في مثل هذا اليوم حاول عملاء الموساد الإسرائيلي اغتيال خالد مشعل مدير المكتب السياسي لحركة حماس التي تكافح صمن تنظيمات فلسطينية أخرى الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
ففي الساعة العاشرة والربع من صباح ذلك اليوم، كان شخصان بديا كسائحين يتحرّكان جيئة وذهاباً أمام مكتب حركة حماس في شارع وصفي التل في عمان، في الوقت الذي وصلت فيه سيارة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل يرافقه ثلاثة من أطفاله ومرافقه الشخصي محمد أبو سيف.
أحد الشخصين كان يحمل في يده حزمة صغيرة مغلفة بكيس نايلون، وعندما نزل مشعل من سيارته اقترب منه أحد (السائحين) وهو ذو شعر أشقر ولحية صغيرة، وبدا كأنه يريد أن يسأله عن أمرٍ ما، في الوقت الذي اقترب منه بسرعة (السائح) الآخر وضربه بجهاز كان يحمله على رأسه.
وحسب بيان أصدرته حماس فإن محمد أبو سيف مرافق مشعل حال دون أن يلامس هذا الجهاز رأس مشعل، ولكن الجهاز أصدر صوتاً مدوياً قرب الأذن اليسرى لمشعل الذي شعر بصعقة قوية أصابت جسده بهزة قوية.
وهرب (السائحان) إلى سيارة كانت متوقفة في انتظارهما من نوع (هونداي) خضراء اللون، دون أن يخطر ببالهما أن حارس مشعل الشخصي محمد أبو سيف، وهو من الذين تدرّبوا في أفغانستان، واكتسب مهارات معينة، لحقهما، وأوقف سيارة أجرة عمومية وجرت مطاردة للسيارة الهاربة مسافة 3 كيلومترات، من المركز التجاري المكتظ في شارع وصفي التل المشهور باسم شارع الجاردنز حيث مكتب حماس، إلى شارع مكة، حيث نزل الرجلان من سيارتهما واجتازا الشارع بسرعة نحو سيارة أخرى كانت في انتظارهما.
ولكن محمد أبو سيف الذي نزل من السيارة العمومي (التاكسي) التي ركبها ولاحق بها الرجلان سجّل رقم سيارة الهونداي الخضراء، التي تبين فيما بعد أنها مستأجرة، ولحق بالرجلين وجرت مشاجرة عنيفة تجمّع على إثرها المواطنون ومن بين الذين تجمهروا سمير الخطيب ابن قائد جيش التحرير الفلسطيني في الأردن وساعد أبو سيف في القبض على الرجلين، وحضرت الشرطة وتم اعتقال الرجلين، بينما هرب ثلاثة آخرون كانوا في السيارة الثانية وسائق السيارة الأولى إلى السفارة الصهيونية في عمان.
وذكر بيان حماس نقلاً عن رواية محمد أبو سيف أن الإرهابيين (مدرّبان تدريباً عالياً على فنون القتال، كما أنهما يتمتعان بلياقة بدنية عالية، غير أنه بتوفيق الله، ثم الإمكانات البدنية والفنية العالية للمرافق مكّنته من تعطيل حركتهما حتى تجمهر المارة ووصلت دورية للشرطة إلى موقع الاشتباك).
وبدأت تتضح الصورة أكثر فأكثر، فبعد ساعات بدأت تتدهور صحة خالد مشعل، من أثر السم الذي وضعه أحد عملاء الموساد في أذنه بواسطة الجهاز الذي ضربه به على رأسه، ونقل مشعل إلى المستشفى في حالة سيئة جداً بسبب ما تبين أنه محاولة للموساد لاستهدافه.
وتدخّل الملك الأردني حسين وتم إبرام صفقة لإعطاء مشعل الترياق الشافي وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين زعيم حماس المعتقل لدى (إسرائيل) مقابل إعادة عميلي الموساد اللذين تم القبض عليهما بسبب شجاعة محمد أبو سيف الذي نوّه لدوره كثيراً فيما بعد خالد مشعل بعد نجاته من محاولة الاغتيال.
|