بعيدا عن البحث في أسباب وأسرار مشاركتنا الباهتة و(على استحياء) وبلا أصداء إعلامية في الدورة العربية العاشرة للألعاب الرياضية، والتي يبدو أنها جاءت بالنسبة لنا بصورة شبه مغيبة خوفاً من الاستمرار بذات الانتكاسات، إلا أن الأهم من ذلك هو أنها تمثل للإخوة الجزائريين الاحتواء المناسب والانفراج الجميل لسنوات الموت والعنف والدمار، وتجسيداً لدور الرياضة في بث الود والمحبة والخير ورفع شعار الوحدة والتكاتف والأمان والاطمئنان بعد عذابات الخوف والحقد والكراهية.
نتمنى ونتوقع أن تكون الاستضافة الجزائرية للدورة بمثابة الانتقال بهذا البلد العظيم إلى مرحلة جديدة من الرخاء والبناء والازدهار، تماماً مثلما أسهمت الدورة الثامنة في توحيد لبنان والخروج به من أزمته وأعادت له ثقته وقوته وإعماره، وهذه واحدة من ثمار غرس أمير الشباب العربي الراحل فيصل بن فهد - رحمه الله - وتأكيد لآماله وطموحاته ومنجزاته لأمته العربية، كما أشار إلى ذلك الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الكلمة الافتتاحية للدورة الحالية، والذي ثمن كذلك للأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد العربي وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل دعمهما لإنجاح استضافة الجزائر الدورة والرياضة العربية بوجه عام.
المزيد من التدهور
ما بدر من الحكمين أحمد الوادعي ضد الطائي في لقاء القادسية، ومعتوق المالكي ضد الهلال في مباراته أمام الأنصار، هي أخطاء قاسية ومأساوية تأتي في تأثيراتها وانعكاساتها في الإطار المتدخل شكلاً ومضموناً بما تعانيه الكرة السعودية من هبوط واضح على مستوى الأندية والمنتخبات، إلى جانب تأثيرها السلبي على الحضور الجماهيري.. كيف..؟!
ارتفاع مستوى أداء الحكام سيؤدي إلى انضباطية اللاعبين والفرق والمباريات عموماً؛ وبالتالي تطورها فنياً والارتقاء بمنافساتها وصولاً إلى مراحل متقدمة تخدم وتقوي الكرة السعودية وتنهض بمنتخباتها.
أما بالنسبة للحضور الجماهيري فمن الصعب على أي مشجع ترك بيته ودفع قيمة التذكرة ثم يعاني من الزحام والبحث عن موقف ويقوم بإزالة الغبار والأتربة وبقايا المأكولات عن مكانه البائس في المدرج، أقول من الصعب عليه فوق هذا كله أن يتحمل المزيد من الأخطاء التحكيمية المفجعة وحرق الأعصاب وآلام الضغط والصداع الموجعة بسبب حكم يتلاعب بالمشاعر ويصادر الحقوق (عيني عينك)؛ لذلك فالأفضل له - أي المشجع - ولسلامته وللمحافظة على صحته أن يبتعد عن متابعة ومشاهدة هذا النوع من المناظر المؤذية..!!
بعد الانهيارات المالية والإدارية والفنية لدى اللجان والأندية وشح المواهب والنجوم السعوديين والأجانب.. جاء التحكيم ليكمل الناقص ويقضي على ما تبقى في الملاعب من بعض الإبداع وقليل الإمتاع.
للتعليق أصول
حينما قال المعلق عبد الله العدوان إن ضربة الجزاء لفريق الأنصار أمام الهلال مشكوك في صحتها، ومثله أكد المعلق إبراهيم الذيابي على أن الحكم الشهري لم يحتسب ضربة جزاء صحيحة للنصر أمام الرياض، تساءلت: هل يمثل المعلق في هذه الأثناء نفسه أم القناة التلفزيونية التي ينتمي إليها حكومية كانت أو خاصة..؟!
الإجابة هنا ضرورية لمعرفة القواعد وتحديد هامش الحرية المتوافر للمعلق، فإذا كان يمثل نفسه ويتحمل وحده مسؤولية ما يطرحه من آراء؛ ففي هذه الحالة له الحق في أن يأخذ راحته ويعبر عن مواقفه أثناء سير المباراة، أما إذا كان يمثل القناة التلفزيونية فأية كلمة ستأتي على لسانه ستكون محسوبة على القناة، الأمر الذي يلزمه باتباع الشروط والتقيد بالتعليمات الصادرة عن القناة وعدم تجاوز الحدود والخطوط المفروضة عليه، حتى وإن كانت لا تتفق مع رغباته ووجهات نظره الشخصية وبغض النظر عن صحتها وسلامة مقاصدها..!!
فيما يخص التعليق للتلفزيون السعودي على مباريات بين فرق سعودية، فمن المفترض ألا يصرّ المعلق على رأيه ويفرض قناعاته ويقحم نفسه في ظروف حساسة لا تسمح له بذلك، إضافة إلى أنه غير قادر على الجمع في وقت واحد في كل صغيرة وكبيرة على مدى مباراة كاملة ومنقولة مباشرة بين الوصف والتعليق من جهة، والنقد الفني والتحليل المتأني لسائر القرارات وأدق التفاصيل بمنتهى الحيادية من الجهة الأخرى الأكثر عاطفة وجدلاً وانفعالاً..!!
غرغرة
* ما يوجه للاتحاد العربي هو محاولة يائسة ومكشوفة لصرف الأنظار عن حقيقة الأزمة والعلاقات المتوترة بين الأندية والاتحاد المصري لكرة القدم..!
* الحقائق تؤكد والوقائع تشير إلى أن جميع الإدارات الهلالية السابقة لم تتحرك ولم تنفق بمثل ما تقوم به إدارة الأمير محمد بن فيصل.
* بعد أن أثبتت تجربة الحكم الأجنبي نجاحها في مربع ونهائيات الموسم الماضي، فما الذي يمنع الاستعانة به في اللقاءات القوية والمصيرية أثناء الدوري، خصوصاً بعد المستويات الهابطة والفاضحة لعدد كبير من الحكام الحاليين؟!
* الحديث عن التحكيم لا يعني تجاهل ما يرتكبه الإداريون والمدربون من أخطاء أشبه بالكوارث..!!
|