Monday 27th September,200411687العددالأثنين 13 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "واجهة ومواجهة"

مصطفى طلاس ل «واجهة ومواجهة»:(22) مصطفى طلاس ل «واجهة ومواجهة»:(22)
(نزار) رفض شعر المدح.. ففترت علاقته بالرئيس الراحل

  إعداد وحوار:إبراهيم عبدالرحمن التركي - متابعة وتنسيق: عبد الكريم العفنان - تصوير: عبود حمام
(1)
**وتعود المواجهة إلى الواجهة ..
مباشرةً في تساؤلاتها ..
صريحةً في إجاباتها ..
وكان يمكنُ لها أن تكون ..
صاخبةً / صادمةً/ صارخة ..
***
(2)
**قال لنا «العماد» أكثر .. وأخطر..
لم نُجْرِ أي عملية رقابيّة ..
ولم نحاولْ تخفيف الجرأة «الطلاسيّة» ..
لكن أبا فراس:
مارس الرقابة الذاتية ..
فما كل ما يعلم يقال ..
وما كل ما يقال بين اثنين ..
يتجاوزهما إلى الآخرين ..
***
(3)
** في هذه الحلقة إضاءات ثقافية ..
فالعماد صاحب تآليف .. وتصانيف ..
تبدأ «بالثوم والعمر المديد» ..
ولا تقف عند مذكرات العسكري العتيد ..
يكتب عن «معجم الأسماء» ..
ويُهوِّم في «تراتيل» المساء ..
واجهَ «الفطيرة الصهيونية» ..
وأنصف «الثورة الجزائرية» ..
ولم ينس «زنوبيا التدمريّة» ..
***
(4)
** تُعجبُ بإمكاناته ..
وتتعجبُ من إمتداداته ..
يهدي ل«جورجينا رزق» قصائد وقلائد..
ويفكر في قتل «سلمان رشدي»..
ليجمع الحب والحرب ..
والأدب والغضب ..
ويعزف سيمفونية الريح ..
والشيح ..
ففي الحروب لي الرايات راعفة ..
لكن لدى الحسن لون الثلج راياتي ..
***
(5)
العماد أول (متقاعد) مصطفى طلاس
في الجزء الثاني
من الواجهة والمواجهة
******
أحداث
* هناك حكايات وروايات حول (حماة) و(تدمر) وما جرى مجراهما، وأنت شاهد مرحلة.. وإذا لم تقولوا الحقيقة الآن.. فقد تُقال أشياء أخرى ويصدّقها التاريخ مثلما يتناقلها الناس.. ما حقيقة هذه الأحداث..؟
- أقول لك، كان هناك مجموعة من الإسلاميين، لم يقبلونا في السلطة، وأنا أقول لك الحقيقة، نحن أصحاب سلطة، فإذا كانوا يريدون أن يأخذوها بالانتخاب فأهلاً وسهلاً، أما أن يأخذوها بالقوّة فلن نرضى بذلك، ونحن أقوى منهم.
صدام
* من كان خلفهم في نظرك..؟
- هذا الموضوع لعب (صدام حسين) فيه دور شرير، فهو من أعطى الأموال للإخوان المسلمين، وهو من شجّعهم على التمرد، وهو يعرف مسبقاً أنهم سيفشلون، لماذا حماة مثلاً؟ ما الفرق بين حمص وحماه، هل أهل حمص متوازنون عقلياً أكثر؟ لا: نحن نسيج واحد، نحن بلد (18) مليوناً ويعيش بيننا مليونا مسيحي، ماذا نقول لهم، وهم يعيشون في هذا البلد، من أيام (بولس) الرسول إلى الآن، هل نقول لهم أنتم غرباء؟ برأي الإسلاميين هم غرباء، نحن لن نقبل أن يكونوا غرباء، هم من نسيج هذا الوطن، وعندما كنّا في الحركة التصحيحية، لم نفكّر بأي شيء آخر إلا أننا جميعاً يد واحدة على العدو، لذلك فقد استغربت -في هذا الأمر- أنهم كانوا مدفوعين من قبل (صدام) فضربناهم..
حوار
* لكن.. أبا فراس.. سأختلف معك حول تعميم الحكم على (الإسلاميين) جميعاً وأسألك.. هل حاورتموهم قبل ضربهم..؟
- سأروي لك ما يجيب عن تساؤلك: (مروان حديد) -وهو أحد المتمردين- جاء إليّ -قبل حوالي أربع سنوات من ذاك التاريخ-، وهو شقيق (كنعان حديد) زميلي في الكلية الحربية، وكنت أنا قائد منطقة ورئيس محكمة، فقلت له يا (مروان) أنت مهندس زراعي، وأنا فلاّح من الرّستن، لا أحدثك بوصفي قائد المنطقة الوسطى أو أي منصب آخر، وأخوك زميلي في الكلية الحربية، ونحن وأهل حماة يفصل بيننا نهر العاصي، صحيح أننا نتبع (حمص)، لكن لنا مع أهل حماة علاقات طويلة، فأراضينا ملاصقة لأراضيهم، فكيف نكون ضد بعضنا..؟ قال لي: أنت لا يجوز أن تتكلّم معي.. سألته لماذا..؟ قال: أنا أمير المؤمنين وأنت إنسان عادي، قلت له: حتى لو كنت أمير المؤمنين، أعتقد أنّ (عمر بن الخطّاب) كان يستقبل الناس ويتكلّم معهم، وكان (أبو بكر الصديق) كذلك يستقبلهم، قال: أنا لن أستقبلك، ولا أتكلّم معك أبداً، في اليوم التالي حكمت عليه مع سبعة معه بالإعدام بوصفي رئيس المحكمة، وبعثت بالحكم إلى رئيس الجمهورية لتصديقه، وكان الرئيس آنذاك (أمين الحافظ)، فذهب مشايخ حماة إليه يتوسلون، و(أبو عبده) رجل غير مستقر ومتقلّب، اتصل بي وقال: لا تعدمهم، فنحن لم نصدّق الحكم، وقد أتى المشايخ واعتذروا فعفونا عنهم، طبعاً.. ذلك العفو شجعهم أن يتمادوا أكثر، ثم أتت عملية الدعم العراقي، فقال لهم (صدام حسين): أعطيكم كل شيء عدا الطائرة والدبابة، أما الأموال فخذوا قدر ما تريدون..
دافع
* ما هو دافع صدام لذلك..؟
- (صدام حسين) يقوم بهذا العمل ليرضي الأمريكيين...
كشف
* رغم أنه ضدهم في الآونة الأخيرة منذ حرب الخليج..؟
- (عبد الناصر) هو الذي اكتشف تعامل (صدام حسين) مع الأمريكيين.. وعندما كان الرئيس (الأسد) يذهب إلى مصر، كنت أطلب منه سؤال الرئيس (مبارك) عن شريط (الفيديو) المصوّر به دخول صدّام حسين إلى بيت الملحق العسكري الأمريكي عام (61) (في 26 حزيران 61 بالضبط)، حينها كان صدام حسين يأخذ مرتباً مقداره (100) جنيه بوصفه لاجئاً سياسياً، ولاحظت المخابرات المصرية أنه كان يصرف (400) جنيه، وأنا كنت أعيش في مصر في ذلك الوقت وكنت أتقاضى (80) جنيهاً وأعيش مرفّهاً، (مثل الملك فاروق) فقد كانت المعيشة رخيصة جداً..
حوار
* هل تخاطبت مع (عبد الناصر) حول صدام حسين آنذاك..؟
- قلت ل(عبد الناصر) -فيما بعد- أن يأخذ الحيطة والحذر من البعثيين حين يحكمون قطرين، فقال: هل تقصد (صدام حسين)؟، قلت نعم طبعاً، قال (لا.. صدام) ليس معكم، إنه مع الأمريكيين.. هذا الكلام قاله لي عبد الناصر عام 69 أثناء زيارتنا لمصر للقيام بواجب العزاء بوفاة عبد المنعم رياض،
حينها جلس (عبد الناصر) معي لمدة خمس ساعات ونصف الساعة، وقال لي إن (صدام حسين) يخدم مخطّطات أمريكا، وأمريكا لا تحتاج إلى أكثر من ذلك..
خدمات
* ما الذي قدمه صدام لهم..؟
- لقد صبت مخرجات حكمه لصالحهم حتّى دخول (صدام) حرب إيران، فقد كان خطأ إستراتيجياً كبيراً، فإيران بلد مسلم، لماذا تعادي بلداً مسلماً، لا أحد له مصلحة في معاداته، حيث دخل في حرب ضروس ضد إيران، ولو ادّخرت الصواريخ التي أطلقوها على بعضهم، وهي أكثر من ألف صاروخ، ووجهوها إلى (تل أبيب) لم تبق إسرائيل اليوم، في الحقيقة هو كان ينفّذ الخطة المرسومة من قبل أمريكا، ورب العالمين أظهره مؤخراً في حفرة، و(يُفلّي) ذقنه بالشكل الذي بدا به، وهذه جناية على نفسه ونتيجة لأعماله.
محاكمة
* ماذا تتوقع من محاكمته..؟
- سيتركونه دون محاكمة كي يزيدوا ذّله، ونحن نحزن -رغم ما بيننا- لأنه رئيس عربي..
مقابلة
* هل قابلت (صدام حسين) شخصياً..؟
- قابلت (صدام حسين) وكان صديقي المميز، كنّا أصدقاء جداً، لكن (صدام) كما ذكرت لك تغيّر بعدما اتفقنا على الوحدة، ووقعّنا الميثاق، أصبح (حافظ الأسد) نائب رئيس الجمهورية، وليس (صدام حسين)..
افتراق
* يقال إن سبب افتراق جناحي البعث خوف صدام من سلطة الرئيس الأسد..؟
- كما يقولون (غلطة المعلّم بألف)، أخطأ حينها (أحمد حسن البكر) وقال: أنا لن أبقى طويلاً، البركة فيك يا (حافظ).. ستقود
المرحلة بعدي، فأثارت هذه الجملة حفيظة (صدام حسين)، وبدأ يعمل لانقلاب على المجموعة، تصوّر أنه اتهم رئيس اتحاد عمّال العراق بأخذه (3000) ل. س من (حافظ الأسد) أي ما يعادل (100) دينار على أنها رشوة، فتصوّر هذا العقل الذي عمل من الحبة قبة، وصفّى فيما بعد كل من صافح الرئيس (حافظ) بحرارة، عندما وقّعنا الاتفاق دخلت (16000) سيارة عراقية سورية، لأن العراقيين يحبّون سورية، انفتحت الحدود وقتها، ولمّا رأى (صدام) ذلك قرر أن يقطع الطريق على الوحدة، وفعلاً قطع الطريق، وبدأ يذبح كل أصحابنا في العراق الذين كانوا أصحابه كذلك..
مؤامرات
* حصلت مؤامرات وشفاقات كثيرة في حزب البعث بين فرعيه السوري والعراقي.. هل هناك توجه لإعادة ترميم ما حصل من تباعد بين الحزبين..؟
- البعث في سوريا حزب صاف نقي، لا توجد فيه مؤامرات، لأنه قام على النخبة من المثقفين، فقد كان نخبة الناس في سورية من البعثيين، لا توجد لدينا إجراءات دموية، وأحقاد طبقيّة كتلك التي أدخلها (المتمركسون) البعثيون في العراق الذين حوّروا البعث طبعاً، لاشك أن من الرفاق البعثيين في العراق أناساً طيبين، لكننا نريد أن نرى إلى أي حد يمكن لم الشمل، ونحن بصدد توحيد المناضلين البعثيين الحقيقيين أما من يأتون باسم (صدام حسين) فلن نقبلهم..
نقد
* دعني أعد إلى (مصطفى طلاس) المثقف، عندما أقرأ (مرآة حياتي)، أجد أنك كتبت عن المرحلة السابقة للحركة
التصحيحية بكثير من النقد، أما في مرحلة ما بعد الحركة التصحيحية فأجد أن كتابتك مملوءة بالإيجابيات.. هل علاقتك الخاصة والحميمة بالرئيس الراحل (حافظ الأسد) تجعلك تراه بلا سلبيات أو عيوب؟ ومن سيكتب الحقيقة حول أخطر مرحلة في تاريخ الأمة.. حيث لا انتصار بل انكسار..؟
- لنترك لغيرنا أن يكتب، ومن له علينا شيء فليكتبه بكل صدق، أتمنى أن يأتي أحد ما ويقول لي: يا (أبا فراس) أنت أخطأت بكذا وكذا ليتسنّى لي أن أجيب، وأقول: لا، إن ما حصل هو كذا وكذا، لا شك أنها مرحلة غنية جداً، وقد تكون هناك بعض الأخطاء الصغيرة، ولكل مرحلة أخطاؤها.. لكن أنا كتبت ما حدث.. وقد وصلت إلى نهاية العقد الرابع..
أخطاء
* نعم حتى نهاية
1988م ولكن سيادة العماد أين أصبت وأين أخطأت؟ وأنت من شغل منصب وزير الدفاع لأطول مدة ربما في تاريخ العالم..؟
- أنا قلت لك، أنا لم أخطئ، ومن يقول عني إنني أخطأت فليركب الحصان ويقابلني، وإن أراد المبارزة بالسيف فأنا حاضر له..
ديموقراطية
* وهل ستكون (ديموقراطياً) في تقبل النقد بروح موضوعية..؟
- إبراهيم.. هذا مؤكد.. فأنا إنسان مباشر لا أتعامل بالأقنعة وما لديّ سأقوله، وما عملتُه لن أتوارى عنه، وما يراه الناس خطأً وأراه حقاً ولي فيه مبررات سأروي لمن يجادلني..
رفاقيات
* نأتي إلى كتابك (الرفاقيات) الذي رأينا فيه وجهاً واحداً فقط، يعني رأينا ما بُعث إليك، ولم نرَ ما بعثته أنت..؟
- أنا بعثت الغارات (يضحك)، أما ما بعثته إلى (الليدي ديانا) وغيرها من الجميلات فسوف يكشف عنه فيما بعد..
جميلات
* ليست فقط (ديانا) بل (أحلام مستغانمي).. والممثلة الإيطالية (جينا لولو بريجيدا) و(جورجينا رزق) ورسائل ملتهبة منهن ومن غيرهن..؟
- وأخريات.. وكلّهن بعثت لهن وبعثن لي، وبيننا علاقات طيبة..
اكتشاف
* لمَ لا تكشفها..؟
- (مازحاً) هل تريد أم فراس أن تزعل، وتدعني أنام خارج البيت..
رسائل
* معذرة أبا فراس.. ولكن بعض الرسائل لا يرقى لمستوى النشر.. وربما قيل عنها إنها رسائل تملّق لصاحب جاهٍ ومنصبٍ.. وأنت المثقف لا الوزير.. هل يرضيك مثل هذا التزلّف..؟
- أنا وضعت كل الرسائل التي وصلتني، طبعاً هناك أناس لا يستحقون لكنهم بعثوا بتلك الرسائل، على كل حال من الممكن أن نعيد النظر بالرسائل غير المؤهلة للنشر ونشطبها..
غرام
* الكتاب جميل تاريخياً، وأنا استمتعت بقراءته، لكن رجلاً بقامة العماد (طلاس) ينشر الرسائل الغرامية التي ربما تسعد مراهقاً أو شاباً صغيراً أو رقماً ضيئلاً وفيها واحدة مثلاً تقول: (انتظرني.. سأحدّثك في الساعة كذا) وهي مجرد صفر أمام رجل كبير ذي حول وطول.. ما الحكاية..؟
- هو حب الجمال والجميلات يا إبراهيم، وخذ حكاية أخرى: عندما كنت في (اللاذقية) بعثت لي امرأة لا أعرفها برسالة طويلة من تسع صفحات بدون اسم، للخجل ربما، ومحتوى هذه الرسالة يفيد أنها تحبني، وقد أوردت هذه الرسالة كاملة في (الرفاقيات) تحت عنوان: (رسالة من امرأة مجهولة)، وبالمناسبة هناك قصة لم أذكرها من قبل في حياتي، في إحدى المرات التقيت في باريس بفتاة أمريكية جميلة جداً بكل مقاييس الجمال، وأخذنا أرقام هواتف بعضنا واتفقنا أن تأتي إلى سورية، مرّ الوقت ولم تتصل ولم تأت، فاتصلت بصديق لي في أمريكا يعرفها، كان معنا حين التقينا، وقلت له أن يسألها: لِمَ لم تأتِ؟ قالت له: إنني عندما أخبرت أهلي وأصدقائي عن القصة، وقلت لهم: إنه أعجبني وأعجبته، وأخبرتهم عنه، قالوا لي: إياك أن تذهبي، فهذا هو الإرهابي الأول في سوريا، صحيح أن (حافظ الأسد) هو الرئيس، لكنه هو الذي يخطط للعمليات الإرهابية..
إرهابي
* إرهابي يا أبا فراس ومع أمريكية.. مفارقة بين الحب والحرب.. لكن من خلال قراءتي لكتابك (مرآة حياتي) أشرت إلى أن شخصيتك تتسم بالخجل وهذه مفارقة أخرى.. متى ستبوح بكل شيء..؟
- الرسائل لها وقتها لتكشف جميعها، وعلى سبيل المثال فإن لدي رسالة من امرأة ألمانية، مكونة من (116) صفحة كاملة، وترى هذه المرأة أننا (هي وأنا) نزلنا من مجرّة واحدة في وقت واحد على سور الصّين العظيم، لكنّها وصلت قبلي بربع ساعة، وهي تعد نفسها ملزمة بإبداء النصائح لي، وتبدأ رسائلها ب(عزيزي مصطفى)، وكأنها تعدّني أخاها.. وهي لم تُنشر بعد وقيد الترجمة الآن..
ديوان
* بعد (الرفاقيات) يأتي (ديوان العرب) وقد لاحظت أن الطبعة الأخيرة كانت غنيّة جداً..؟
- والطبعة التي ستصدر سنغنيها أكثر..
طبعات
* هو جزءان فقط أليس كذلك..؟
- نعم وله طبعتان، والآن يجري العمل في الطبعة الثالثة وتضم ثلاثين قصيدة جديدة..
نهج
* هل استمريت على النهج نفسه، أي نشرها بخط يد محترفة..؟
- هناك قصائد بخط اليد، وأخرى مطبوعة طباعة جيدة..
