قرأت تحقيقا في جريدتنا (الجزيرة) بعنوان (مأساة اسمها.. أكلني لحما ورماني عظما).
وقد أثيرت هذه القضية التي تتعرض لها الكثيرات من النسوة في مجتمعنا، هذا وتحدثت شريحة منهن عن هضم حقوقهن وما يلاقينه من الجحود والنكران من جراء أفعال الرجال. هذا، وقد تطرق التحقيق لآراء بعض من الكُتّاب والأديبات ورأي الدين في القضية المطروحة، والتي تناولت جوانب عديدة.!
وبقدر ما نتناول حكايات النساء اللاتي صنعن رجالا فتنكروا لهن ولعطائهن، إلا أنني أرى أن الأنا والغدر هما سمتان موجودتان في النفس البشرية، ولكن تختلف نسبتها من فرد لآخر، فجانب تطغى على تصرفاته وتصبح مرضا يعاني منه الفرد والمجتمع.!
أضم صوتي إلى رأي الشيخ جمال قطب في أن الغدر موجود عند الجميع وكافة فئات البشر، ويكبر ويتضخم عند ذوي النفوس الضعيفة التي ألفت الاستحواذ والأخذ حتى تظهر على هيئة ضغينة وحقد.!
وربما يعود النكران والجحود لسوء التربية في الصغر، مما يربي نزعة الأنانية، رغم أن النفس البشرية أمارة بالسوء، يسيطر عليها حب الشهوات والطمع والرغبات المكبوتة، تحت قهر ظروف معيشة ضنكة.!
والوازع الديني هو المحك الأساسي في تهذيب وتوجيه السلوك الوجهة الحسنة وردعها..!
والكثيرات يقعن فريسة لهذا النوع من الرجال، فينبغي أن تكون متسلحة بالعلم والمعرفة ولا تركن إلى الضعف والخوف ليستحوذ عليها مستبد وينسيها حقوقها التي غالبا ما تضيع مع أول صفعة تتلقاها.. وعلى المرأة أن تكون شخصية ذات قيادة وحكمة في أمورها حتى لا تقع فريسة للغدر والنكران.!
فالبعض من الرجال يعتبر المرأة الضعيفة ضمن ممتلكاته، وذلك لما تسببه له التربية الخاطئة والسلوك المنحدر والظلم الذي يوقعه على الأضعف منه! وهناك الكثير من المآسي التي تسرد من سيدات وقفن بجانب أزواجهن، وضحين بكل غالٍ حتى أصبح الزوج ذا مكانة يحسد عليها.. ولكن هناك من تنكر لتلك العطاءات والتضحية والكفاح المرير، وكان رد الجميل مثل (جزاء سنمار)!
ولعل العديد من الصرخات التي نسمعها مما قدمه الصحفي اللامع الأستاذ عبدالوهاب مطاوع -رحمه الله- ضمن حلقات برنامجه المعروف (لحظة صدق) وعشرات بل مئات الصرخات التي كانت تهل البرنامج وتشرح حكايات نساء تعرضن للغدر والنكران من قِبَل أزواجهن.!
ولعل السبب الأساسي في هذه القضية التي أثيرت، غياب القيم والفضائل وانتشار المقولة الخاطئة (الغاية تبرر الوسيلة)، فيقع داء الظلم وأكبر من الغدر.!
وعند أول منعطف تتضح الأمور أكثر، وتسقط الأقنعة الزائفة ،وتتضح صور لنفوس متهالكة منساقة وراء أهواء النفس.. لا تعرف للرحمة طريقا!
مرفأ:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند |
|