من هو الصديق الحق؟
الصديق الحق هو الذي يحتفظ بصداقته لصديقه في وقت الشدة والرخاء ويعتبر نفسه الساعد الأيمن لصديقه في أي حال من الأحوال.
وعلى هذا، ومن خلال هذه السطور المستقيمة أهمس في أذنك يا عزيزي قائلاً على لسان الشاعر:
ما أكثر الأصحاب حين تعدهم
لكنهم في النائبات قليل
صدق من قال فما أكثرهم عند الرخاء والسلامة وما أقلهم عند الشدائد والمحن، فالصديق الذي لا يعرف صديقه في وقت الشدة والرخاء ولا يحافظ على مودته وصداقته ليس هو الصديق الذي يجب الافتخار به والدفاع عنه في أي وقت من الأوقات لأنه لا يستحق ذلك.
ولكن يجب عليك أولاً اختيار صديقك أو معرفة قرارة نفسه قبل أن تكون هناك أي رابطة صداقة بينكما.
واختيارك هذا يجب أن لا يكون مقتصراً على أن يمد يد العون في الشدة ويضحك في وجهك عند الفرحة فقط، بل هناك أشياء قبل كل شيء أهمها:
أنى يكون صديقك متحليا بخلق عال ونفس كريمة أبية بعيدة عن طريق الشر قريبة من طريق الخير، تحبذ العفة والكرامة وتنبذ الرذالة والإهانة لأنه حتماً سيكون هناك يوم من الأيام تتبلور هذه الصفات في شخصك أنت.
فإن كانت الصفات السالفة الذكر فنعم الصفات وإن كانت العكس فبئس الصديق هو، لأن المرء من جليسه، وكما قال الشاعر:
إذا جاريت في خلق دنياً
فأنت ومن تجاريه سواء
فيجب عليك أن لا تجار من هو دونك لأن مجاراتك هذه ستسوق بك إلى أقل المنازل والرتب، بل تجعلك عالة على مجتمعك، كما يجب عند اختيار الصديق أن يكون صبوراً على مصائب الدهر وحافظاً للمودة والعهد وأميناً للسر، متمثلاً في قول الشاعر: