(مثقفون إداريون غابوا 30 سنة وفجأة يحاضرون عن نهضة الثقافة)!! بالطبع هذا الكلام ليس على إطلاقه.. ولكنه على أي حال صفة لعدد من المرشحين للحديث عن تأسيس الثقافة في الملتقى الأول للمثقفين السعوديين الذي احتضنه مركز الملك فهد الثقافي في الأيام الثلاثة الماضية.
الغائبون - الإداريون ثلة حفل بهم اللقاء في جميع مستوياته جاؤوا من أعماق التاريخ ليقولوا لنا كيف يمكن للثقافة أن تنهض في بلادنا ولا ندري ماذا كانوا يعملون قبل أن تأتي بهم الهيئة الاستشارية من مرقدهم الإداري، وهذه معادلة رياضية صعبة لا نعرف كيف نحلها، إنها معضلة استشارية وتخطيطية وتنظيمية قبل أن تكون (عنوانا) عريضا ردده الحضور بكثرة.
من جانب آخر لم نكن نتوقع أن تتحول بعض المقالات الصحفية التي كتبها بعض المثقفين في الصحف إلى مادة تتلى في ربع ساعة يقال عنها ورقة عمل، ولم نكن نتوقع أن يتحول الرأي الذي يقوله عدد من المثقفين في جلسة فندقية سريعة إلى ورقة عمل تطبع طباعة مرتبة يسردها المثقف في عجالة تشبه جلسته الفندقية تلك.
النقطة الأخرى التي برزت إشكالية كبرى، أن الكلام الذي قيل ودار حوله النقاش كلنا متفقون حوله، إذن لماذا نجتمع؟ لماذا نأتي لكلام نحن مجمعون على صحته؟ فماذا نتوقع من مثقف صادق أن يقول سوى كلام نحن متفقون معه فيه مسبقا؟.
في حين أتى مجمل الحديث الثقافي الذي دار بين المنتدين على شكل (مطالبات) لا تصنع مشروعا ولا تطرح رؤية ولا تؤسس فكراً جديداً بذهنية مختلفة، وإنما كرر الكثير من المثقفين مطالباتهم بصورة سردية: 3،2،1
هذا.. وستأخذ التوصيات رحلة إدارية تنتقل فيها من ال،مثقف إل،ى الهيئة الاستشارية ومن ثم إلى وزارة الثقافة والإعلام ثم إلى مجلس الشورى ثم إلى الجهات العليا في الدولة ثم إلى وزارة المالية إلى حين موعد اللقاء الثاني للمثقفين السعوديين.
|