* حوار - عيسى الحكمي:
سيبقى علي يزيد مهاجم فريق النصر الكروي يضعه أنصار نادي النصر في قائمة الأرقام (الصعبة) التي تعول عليها تلك الجماهير الكثير من أجل إعادة بريق فريقها إبان أجياله الذهبية التي كان آخرها ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي وصالح المطلق.
وبالرغم من البداية الصاروخية لعلي يزيد في صفوف النصر قبل نحو ستة أعوام عبر درجة الشباب فالفريق الأول إلا أن اللاعب سجل حالة اختفاء شبه تامة في السنوات الثلاث الماضية الأمر الذي بدأ يصيب جماهير النصر بخيبة الأمل في لاعبها الذي قلد القميص الشهير رقم (9) كأول لاعب يرتديه بعد اعتزال صاحبه ماجد عبدالله.
(الجزيرة) وبعد أن رصدت التطورات الأخيرة في مشوار علي يزيد واجهته فكان الحوار التالي..
* الكابتن علي يزيد.. ماذا يحدث لك؟.. بداية قوية.. ومن ثم تراجع الآن مخيف؟!
- سؤال في رأيي كبير جدا ولكن صدقني أنا شخص واقعي ومؤمن بأن كل شيء بتوفيق الله ولا شك أن لكل شيء سبباً والأسباب كثيرة والحديث عنها لن يفيد فالكل يعلم معاناتي لثلاث سنوات مع الإصابات وعدم استقراري النفسي نتيجة عوامل أخرى.
إصابتي حيرتهم
* ألم تجد حلاً في ثلاث سنوات لمشكلة الإصابة؟
- لم أترك باباً إلا وطرقته وفي العام الماضي أجريت عملية وغبت طوال العام تقريبا، لقد أمضيت عاماً كاملا دون أن أجد تشخيصا لإصابتي ولك أن تتصور أن كل الإجراءات كانت تخرج باقتراحات للعلاج وأنت تعلم أن الاقتراح لا يعني حلاً حاسماً.
* وما دور الإدارة النصراوية في ذلك؟
- لا شك أنها عاشت معي نفس المعاناة والأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود كان مهتماً بالأمر منذ البداية ولم يتأخر رحمه الله عن مناشدة كل القنوات لعلاجي لكن بقيت الإصابة لغزاً محيراً طوال تلك الفترة.
* والآن كيف تشعر؟
- الحمد لله هناك تحسن كبير ومنذ بداية الموسم وأنا أشارك في التدريبات وفي دورة الصداقة لعبت مباراتين قبل أن تعيدني ظروف أسرية إلى الرياض وفي الدوري بدأت أشارك تدريجياً وكانت مباراة الرياض أول مباراة رسمية لي أبدأ فيها من البداية.
الجماهير لا ترحم!
* أصابك أنصار النصر بنيران غضبهم والبعض حملك بعد الخسارة من الرياض جزءاً من المسؤولية، كيف وجدت ذلك؟
- في الحقيقة أريد أن أوضح أمراً مهماً.. كرة القدم لعبة جماعية ولم نشاهد زيدان أو رونالدو أو فيجو أو هنري يجلبون الفوز بمفردهم لأنديتهم وهم الآن أفضل اللاعبين، وأنا لاعب من ضمن 11 لاعباً، أدائي بهم يرتقي والعكس.. وما حدث أمام الرياض أن النصر لم يكن في يومه وأنا قدمت أداء أشعر أنه مرضٍ لي كما أن مدربي أشاد بأدائي ولكن تبقى الجماهير لا تقبل سوى الفوز ولو أنه تحقق لصفقوا لي ولزملائي والعكس دائماً يحدث عند الخسارة ولو راجعوا أنفسهم لعلموا أن اللاعب يتعب ويتعرض للإصابات ليس للخسارة ولكن ليكسب في النهاية.
