاول استغلال سلطته الإدارية لتحقيق أهدافه الخاصة على حساب المصلحة الوطنية، ولا تتفق إطلاقاً مع من يقوم بنقل العمالة المجهولة بين المدن أو يتستر عليهم، ولا تتحقق عند من يجاهر بمخالفته للأنظمة الوطنية ولا عند من يقذف بأبنائه في الشارع دون رقيب أو سؤال، ولا عند من يقوم بالتفاخر بعدد الأقساط غير المسددة للصناديق والبنوك الوطنية ولا عند.. ولا عند أقصد مما تقدم أن الوطنية عمل وليست قولاً وأعني مما تقدم أن الفهم الخاطئ لمفهوم الوطنية هو الذي ولّد شباناً يسعون للنيل من وطنهم وقيادتهم قولاً وعملاً وهو الذي ولّد مشاكل عدة في سوق العمل أخطرها تكاسل الشباب عن العمل والتستر بمضاره وتداعياته الأمنية والاقتصادية والاجتماعية الخطير، فإذا كان الأمر كما ذكر، فإن من المطلوب في هذا الوقت بالذات أن نسلط الضوء في هذا اليوم على المنجزات الوطنية التي حققها رجال صادقون لدينهم ووطنهم وعلى المعايير الوطنية اللازمة لمواصلة البناء والتنمية والآليات والبرامج المطروحة لتفعيل دور هذه المعايير في حياة الإنسان السعودي، بعبارة أخرى نريد أن نقيس في هذا اليوم مدى التزام الإنسان والموظف السعودي بحقيقة الشعور الوطني وانعكاس ذلك على طبيعة قوله وعمله في الميدان.. فهل يتحقق ذلك على الأقل في أروقة مراكز الأبحاث المتخصصة؟ أتمنى ذلك عاجلاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved