Monday 27th September,200411687العددالأثنين 13 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "اليوم الوطنـ74ـي"

بعد 50 عاماً من إنشائها بعد 50 عاماً من إنشائها
المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تعمل على توسعة مشاريعها

* الدمام - حسين بالحارث:
تحظى صناعة النقل بالسكك الحديدية باهتمام وعناية على مستوى العالم وخلال السنوات الماضية تطورت هذه الصناعة بشكل واضح خدم مشاريع التنمية وأثر إيجابياً في ازدهار الصناعة والتجارة، كما ساهم بقدر كبير في تسارع المد التقني والتطور الاجتماعي وفي بلد مترامي الأطراف ومتعدد البيئات مثل المملكة العربية السعودية وبعد مرور أكثر من خمسين سنة على نشأة هذه الصناعة تبذل الحكومة الرشيدة جهوداً كبيرة لنشر هذا النمط من النقل على مستوى أقاليم البلاد.
ولتحقيق هذا التطلع تم وضع برنامج شامل ومفصل تم اعتماده من قبل المجلس الاقتصادي الأعلى لإنشاء مشروع ضخم وطموح لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية عن طريق استثمارات القطاع الخاص، كما تم دمج مسار خصخصة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية (الشبكة القائمة) مع برنامج التوسعة المعتمد.
وطبقاً لما صرح به معالي الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس خالد بن حمد اليحيى فإن هذه التوجيهات نحو إشراك القطاع الخاص في مستقبل الخطوط الحديدية أملت على المؤسسة تبني أساليب إدارية أثبتت فاعليتها في رفع مستوى الأداء وتطور الإنتاجية ويأتي في مقدمة تلك الأساليب انتهاج مبدأ التخطيط الإستراتيجي الذي أحدث نقلة كمية ونوعية في أنشطة المؤسسة انعكس أثره واضحاً على أدائها المالي والتشغيلي، ومن شأن ذلك أن يعزز بمشيئة الله تعالى قيمتها عند انتقالها في إطار مشروع التوسعة إلى مستثمري القطاع الخاص وبالتالي تحقيق أكبر عائد مالي ممكن للدولة.
وأضاف المهندس قائلاً: إننا وفي ظل الدعم الكبير الذي تحظى به هذه الصناعة من قبل القيادة في المملكة، وما تمتلكه المؤسسة من خبرات وتجارب في مجال إنشاء وتشغيل وصيانة مشاريع وأنشطة السكك الحديدية، وما تتمتع به من علاقات طيبة ووثيقة مع الاتحادات والهيئات والمؤسسات السككية على مستوى العالم، لن تدخر وسعاً في استثمار كل ذلك وتوظيفه لإنجاح أضخم مشروع للربط السككي في تاريخ المملكة وبما يحقق الأهداف الطموحة لهذا المشروع الكبير.
محطات الركاب
تعد محطات الركاب الثلاث الرئيسية التي تم بناؤها في عام 1415هـ في كل من الدمام، والهفوف، والرياض، من المشاريع الضخمة التي نفذتها المؤسسة، وفضلاً عن أنها تمثل إضافة نوعية لخدمات نقل الركاب بالمؤسسة كونها تحوي العديد من المرافق والخدمات مثل صالات الركاب ومكاتب البريد والشرطة والاستعلامات ومطعم ومواقف سيارات وسكن لقائدي القطارات ومساعديهم، إضافة لذلك فإنها تعد من المعالم الحضارية البارزة في المدن الثلاث، حيث تميزت بطابعها المعماري المستلهم من فن العمارة الإسلامية، وبالإضافة إلى هذه المحطات الثلاث توجد محطات فرعية في بقيق للركاب وحرض، والتوضيحية والخرج.
الخدمات المقدمة
عندما أنشئت سكة الحديد قبل أكثر من نصف قرن من الزمن، كان الاعتقاد السائد هو أن البضائع ستحتل المقام الأول في عمليات النقل، وأن عدد الركاب لن يتجاوز خمسين ألفاً في كل سنة، ولكن الإحصاءات دلت على أن عدد الركاب في السنة الأولى بلغ أكثر من مئتي ألف راكب، وخلال السنوات الأخيرة شهدت حركة الركاب نمواً ملحوظاً يحث بلغ معدل نقل الركاب أكثر من 900 ألف راكب سنوياً خلال 2003م، ويتوقع أن يكسر حاجز المليون في نهاية العام الجاري 2004م، وهذه نتيجة طبيعية للجاهزية العالية التي وصلت إليها قطارات وعربات المؤسسة في غضون العامين الماضيين.
وانعكاس لما طرأ من تطوير على برامج الخدمة لتستوعب الطلب المتزايد، وفق منهج مدروس يتناسب مع المرحلة الجديدة، ويستجيب لتطلعات العملاء.
تطور أساليب الحجز
كما تمكنت المؤسسة من تطوير أسلوب العمل، وأتيح للمسافرين الحجز بواسطة الهاتف على مدار الساعة، وتعمل المؤسسة حالياً على تطبيق نظام جديد لبيع التذاكر بواسطة مكاتب السفر في الرياض، والهفوف، وبقيق، والدمام، والخبر، والقطيف، والجبيل، في خطوة تهدف إلى تسهيل الحصول على خدمة السفر بالقطار بدلاً من حصر البيع في محطات القطار.. وبالقدر نفسه فقد لاقى الأسلوب الجديد لمنح بطاقات ركوب القطار للمسافرين مع شرائهم للتذاكر قبولاً وارتياحاً أدى إلى إنهاء مشكلة الازدحام وتسهيل إجراءات العمل في المحطات والقضاء على مشكلة قوائم الانتظار.
تجديد وتحديث الأسطول
تم مؤخراً تنفيذ برنامج التجديد الشامل لعربات الركاب وتم من خلاله استبدال المقاعد، وإعادة توزيعها داخل العربة، ودهان ومعالجة الأسطح الداخلية، وتجديد دورات المياه وتحديث نظام الإنارة، وتوضيب وحدات التكييف إضافة لفحص وتوضيب كامل للقواعد الميكانيكية، وقد أدى البرنامج إلى تحسن كبير في مستوى أداء العربات، ورفع مستوى السلامة والراحة للركاب، ووفر أسطولاً من العربات المجددة في وضع العربات الجديدة بتكاليف أقل بكثير من قيمة تأمين عربات جديدة وبموازاة هذا البرنامج جرى تنفيذ برنامج صيانة للقاطرات والمحركات الأخرى، وهو برنامج مستمر وينفذ بأسلوب متقدم.
أنظمة مراقبة آلية لتأمين سلامة القطارات
وضمن تطلع المؤسسة لرفع مستوى سلامة القطارات أثناء المسير شرعت المؤسسة بتأمين أجهزة متطورة تتحسس آلياً المتغيرات التي لها تأثير على السلامة، ومن بينها أجهزة تحسس حرارة البيرنجات ودسكات الفرامل، وأجهزة التأكد من تكامل القطار أثناء المسير، التي تقوم بإرسال إشارات إلى كابينة السائق في حال حدوث انخفاض في ضغط الهواء بسبب انفصال أي من العربات، وجهاز تحسس الأجزاء المتدلية، للكشف المبكر عن أي خلل أو فقدان للأجزاء المتدلية أسفل العربات.
ونظام تسجيل الأحداث التي تجري أثناء القيادة الفعلية، مثل السرعة، التسارع، استخدام المكابح، معدل استهلاك الوقود، بحيث يتم بشكل دوري مراقبة تصرفات السائقين مع القاطرات للاستفادة من ذلك في تحديد أسباب الأعطال والحوادث لمعالجتها.
التدريب والتنمية البشرية
وسعت المؤسسة منذ بدايتها إلى الاهتمام بالعنصر البشري، وشهدت عمليات شغل الوظائف تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية وقد انصب الاهتمام في المرحلة الحالية على توطين صناعة النقل بالسكك الحديدية، ومن خلال تنفيذ برنامج السعودة الطموح الذي تبنته المؤسسة في مرحلة مبكرة، ووضعت خطة لسعودة جميع وظائفها بالاعتماد على برامج التدريب والتأمين، واليوم فإن المؤسسة تفخر بأنها أنجزت تجربة رائدة في هذا الجانب.
وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن نسبة عالية من وظائف المؤسسة ذات طابع فني وتخصصي في مجال تشغيل وصيانة منشآت ومعدات السكك الحديدية، فإنه يتبين لنا حجم الجهد الذي بذل في سبيل توطين هذه الوظائف في ظل عدم توافر معاهد وكليات متخصصة داخل المملكة في هذا المجال.
جهاز المحاكاة الآلي لتدريب واختيار السائقين
كما شرعت المؤسسة في تأمين جهاز المحاكاة الآلي لتدريب واختيار السائقين والذي يعمل على تمثيل ظروف القيادة على الخط الحديدي بكل دقة ويهدف إلى رفع كفاءة السائقين وتدريبهم على حسن التصرف خاصة في المواقف المفاجئة ويجري حالياً، تدريب دفعة جديدة من المتدربين بعد أن تم تخريج الدفعة الأولى خلال الأشهر القليلة الماضية برعاية معالي الرئيس العام للمؤسسة.
مشروعات التوسعة
وكشفت الدراسات المستقبلية التي أجريت مؤخراً أن توقعات حجم النقل على مستوى المملكة أخذت في الارتفاع والزيادة كما أن التحديات الكثيرة التي تواجهها المملكة في المجالات الاقتصادية والبيئية والسكانية تفرض عليها البحث عن وسيلة نقل اقتصادية وذات قدرة استيعابية كبيرة وصديقة للبيئة ومن هذا المنطلق فقد صدرت موافقة المجلس الاقتصادي الأعلى في المملكة على البرنامج التنفيذي لمشروع توسعة شبكة الخطوط الحديدية ومشروع ربط المشاعر المقدسة بخط حديدي (جدة - مكة المكرمة - المدينة المنورة - ينبع) وإناطة مهمة رئاسة اللجنة التنفيذية للمشروع بالمؤسسة، ينتظر أن تشهد المملكة في القريب العاجل انطلاقة شبكة خطوط حديدية عملاقة في مسارين هما:
1- خط الشرق - الغرب
(الجسر البري)
يمثل هذه الخط جسراً برياً يربط ميناء جدة الإسلامي بمينائي الملك عبدالعزيز بالدمام والملك فهد بالجبيل وسوف يشكل الخط القائم حالياً جزءًا من الجسر البري عند اكتماله ويقدر طول الخطوط الجديدة التي سوف يتم إنشاؤها بـ(1061) كم، كما يقدر حجم ما سيتم نقله على الخط بحوالي ثمانية ملايين طن من الحاويات ومن شأن هذا المشروع المهم باقتصادياته المجدية التمهيد لمشاريع الربط السككي بين المملكة ودول الخليج العربي شمالاً وجنوباً.
2- خط الشمال - الجنوب
يربط الرياض بمنطقة الجلاميد مروراً بكل من مناطق القصيم وحائل والجوف ويتضمن إنشاء فرع لمنطقة الزبيرة وكذلك خط لربط الدمام بميناء الجبيل الصناعي ويقدر طول هذا الخط بـ(1408) كم ويقدر ما سيتم نقله بداية من المنقولات على هذا الخط بما يزيد على 12 مليون طن سنوياً معظمها من خامات المعادن وباستكمال هذا المشروع الذي يصل إلى مناطق قريبة من حدود المملكة الأردنية الهاشمية سوف يكون بالإمكان النظر في ربط شبكة الخطوط الحديدية السعودية بالشبكة الأردنية ومنها إلى الشبكات العربية الأخرى وتركيا ودول أوروبا.
رؤية المؤسسة
تقوم على إيجاد شبكة خطوط حديدية متطورة على مستوى المملكة، مرتبطة دولياً وتقدم بسواعد وطنية خدمات متميزة بكفاءة عالية وفق أسس اقتصادية تحقق فوائد النقل السككي للاقتصاد، تحقق فوائد النقل السككي للاقتصاد الوطني.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved