في مثل هذا اليوم من عام 1959 قطع نكيتا خروتشوف رحلته المثيرة والمليئة بالأحداث إلى الولايات المتحدة وعاد إلى الاتحاد السوفيتي.
وقد هيمنت هذه الرحلة علي الأخبار في أمريكا وحول العالم علي مدي أسبوعين.وصل خروتشوف إلى الولايات المتحدة في الخامس عشر من سبتمبر وكان من المقرر أن يقوم بجولة في الولايات المتحدة أمريكا وأن يختم رحلته بعد 14 يوما بلقاء قمة مع الرئيس دوايت ايزنهاور.وانتعشت الآمال في أن تكون الرحلة علامة على إسدال الستار على الحرب الباردة واستهلال حقبة جديدة للتعايش السلمي بين العملاقين.ومع ذلك قبل بدء العمل الرسمي لأول رئيس للاتحاد السوفيتي يزور الولايات المتحدة, انتهز الفرصة للقيام بجولة في بعض المناطق الأمريكية وكان على رأس قائمة زياراته زيارة لهوليوود.
أخذت زيارته لهوليود شكلا غريبا حينما اشتبك في مبارزة شفهية مع رئيس شركة أستوديو فوكس والقرن العشرين مستعرضا حدة طبعه ومهددا بالعودة لوطنه بعد أن أساء رئيس فوكس اختيار بعض الملاحظات حول المنافسة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.ولا تقارن ثورة خورتشوف هذه لنوبة الغضب التي انتابته حينما علم أنه لا يستطيع زيارة ديزني لاند بسبب بعض المخاوف الأمنية.
وعند عودة خروتشوف إلى واشنطون بدأ محادثات لمدة يومين مع ايزنهاور حول عدد من القضايا.
ورغم عدم الوصول إلى اتفاقات محددة وعد الرئيسان باستئناف مباحثاتهما في المستقبل وإبقاء خط الاتصال مفتوحا.وفي السابع والعشرين من سبتمبر ختم خروتشوف زيارته والتقى مع ايزنهاور لفترة قصيرة للوداع ورافقه إلى المطار نائب الرئيس ريتشارد نيكسون.وبعد أشهر قليلة اشتبك نيكسون وخروتشوف, أثناء المعرض الأمريكي القومي في موسكو, في المناظرة الشهيرة باسم (مناظرة المطبخ) بشأن المعركة بين الشيوعية والرأسمالية.
ومع ذلك فإن الرجلين أظهرا نية حسنة تجاه بعضهما البعض.
|