الشّام
* لوحظ أنك في اختياراتك ركّزت كثيراً على الشّام وما قيل في الشّام وفي حب الشّام..؟
- أنا أحب الشّام:
قالوا: تحبّ الشّام..؟ قلت جوانحي
مدفونة فيها وقلت فؤادي
ونحن (حماصنة!) لكنّنا نحب الشّام
اختيار
* اخترت في (ديوان العرب) قصائد جميلة، وأخرى مُخْتَلفاً حولها، وسرت في ذلك على نمط (أبي تمام) و(البحتري) و(ابن الشّجري) في حماساتهم، و(أدونيس) في ديوان الشعر العربي.. ما هي مرتكزاتك في الاختيار..؟
- أنا لديّ نظرة للقصيدة، فمثلاً، ناقشني (نزار قباني) كثيراً حول اختيار قصيدته (ترصيع بالذهب على سيف دمشقي)..
مطلع
* والتي مطلعها:
أتراها تحبني ميسونُ
أم توهّمت والنساء ظنونُ..؟
- نعم.. حيث قال لي نزار -وقد عارضني قبل ذلك- أنا آمنت باختيارك، ورفعت الراية البيضاء، وأنا عندما أختار ك(الجواهرجي) أنظر إلى حبّة اللؤلؤ هل هي في مكانها أم لا؟ إذا كانت كذلك، وضعتها، وإلا فأخرجها خارج العِقدْ..
تميز
* لكن هناك قصائد لا ترقى إلى مستوى أن توضع في كتاب اختيارات متميز..؟
- طبعاً هناك قصائد لا ترقى إلى مستوى العمالقة، لكننا وضعناها، فمن الممكن أن يكون لصاحبها أو لمناسبتها شأن..
غازي
* قلت عن (غازي القصيبي) إنه كان وزير الشباب في السعودية ولم يكن كذلك.. واخترت له قصيدة ليست الأفضل.. هل لديك متخصصون يراجعون المعلومات..؟ وهل كان يعنيك رضا الآخرين عمّا تختار..؟
- بالنسبة لغازي القصيبي فقد كان وزيراً، ولا أدري ما هي وزارته، لكنه كان شاباً حين نشر تلك القصيدة وربما لهذا السبب قلت إنه وزير للشباب، وهو صديق مخلص ونشيط ووطني، ومهموم بقضايا أمّته، وقد كتب عدداً من القصائد الوطنية، وسأصلح الخطأ في الطبعة القادمة.
نزار
* بالرغم من أن العلاقة بين النظام السوري و(نزار قباني) كانت متوترة إلى حدّ ما -وأنت جزء من هذا النظام- فإن علاقتك به كانت متميزة..؟
- كان الرئيس يأمل من (نزار) أن يمدحه، ونزار لا يمدح أحداً، حتّى إنه عمل تورية في إحدى المرّات وقال:
اركبي صهوة الجّواد وسيري
ولك الله حافظٌ وأمينُ
وسألني عن رأيي فيها وقلت له: جيّدة، فهو لا يمدح أحداً، وبالنسبة لي فإنّ (نزار قباني) صديق، وبالتالي معرفتي به دامت خمسين سنة وعندما توفي أخذت على عاتقي تكريم نزار قباني إلى أبعد الحدود، حتّى إنّ الرئيس قال لي: إنه إذا مات أحدٌ غير (نزار) ما الذي ستعمله..؟ فقلت له إذا مات واحد مثل (نزار) سأعمل له الشيء نفسه..
دفن
* إذن أنت من أعاد نزار إلى سوريا ليدفن فيها..؟
- لهذا حكاية، فقد كنت أسير في شارع ميسلون بدمشق، فرآني أحد العمّال الذين يقومون بتبليط الرصيف، وقال لي: (العمر إلك يا أبو فراس، لقد مات أخوك (نزار قباني)، فتعجّبت أن هذا (البلاط) يعرف أن نزار قباني أخي، وبالتالي فقد كرّمنا (نزار) وعملنا له أسبوعاً، وأربعين، وخرجنا بالجنازة، وأنا قلت فيه قصيدة، كما دفنّاه في مقبرة (الباب الصغير) إلى جانب الصحابة، يعني حتّى في مدفنه تم تكريم (نزار قباني)..
وفاة
* الذي لم يمدح النظام السوري..؟
- لم يمدح نزار سوى (عبد الناصر) بعد وفاته، إذ قال فيه:
أحبّكَ، لا تفسيرَ عندي لصبوتي
أفسّرُ ماذا؟، والهوى لا يُفسّر
بستان
* من قصيدته التي مطلعها:
أنا وامرأة ألمانية نزلنا من المجرة على سور الصين العظيم
- هذا صحيح..