* وماذا سترد على ذلك الغضب؟
- يا أخي جماهير النصر تبقى (منا وعلينا) ولكن رغم العتب لن أفرغ نفسي للردود فأنا واثق من نفسي وقدراتي ومن عودتي بتوفيق الله لتسجيل الأهداف واستعادة مستواي المعروف وما حدث سواء لي أو لأي لاعب في أي نادٍ هو طبيعي ولك أن تتخيل أن بعض الجماهير ربما يشتري (قارورة) ماء قبل المباراة فيشرب نصفها وبعد المباراة حسب النتيجة يتعامل مع النصف الآخر ففي الفوز يشربه وعند الخسارة يوجهه للاعبين فهم جمهور عاطفي يحضر للفوز وهم محقون في ذلك لكن لو لم تحدث الهزات لما اغتلى الفوز.
* غيابك الطويل ألا تعتقد أنه بعّد المسافة مع تلك الجماهير؟
- أبداً فغيابي لظرف الإصابة وبعض القناعات الفنية في أحد المواسم.
بهذا سأعود هدّافاً
* وما هي وصفة عودتك لمستواك؟
- أولا توفيق الله وثانيا اكتمال جاهزيتي وتسجيل الأهداف وأنا واثق من نفسي ولا أشعر أن الأمر سيتأخر.
* كل لاعبي العالم يحددون وقتاً متوقعاً لعودتهم فلماذا تترك الأمور للمجهول؟
- الأمر في علم الغيب قبل كل شيء ومن تتحدث عنهم يختلفون عنا أنت تقصد زيدان ورفاقه.. هؤلاء يخضعون لبرامج متقدمة ويلعبون ليمتعوا أنفسهم وجماهيرهم بدليل أن الروح الرياضية لا تختلف سواء عند الفوز أو الخسارة والدليل ما يحدث لريال مدريد الذي يضم (منتخباً) من ألمع النجوم ولكن تبقى ردة الفعل طبيعية حيال هزائمه الأخيرة وهذا المناخ يجعل اللاعب يتوقع المحطة التي يعود فيها لمستواه وهي بالطبع صعبة هنا.
* ولكن أنت ماذا ينقصك مرة أخرى؟
- كما أسلفت أنا بحاجة لتوفيق الله وأنا واثق من توفيقه لي قبل كل شيء والشيء الآخر الاستقرار النفسي والمادي والجزء الأخير مهم لكل لاعب في العالم.
* تعمل الإدارة النصراوية كثيراً في سبيل حصولكم على كافة مستحقاتكم لكن تبقى المشكلة المادية مشكلة كل الأندية واللاعبين.. فلماذا لا تكيفون أنفسكم على ذلك؟
- كلامك صحيح وأكيد ونحن في النصر نشعر بحجم الأزمة والتضحيات الإدارية سواء في عهد الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود أو بقيادة الأمير ممدوح بن عبدالرحمن الآن ولكن كل إنسان يتمنى أن يستقر مادياً فهي عصب الحياة وعماد المستقبل ليس لنا في النصر ولكن لكل لاعبي الأندية.
لأجل ماجد ارتديت الرقم 9
* كثيرون يعتقدون أن الرقم (9) الذي ترتديه من أسباب مشاكلك النفسية خاصة وأنت مطالب أن تكون أمام جماهير النصر نسخة من ماجد عبدالله صاحب الرقم؟
- هذه الاسطوانة يرددها البعض وماجد لاعب كبير ولن يتكرر أو يستنسخ مثله مثل بيليه ومارادونا وعندما ارتديت الرقم أردت تحقيق رغبة الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود وكذلك الحفاظ على رقم ماجد ليبقى باسم نجم سعودي.
* وكيف ذلك؟
- قبل مباراة النصر والقادسية إبان إشراف (آرثر) البرتغالي على النصر بنحو يوم استأذن اللاعب فهد المهلل وأخذ رقمي (11) ولم يبق سوى الرقم (5) و(14) وأشار الأمير عبدالرحمن رحمه الله عندما شاهدني مع مسؤول الملابس أن أرتدي القميص رقم (9) وذلك بحضور الأمير ممدوح بن عبدالرحمن ومحمد العمران عضو شرف النصر وعبدالله الدوسري سكرتير الأمير عبدالرحمن بن سعود كرغبة شخصية وقال إذا لم تأخذه سيعطى للاعب الأجنبي.. فقلت: لا، أنا أولى به.. والرقم عموماً لا يعني شيئاً فالرقم لا يسجل ولا يجري.. وأنا لا أنظر لهذا الأمر والمهم عندي أن أعطي وأتجاوز كل الصعاب وهذه الأسطوانة برأيي فارغة.
جددت ببلاش!!
* شهران وينقضي عقدك الاحترافي على ما أعتقد، ألا تشعر بالقلق وأنت دون مستوى الأضواء وأن يقلل ذلك من أسهمك قبل التجديد؟
- أنا ابن النصر والمستقبل بيد الله وصدقني أنا واثق من قدراتي وسأعمل على تدريج مستواي حتى أستعيده كاملاً والنصراويون يقدرون ويعرفون قدراتي والأمر بالنسبة لي لا زال في علم الغيب وما يحقق المصلحة وفيه الخيرة سأسعى له ويكفي أنني في عز مستواي جددت دون أن أتقاضى ريالاً واحداً وكنت لاعباً دولياً وذلك لأنني كنت واثقاً من التقدير والحصول على الكثير.
* أشعر بثقتك الكبيرة في نفسك.. فهل هو التحدي؟
- لا أبداً أنا إنسان واقعي والظروف الصعبة التي مررت بها وأمر بها الآن لو علمها جمهور النصر لصفق لي في كل مباراة ويكفي أنني كدت أعتزل قبل موسمين الكرة وذهبت للأمير عبدالرحمن بن سعود وصارحته بذلك لكنه رحمه الله كان هادئاً وتحدث معي بواقعية قائلاً لي: (إنها مرحلة طبيعية يشعر بها كل اللاعبين وسوف تتجاوزها) واذكر أن عبدالله الدوسري كان شاهداً على الموقف وعموماً أنا شخص لا أطمع بغير رضا الله ورضاء النفس وبإذن الله عازم على تجاوز كل الصعاب التي أعاني منها ولا زلت أذكر هنا جملة للأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله عندما قال بما يعني: (إن من ينهار عند المشاكل لا يستحق العيش في الحياة).
نحتاج للأجانب
* دعني أسألك عن فريقك الآن، هل هو قادر على المنافسة؟
- نعم، وبسلاح الإصرار وتدعيمه بعناصر أجنبية هو سيكون كذلك.
* وكيف تقيم المباريات الماضية؟
لا أخفيك أن هناك أخطاء رغم أننا كسبنا أول أربع مباريات والمدرب يركز على إصلاحها بذلك وبدعم الفريق بالأجانب سنقول إننا قادرون على المنافسة.
* أفهم من كلامك أن الحصول على أجانب أمر مهم؟
- بالتأكيد والمدرب هو من يقرر أين يكونون.
لن نعِدَ وسنعمل
* سؤال أخير.. بماذا تعد جماهير النصر؟
- الجماهير تريد البطولات ونحن نعد بذلك والعمل لأجله كما أود تسجيل شكري للإدارة المكلفة بقيادة الأمير ممدوح بن عبدالرحمن في مقابل مواقفها الداعمة للنادي والفريق الكروي وتلمسها احتياجات اللاعبين، وشكر خاص للأمير فيصل بن عبدالرحمن والأمير سعود بن عبدالرحمن وأتمنى أن نكون عند حسن ظنهم وظن الجماهير، وأخيراً شكراً ل(الجزيرة).
| 
"الريـاضيـة"