* الرياض - وسيلة محمود الحلبي:
بما أن للمدرسة تجربة جديدة في حياة كل طفل لذلك ينادي علماء النفس وأساتذة طب الأطفال بضرورة تهيئة الجو المناسب للأطفال لتقبل هذه المرحلة الانتقالية في حياتهم مما يشجعهم على التعلق بالمدرسة والاختلاط بالآخرين بدلاً من الخوف من المواجهة والانطواء.
يقول الإخصائيون: إن إعداد الطفل للمدرسة يشكل إعداده بدنياً ونفسياً لهذه التجربة الجديدة في حياته وحتى يستفيد الاستفادة المثلى من وجوده بالمدرسة لابد أن يكون قادراً على التحصيل واستيعاب ما يتلقاه من معلومات بطريقة سهلة وميسرة ويتضمن ذلك قدرته على الإبصار السليم حتى يستطيع أن يرى ما يُكتب على السبورة وأن يطالع ما بين يديه من كتب لذلك يجب اختبار قوة إبصاره قبل الالتحاق بالمدرسة، فإذا كان يعاني من أي قصر أو طول في نظره يجب الإسراع بعمل نظارة مناسبة له حتى لا يساء تفسير ذلك بعجزه عن ملاحقة أقرانه في القراءة والتحصيل مما يؤدي إلى عقابه وبالتالي شعوره بمركب نقص يدفع به إلى كرهه للمدرسة ومعلميه، كما يجب أن تُجرى له اختبارات السمع حتى نضمن له القدرة على الاستماع لكل ما يحدث حوله في الفصل، ولابد أن يعرض الطفل على طبيب لعمل فحص كامل له لاكتشاف أي مشاكل صحية قد تؤدي به إلى سرعة إحساسه بالتعب وعدم قدرته على الجري واللعب والحركة مثل أقرانه من الأطفال، فالطفل الذي يعاني من أي مرضٍ سواء كان بالقلب أو أي مرضٍ خلقي مثل وجود فتحة بين البطينين أو بعض الأمراض المكتسبة مثل الروماتيزم أو صمامات القلب فإنه يشعر بالتعب عند القيام بأبسط مجهود مما يمنعه من الاستمرار في أداء أي عملٍ، وهذا بالتالي يؤدي إلى شعوره بالعجز حين تتم المقارنة بين قدراته وقدرات أقرانه.
أما عن الإعداد النفسي للطفل فيؤكد الإخصائيون أهمية الإعداد النفسي له وذلك بتضافر جهود الأسرة مع المدرسة كي تصبح المدرسة مكاناً محباً يسعى إليه الطفل ويرتبط في ذهنه بكل ما يسعده من ألعاب وأنشطة.
ويحذر علماء النفس الأمهات من محاولة تخويف أطفالهن بالمدرسة أو تهديدهم بإبلاغ الإدارة بما ارتكبوه من أخطاء في المنزل لأن ذلك يؤدي إلى عقدة أبدية بين الطفل ومدرسته.
|