كبار الشعراء
* في كتابك (شاعر وقصيدة) اخترت قصائد لكبار الشعراء العرب، وقد ورد في هذا الكتاب قصيدة إيحائية لغازي أبو عقل.. ما قصة هذه القصيدة..؟
- غازي رفيق درب وإنسان طيّب، ومن أخف الرفاق دماً، وعندما اخترنا أسماء بناتنا اختار هو (ألما)، اسماً لابنته، فقلت قصيدة فيها.. وأذكر أنّ صديقاتها، بعد أن عرفن القصيدة، أخذن يوسّطنها عندي لمساعدتهن في بعض القضايا، غازي ابن دورتي، وعشنا زمناً طويلاً معاً، وهو مثقّف كبير، ولا يسمع بكتاب جديد إلا ويرسل لي لأطلبه، فهو متابع ثقافياً، والمثقّف يأسرني، كما أنه ورث جريدة (الكلب) عن (صدقي إسماعيل)..
سخرية
* هي جريدة ساخرة وتكتب بخط اليد كما رأيت في بعض أعدادها..؟
- نعم.. هذه الجريدة ساخرة، تصدر كل شهر مرّة، ويتداولها المثقّفون في سورية، وتعلّق على ظواهر ثقافية واجتماعية بكوميديا فائقة..
ابتعاد
* عذراً سيادة العماد، لكنك ابتعدت في إجابتك عن المناسبة التي كتبت لأجلها هذه (الإيحائية)..؟
- (غازي أبو عقل) كتب كثيراً عن مواقف مشتركة حصلت بيننا، ولا أتذكر مناسبة هذه القصيدة بالتحديد..
عامية
* في ديوان العرب نشرت قصائد عامية وسط تظاهرة الشعر الفصيح.. ألا ترى هذا تشويهاً..؟
- نشرت قصيدة للشيخ زايد بن
سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات وأنا أحب الشيخ (زايد)، وعندما قام الشيخ (زايد) بانقلابه على الشيخ (شخبوط)، بعثت له (16) رشاشاً، قبل أن أكتب له قصيدة، وفي الحقيقة فإن الشيخ (زايد) أكرمني كثيراً، وبنى لي بيتاً في أبو ظبي، لذلك كتبت له قصائد بالعامية، وهناك مراسلات كثيرة بيني وبينه، منها ما ردّ عليه ونشر، ومنها ما لم يُنشر، وعندما أذهب إليه، أنسى الدنيا كلّها، ولا أذهب إلى الفندق، بل مباشرة إلى مكتبه في منزله، حيث يجمع المشايخ وأمراء الإمارات، وحشداً من الإعلاميين، ويستمعون إلى القصائد، فكيف تستطيع ألاّ ترد لأحد يحبّك من قلبه الجميل، وتبادله الحب بالحب، وفي إحدى المرّات بعثني السيد الرئيس إليه من أجل تأمين ثمن صفقة طائرات يزيد على (720) مليون ليرة سورية على شكل قرض، فرفض الشيخ (زايد) وعدها منحة، فعلاقتي به قوية جداً..
الأطرش
* هناك قصيدة عامية أخرى لسلطان الأطرش..؟
- ليست لسلطان، هي لأخيه (زيد الأطرش) وهي ملحمة وطنية من أيام الثورة السورية الكبرى، وغنّتها (اسمهان)، ويقول مطلعها:
يا ديرتي مالك علينا لوم
لا تعتبي لومك على من خان
مشروعات
* الآن ماذا عن مشروعاتك الثقافية القادمة..؟
- نحن الآن بصدد أن ننشئ في دمشق مركزاً للدراسات العربية المستقبلية، لتقديم النصيحة للحكام العرب، وتمويل المركز مني شخصياً ومن الشيخ زايد.. وسيبدأ أعماله قريباً..
فكر
* ما رأيك بالموسسات التي
أنشئت مؤخراً كمؤسسة الفكر العربي مثلاً..؟
- أنا أرى أنها مؤسسات تقليدية، وأشك في جدّيتها، وأنا قلت للأمير (خالد الفيصل) أين الإصدارات؟ فدار (طلاس) أصدرت إلى الآن حوالي (900) عنوان، وأنتم ولا عنوان واحد، ألا يمكن إصدار عنوان واحد كل شهر، مع العلم أن الإمكانات موجودة..
وضع
* كيف ترى الوضع العربي اليوم..؟
- أنا شخصياً مؤمن بقدرة هذه الأمة على النهوض عبر صحوة جديدة تعيد لها ألقها..
أمة
* لا زلت تؤمن بوجود أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة كما هو في شعار البعث..؟
- مؤمن بذلك، ولكن ليس عن طريق البرلمانيين، مؤمن عن طريق التصويت الديموقراطي، والذي لا يريد أن يكون معنا (حده ستين جهنّم) لا نريده سلفاً..
