تتواصل بوتائر متسارعة الاعتداءات الإسرائيلية في الداخل والخارج، فقد سبق لإسرائيل أن توعدت حماس بملاحقتها حتى في سوريا، وليست سوريا بغائبة عن الأهداف الإسرائيلية، فهي بند دائم ضمن هذه الأهداف، غير أن النوايا الإسرائيلية تستهدف كامل المنطقة العربية من الخليج إلى المحيط..
وقد جاء حادث اغتيال مسؤول حماس في الخارج عز الدين الشيخ خليل أمس منسجماً مع التوجهات الإسرائيلية التي تحاول إبقاء التوتر قائماً في المنطقة، فإسرائيل تستطيب دائماً أجواء الحرب باعتبار أنها توافق طبيعتها وطبيعة نشأتها كونها كياناً قام على اغتصاب الأرض وحافظ على وجوده طوال عقود عديدة من خلال الوسائل الحربية والقمعية..
وتزامن اغتيال قيادي حماس مع اعتداءات شملت معظم الأراضي الفلسطينية ولعل أبرزها النشاط العسكري الإسرائيلي المحموم المستمر منذ عدة أيام في قطاع غزة وذلك في إطار الحفاظ على وتيرة التوتر.
ويأتي العدوان الجديد أيضاً في ظل التهديدات الأمريكية المستمرة لسوريا، وهي تهديدات باتت تتخذ شكلاً عملياً من خلال القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في لبنان، كما تتمثل من جانب آخر في قانون معاقبة سوريا، وكل هذه التطورات والترتيبات تتيح ظروفاً مثالية لاعتداءات إسرائيل، إذ طالما تغض الولايات المتحدة النظر عن الاعتداءات الإسرائيلية، غير أن تجاهل ذلك يكون أكثر وأوضح في إطار التهديدات الأمريكية لسوريا وخصوصاً فيما يتعلق بالعراق، حيث المزاعم الأمريكية القائلة إن سوريا تفتح حدودها لتدفق المقاتلين الذين يدعمون المقاومة العراقية..
وهكذا فإن العدوان الإسرائيلي يأتي متسقاً مع تلك المواقف الأمريكية تجاه سوريا ومكملاً لها، وقد يعتبر أداة ضرورية في سبيل تنفيذ تلك السياسات.
وتتحرك إسرائيل أيضاً بحرية أكبر في ظروف الانتخابات الأمريكية التي أوشك موعد استحقاقها على الحلول، وفي مثل هذه الظروف يتجنب مختلف مرشحي الرئاسة توجيه أي انتقاد لإسرائيل، وذلك أمرٌ قائم طوال العام، لكنه في الظروف الراهنة يتأكد أكثر وأكثر..
|