تعليقاً على ما نشرته (الجزيرة) في هذه الصفحة بتاريخ 4 شعبان الجاري بقلم الأخ بدر العجلان حول الدور شبه المفقود لبنوكنا الوطنية في دعم المشروعات ذات النفع العام من مثل صندوق مكافحة الفقر وجمعية مكافحة السرطان وغير ذلك من الصناديق والجمعيات التي تعتمد في تمويلها على الأفراد والمؤسسات الاجتماعية.. الخ. تعليقاً على هذا الطرح أقول: لا شك أن هذا أمر مستغرب خاصة وان البنوك في بلادنا من أكثر البنوك نجاحاً وأوفرها أرباحاً ربما على مستوى العالم بالرغم من قلة عدد السكان، والسبب الرئيسي بعد الاستقرار السياسي والاقتصادي هو أن الناس هنا يضعون كل ما لديهم من نقود قليلة أو كثيرة في حساباتهم لدى هذه البنوك ولا يتقاضون عليها أية فوائد كما هي حال الغالبية في الدول الأخرى التي يضع الناس فيها نقودهم لدى بنوكهم في حسابات ادخار مقابل فوائد مئوية تمثل جزءاً من الفوائد العامة التي تجنيها البنوك من تشغيلها لإيداعات الأفراد والشركات وهي فوائد كبيرة -أعني تلك التي يحصل عليها الأفراد والشركات- تعد بالملايين. وكان الواجب على البنوك المحلية ونصف المحلية العاملة بالمملكة أن تدرك هذه الخصوصية في الربحية التي لا تتوفر لغيرها من بنوك العالم، فتبادر من تلقاء نفسها إلى تحسين تعاملها مع المواطنين وإلى المساهمة الفاعلة في المشروعات ذات النفع العام كبناء المدارس والمراكز الصحية وغيرها، وان تستجيب لما تحتاجه بعض المؤسسات الخدمية من دعم ومساعدة لجهود الدولة كالمساهمة في توفير الأجهزة ولوازم التشغيل خاصة الأجهزة الطبية والحاسبات. وكثيراً ما نسمع عن مساهمة رجال الأعمال وحتى الأفراد العاديين في التبرعات المختلفة للجمعيات الخيرية والتعاونية والهيئات الإغاثية واللجان المحلية كأصدقاء المرضى ولجان تطوير المدن، ولكننا قلما نسمع عن شيء من هذا القبيل تقوم البنوك بتقديمه. لا بل إن البنوك قد بدأت الآن مع الأسف تمنُّ على المواطنين حتى في تسديد رسوم الخدمات كرسوم الكهرباء والهاتف وغيرها، ومن البنوك من حصر تقديم هذه الخدمة على عملائه فقط من أصحاب الإيداعات المرضية ولا ندري ماذا يفعل من ليس لديهم حسابات ومن يستهلكون دخولهم في حينها! ثم أين هو الالتزام الأدبي والاجتماعي لدى هذه البنوك في تقديم مثل هذه الخدمات التي لا تكلفها الا القليل بالنسبة للفوائد التي تجنيها من إيداعات عموم المواطنين والتي ما كان يمكن أن تجنيها لو كانت في بلد آخر؟! فهل تعيد بنوكنا النظر في بعض مواقفها الحالية ولو من بعض ما هو مطلوب منها تجاه الوطن والمواطنين؟؟ أرجو ذلك.
وأخيراً قد يقال لكن البنوك ساهمت بشكل ملحوظ في توفير السيولة اللازمة للكثير من المواطنين من خلال القروض ذات الفوائد والأقساط الميسرة.. وأقول لكن هذه القروض تسببت في إغراق ذمم الرجال والنساء بالديون الباهظة التي يحتاج تسديدها سنوات وقلما نجد مقترضاً إلا وقد شعر بالندم .. والله الموفق.
محمد حزاب الغفيلي/محافظة الرس |