رؤية
* نفهم الرسالة ولكن كيف ترى طريق الوحدة.. ألا زلت مؤمناً بإمكان تحققها..؟
- نعم أنا مؤمن أكثر بها الآن وأنه يمكن قيام (4) كيانات في الوطن العربي، أولاً (سورية العراق لبنان الأردن فلسطين) أو ما يُسمّى بلاد الشام أو سورية الكبرى، سورية الطبيعية، وثانياً الجزيرة العربية، وتضم بلدان الخليج العربي واليمن، وثالثاً: كيان يضم مصر والسودان وارتريا، ورابعاً: المغرب العربي، هذه التجمعّات يجب أن تقوم أولاً، وبعد أن تقوم هذه التجمعات يأتي الإطار الواحد للأمة الواحدة، يتم تكوين برلمان عربي، أوروبا وهي (25) دولة تتكلم لغات مختلفة، وبينهم أنهر من الدم، ومع ذلك لديهم برلمان، نحن نتكلم لغة واحدة فعلى الأقل يجب أن يكون هناك برلمان عربي، يمثّلنا في الداخل والخارج..
فشل
* لكن تجربة الوحدة مع مصر كانت فاشلة..؟
- سأقول لك يا إبراهيم: جاءنا المصريون وكل واحد منهم يعتقد أنه (جمال عبد الناصر)، ونحن السوريين نحب الانتقاد كثيراً، وكلمة (النقد) ممنوعة في زمن الوحدة، نحن نريد كل العرب سواسية، والمعاملة على أساس الند للند، لكن الإخوة المصريين عاملونا بشكل فوقي واستعلائي، ثم إن الحزب الذي دفع الناس إلى الوحدة، شتّتوه..
كيفية
* كيف..؟
- أنا والرئيس (حافظ الأسد) أُبعدنا إلى مصر مع (62) ضابطاً وعلى هؤلاء الـ(62) ضابطاً كان يرتكز الجيش السوري كله، وهم الذين يقاتلون، طبعاً وُضع غيرنا، وفي كل مرة كنا نُدعى فيها إلى النضال كنا نلبّي، وعلى صعيد الانقلابات التي حدثت، كنا نشارك فيها، إذاً فنحن نقاتل، ومجربون ومدربون، أخذونا ووضعونا دون عمل، أناس لا يقاتلون ولا يفعلون شيئاً، لذلك عندما حصل الانفصال لم يحدث شيء في سورية، ولم يتحرك أحد، ولو كنا موجودين في الحكم لفعلنا الشيء الكثير..
عامر
* إذن هو خطأ عبد الناصر..؟
- صحيح أن الوحدة أساءت لنا، لكن علم الوحدة يبقى أكبر من كل شيء والخطأ حدث من (عبد الناصر) الذي بعث لنا بالمشير (عبد الحكيم عامر) ليتخلص منه بسبب نزاع على السلطة بين الاثنين، فقال له: خذ سورية، فأخذ (عبد الحكيم عامر) سورية، أما (عبد الحميد السّرّاج) ابن البلد، وهو من قدّم الوحدة على طبق من فضّة ل(عبد الناصر) فقد شعر أن الكعكة الخاصة به ستذهب أدراج الرياح، فأخذ بمزاحمة المشير، واختلفا اختلافاً شديداً..
مخابرات
* أسلوب فوقي في فرض الوحدة.. هذا خطأ.. هل هناك أخطاء أخرى..؟
- خطأ (عبد الناصر) الآخر أنه كان يعتمد على المخابرات المصرية، وأنا قلت له في بيته: طالما نحن معك، فلماذا هذه الفوقيّة؟ ما الذي فعلتموه أيها المصريون لتكونوا أفضل منّا؟.. ثم إن الممارسات التي كانت تجري، وضرب بعضنا ببعض، وإبعاد الضباط ونحو ذلك أدى إلى الانفصال..
ناصر
* قال عنك عبد الناصر: إنك أقرب الناس إلى قلبه..؟
- هذا صحيح وقال: إنني كنت الناصري الوحيد الذي ضحى بكل شيء من أجل الجمهورية
العربية المتحدة..
تحكم
* سيادة العماد، العلاقة مع لبنان علاقةٌ غريبة وبصراحة فاللبنانيون مستاءون من تحكم سوريا بكثير من أمور بلادهم.. ما هو موقفكم..؟
- الموقف السوري من العلاقة مع لبنان واضح جداً ومعلن، ويتلخّص بأننا شعبٌ واحد في دولتين، وقد تشوب هذه العلاقة بعض الأمور كما يحصل بين أي دولتين متجاورتين، ولكن نحن قدّمنا شهداء في لبنان والجميع يعرف ذلك، وهذه التضحيات لأجل لبنان وشعبه، ونسعى إلى علاقات مميّزة، وقد عزّز دم الشهداء وحدة الموقف، نحن حريصون على وحدة الموقف بين البلدين..
