دعاة الحرية بمعنييها (freedom) أو (librity) بكل مكانٍ في العالم يرددون دائماً (الحرية.. الحرية) ويقصدون بها الخروج عن المألوف وان تفعل ما تشاء وقت ما تشاء.. ويفرقون تفرقة شديدة بين الحرية الشخصية والحرية الاجتماعية فالأولى والمشار إليها باللفظة (freedom) فتعني أنك الآن لست مقيّداً بشيء من عمل أو ما شابه.. وأما الثانية (الحرية الاجتماعية) والمشار إليها بلفظة (librity) الحرية المنتزعة.
أدعياء الحرية يؤمنون بالثانية(librity) فهم ينادون بإسقاط كل سياج للعقول وللأديان أيضاً.. فليس مهماً أن تكون مسلماً أو مشركاً أو حتى كافراً.. المهم ماذا تعمل وتقدم للمجتمع الذي تنتمي إليه..؟ دعاة الحرية يرددون عبارات وجملاً براقة لكنها لا تحمل الحقيقة بداخلها.. لأن أمهاتنا لم تلدنا أحراراً.. فمنذ اللحظة الأولى له( الإنسان) في الحياة وهو مقيّد بقوانين تحكمه وتحكم حياته وتكوينه.. فهو أولاً لم يختر الوقت الذي يناسبه للخروج من رحم أمه إلى الدنيا.. وإنما هو جاء رغماً عنه - وكلنا هذا الإنسان - ولم يختر أيضاً أبويه أو فصيلة دمه ولا حتى تكوينه الجيني ولا الخلقي ولم يختر أي شيء.. وإنما جاء إلى هذه الدنيا لوظيفة واحدة اختارها له الله سبحانه وتعالى (خالقه) وهي العبادة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.. ولكن الإنسان وأخص (دعاة الحرية) يقولون أشياء مراوغة مثلاً يقولون: إنه بإمكاننا التدخل في التركيب الوراثي والعبث بهذا التركيب لنستنسخ شخصاً نحتاج له في مجال كذا أو كذا.. هم يستنسخون شخصاً ما.. لتكون معهم في تفكيرهم ونقول: هل هذا الشخص المستنسخ اختار صفة ما له قبل أن يُستنسخ.. كالشجاعة أو الذكاء أو أية صفة يحب أن تكون فيه.. بالطبع لا.. إذن فالحرية هنا ناقصة (والنقص طبيعة الأشياء).. فهي لشخص دون الآخر..
وجرى أولئك الدعاة وتجرأوا على الدين وشككوا في ثوابتنا الدينية بدعوى الحرية أيضاً.. حتى البلد الموجود فيه تمثال الحرية هو أول من أفسد هذا المصطلح المراوغ.. الذي يستعمله كل من هب ودب لتحقيق مأرب من مآربه السياسية، ومن الحرية أن تقتل وتسرق وتفعل كل الموبقات، فأنت حر.. يمكنك فعل أي شيء وكل شيء تحت شعار الحرية..
حذارِ يا سادة من ترديد مثل هذه الأفكار وهذه الألفاظ المراوغة التي تحمل بريقاً أخاذاً ومضامين مخيفة ولا نكن كالفراش الذاهب إلى النار وهو معتقد أنه نور فلا يلقى إلا حتفه..
|