تدخل
* لكنكم تتدخلون..؟
- لن نسمح أن يأتي رئيس في لبنان يعمل لصالح إسرائيل، كالجنرال (عون) مثلاً، فالجنرال (عون) كان يخدم مصالح إسرائيل، ثم إننا ضد التعصّب الطائفي، نحن نريد للبنان أن يعيش مثل سورية، ومثل الشعب السوري، لا شك أننا نؤمن بضرورة أن يكون هناك رئيس مسيحي ليطمئن المسيحيون رغم أن الشيعة الآن في لبنان هم 53% أي أنهم أكثر شريحة اجتماعية في لبنان، ولو تمت الانتخابات سيكون الرئيس شيعياً، لكن بضغط من سورية، قلنا لهم: إن من مصلحتنا أن يبقى رئيس الجمهورية في لبنان مسيحياً، وهم يعملون بهذه المقولة، تخرج أصوات من هنا وهناك في مختلف الأوقات، لكننا مع أن يبقى خط لبنان وطنياً ثابتاً، لا نقبل أي زعزعة للأمن، ولذلك بقي جزء من قواتنا في البقاع، وفي هذه مصلحة أمنية لسورية، فالبقاع هي خاصرة سورية اليمنى ونريد أن نحميها..
استحقاق
* انتهى الحديث الآن عن الاستحقاقات الرئاسية بلبنان.. ما هو موقفك الشخصي منها..؟ وهل أنت مع التمديد للرئيس لحود «الذي تمّ بضغط سوري»..؟
- أنا مع انتخاب السيّد (سليمان فرنجية) لو كان قد رشّح نفسه، هذا الشاب هو حفيد الرئيس (سليمان فرنجية)، أنا أعرف والده، وأعرف جدّه، وأعرف مدى ارتباط هذه العائلة بالوطن، عائلة (فرنجية) عائلة وطنية، وهذا موقف شخصي خاص بي، فأنا -كما ذكرت- كنت أعرف (طوني فرنجية) وأعرف الرئيس (سليمان فرنجية)، وكان الرئيس (حافظ الأسد) عندما يريد دعوته بشكل شخصي للعشاء كان يدعوني معه لنجلس معاً ونتكلم بشكل منفرد، والرئيس (فرنجية) كان يقدّر ذلك، كما أن الرئيس (الأسد) يعرف عمق العلاقات بيني وبينه، وعندما توفّي الرئيس (فرنجية) بعثني الرئيس (الأسد) لأنوب عنه في واجب العزاء، وبالتالي نحب هذه العائلة،ومتى ترشح مستقبلاً بعد انتهاء فترة التمديد الحالية للرئيس لحود ، فإننا ندعو الله أن ينجح (سليمان) الصغير.
توقع
* أتوقع أن هذا هو موقفك الخاص لا موقف الشعب السوري؟
- لا تتوقع أبداً، وإيّاك أن تظن ذلك، الذي أستطيع قوله أنه عندما يعلن (سليمان فرنجية) ترشيح نفسه مستقبلاً سيقف كل السوريين إلى جانبه، لدعمه، وهذه بيني وبينك..
فارس
* أنت فارس السيف والقلم.. كما يظهر في أغلفة كتبك.. هل أنت من قال عن نفسه هذا..؟
- لا، هناك من أطلق عليّ ذلك، ولست أنا..
ملل
* هل مللت من الحوار..؟
- لا، بصراحة، أنا أحبكم، ولديّ رغبة بالتواصل معكم، وربما يتسنى لنا إكمال لقاءات في جلسات مستفيضة أخرى..
عشيرة
* من أنت..؟
- قلت لك إنني من عبس وأنا أعتز بعشيرتي، وأستطيع أن أعد لك حتى الجد الخامس، وهذا أمر جيد، لكن أحفادي الآن يستطيعون أن يعدّوا حتى الجد السابع..!
* هل بقي شيء تود قوله..؟
- أريد أن تبلغوا تحياتي للأمير (سلطان) ، حيث تربطني بالأمير (سلطان) روابط قوية جداً، ففي الماضي كُلفنا أن نجتمع لنعيد العلاقات السورية السعودية إلى وهجها، برغبة من الرئيس (الأسد) و(خادم الحرمين الشريفين) الملك (فهد) تأكيداً لتوصية الملك عبد العزيز حين قال لأبنائه: عليكم أن تبقوا حبل المودة موصولاً مع بلاد الشام مهما كانت الظروف والأحوال..
نهاية
* شكراً أبا فراس..
- وشكراً لك أخي إبراهيم وزميلك الأخ عبد الكريم وأهلاً بك في الشام دائماً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved