* الرياض - واس:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء أمس جامع الشيخ سليمان الراجحي وذلك بحي الجزيرة بالرياض.
ولدى وصول سموه مقر المسجد يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز كان في استقباله الشيخ سليمان الراجحي وأبناؤه وعدد من المشايخ. وفور وصول سموه أزاح الستار إيذانا بافتتاح المسجد.
بعد ذلك تجول سموه ومرافقوه في أرجاء المسجد. عقب ذلك أدى سموه والحضور صلاة العشاء. ثم ألقى سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والحضور.
وأبان سماحته أن من مقاصد الشريعة في الإسلام دعوة الأمة المسلمة إلى التآلف والتعارف والتعاون على كل خير وقال: لذا نرى أن الله جل وعلا شرع للمسلمين إقامة الصلاة جماعة {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ} فشرع لنا الاجتماع في أداء هذه الصلوات الخمس خمس مرات في اليوم والليلة يؤديها أهل الحي ليشيع بينهم التعارف والتآلف وتعليم الجاهل وعيادة المريض وإسعاد المحتاج وما الله به عليم.وأضاف فضيلته: أنه شرع اجتماع أوسع من ذلك هو اجتماع المسلمين في يوم الجمعة في أداء هذه الفريضة العظيمة والاستماع إلى الخطبة العظيمة النافعة التي تتلمس مشاكل المجتمع وتسعى لحلها على ضوء الكتاب والسنة ثم شرع اجتماع أوسع من ذلك اجتماع عدد من المسلمين كثير اجتماع المسلمين في الحج في عرفة ومزدلفة ومنى وفي طواف حج البيت العتيق كل هذه اللقاءات والتجمعات تزيد من قوة المسلم وتشد بعضهم ببعض وتربطهم برباط الإيمان والأخوة الصادقة{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}.
وأشار سماحة مفتي عام المملكة إلى أن المساجد هي خير البقاع وأفضلها وأنها الأماكن التي تختص بأداء هذه العبادة وإن كان عموم الأرض لأمة محمد مسجدا وطهورا كما قال صلى الله عليه وسلم في خصائص ما خص الله به (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا) وقال سماحته: لكن الصلوات الخمس لأهل الجماعة يشرع أن يكون لها مكان خاص لكي يكون موضع لقاء واجتماع وتعارف فالمساجد لها الدور الفعال في الإسلام فترى في كتاب الله حثا على بنائها يقول الله جل وعلا {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} وذم الذين اتخذوا المسجد للضلال والفساد والعداء {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }.وأشار سماحته إلى أن الله عز وجل بين فضل المساجد وبنائها في قوله عز وجل {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} ورفعها المعنوي بتطهيرها من الأدناس والأقوال ولهذا حرم البيع والشراء فيها وقيل للبائع لا أربح الله تجارتك وأمر بأن تجنب فيها الخصومات وإقامة الحدود وسل السيوف كل ذلك ليكون المسجد موضع أمان واطمئنان لإقامة ذكر الله وإقامة تلك الفريضة. وقال سماحته: لقد جاءت الإسلام شريعة الإسلام ترغب ببناء المسجد فنبينا يقول صلى الله عليه وسلم (من بنى لله مسجدا بنى الله له مثله في الجنة) وجاء الحث على إتيانها والترغيب في ذلك فيقول صلى الله عليه وسلم (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) وقال (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح) ورغب في قصدها ولو من بعد حيث قال صلى الله عليه وسلم لبني سلمة حين أرادوا أن يسكنوا بقرب المسجد (دياركم تكتب أثاركم). وقال سماحته: إن رسول الله صلى عليه وسلم بين أن صلاة الرجل في المسجد تفضل على صلاته في بيته وسوقه بخمس وعشرين ضعفا ذلك أنه اذا توضأ فأحسن الوضوء ثم جاء إلى المسجد لا يخرجه الا الصلاة لم يخط خطوة الا كتب الله له بها حسنة وحط بها عنه خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه اللهم صل عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه وما زال في صلاة ما انتظر الصلاة. وأشار إلى أن المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان المسجد ملتقى لهم يؤدون فيه الصلوات الخمس ويسمعون من النبي ما يسمعون ومنه تعقد رايات الجهاد ومنه ينبثق العلم والهدى فهذه المساجد إذا عمرت بالخير بحلق تحفيظ القرآن والدورات العلمية النافعة فإنه يرجى بتوفيق من الله أن يعود للمسجد ما كان له سابقا. ودعا سماحته الله أن يتقبل عمل من بذل وان يجعله خالصا لوجهه الكريم داعيا عموم المسلمين إلى التنافس في هذا العمل الصالح وبذل الأموال في هذه المشاريع النافعة التي تبقى لهم بعد موتهم وفي الحديث (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) سائلا الله تعالى للجميع التوفيق والهداية والعون على كل خير وأن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها وأن يحفظ قادتها وأن يوفقهم لكل عمل صالح ولكل خير وأن يقيهم من كل شر. ثم تسلم سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة من الشيخ سليمان الراجحي اثر ذلك أدلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بتصريح صحفي قال فيه: الحمد لله قبل كل شيء أن وفق الأخ سليمان الراجحي لإقامة هذا الجامع الكبير وهذا شيء ما فيه شك يرجى منه الخير له.. ومن أعظم الأشياء كما نعرف هي بناء المساجد فما بالك بهذا الجامع الكبير الذي يحتوي على أشياء كثيرة وخدمات كبيرة للمسلمين وهو في الواقع أيضا معلم كبير من معالم مدينة الرياض ويشرف الرياض أن يكون من معالمها هذا الجامع لأنه بيت من بيوت الله وهذا العمل ليس بغريب على الأخ سليمان فقد سبق وقام ببناء جوامع أخرى ولذلك أرجو من الله عز وجل أن يجعل هذا الجامع جامعا للخير والبركة ولمن دعا إلى الله ودعا إلى كتاب الله وسنة رسوله بما انزل الله وبما قال رسوله ولا شك أن افتتاح هذا الجامع وحضور هذه النخبة من العلماء هو خير وبركة إن شاء الله خصوصا ونحن مقبلون على شهر رمضان وسيكون في هذا الجامع الخير والبركة وأرجو من الله عز وجل للأخ سليمان ولأهله جميعا ان يثاب من الله عز وجل والتي هي ما يسعى الإنسان السوي لها ونسأل الله التوفيق للجميع). وعن كلمة سموه لرجال الأعمال القادرين على بناء مثل هذه المساجد أجاب سموه قائلا: هم يعملون والحمد لله ورجال الأعمال يبنون مساجد في كل مكان والكثير من الناس يبني مساجد ولا يذكرون اسمه كذلك.. ولذلك نحن لا نشكو إطلاقا من عدم وجود من يبني مساجد.
وحضر الحفل سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ورئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان ومعالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ ومعالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن إبراهيم النملة والرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ إبراهيم الغيث.
كما حضر الافتتاح عدد من أصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء وعدد من المسؤولين. تجدر الإشارة أن المسجد بني على مساحة أرض قدرها 13260 مترا مربعا وبمساحة إجمالية للمباني 43568 واحتوى على مصلى للرجال مكون من ثلاثة أدوار يسع 18000 مصل وآخر للنساء مكون من دورين يسع 2500 مصلية ومكتب للمحاضرات وغرف لاستقبال النساء كما يحتوي على مواقف سيارات يتكون من ستة أدوار تسع 484 سيارة بالإضافة إلى 360 موقف بالشوارع المحيطة بالمسجد بالإضافة إلى مغسلتين للموتى تسع 11 جنازة في آن واحد إحداها للرجال والأخرى للنساء ومناطق استقبال وضيافة لأهالي المتوفين وتم تزويدها بأفضل المواد الكيميائية والتجهيزات الميكانيكية مع توفير الخصوصية لكل جنازة بالإضافة إلى غرفتي تبريد للجنائز المتأخرة ومناطق خدمات مساندة. كما يحتوي المسجد على 49 غرفة اعتكاف مفروشة ومجهزة يحتوي كل منها على مطبخ ودورة مياه بالإضافة إلى مكتبة تسع 100 فرد وعشرين ألف كتاب تقريبا حيث تم تجهيز أماكن المطالعة والدراسة وأماكن للبحث وتوفير خدمة الإنترنت وتحتوي على قاعة متعددة الأغراض مخصصة للمحاضرات والندوات تسع 150 شخصا حيث تم معالجة جدرانها لتكون عازلة للصوت وأماكن إقامة للعاملين تشمل عشرين وحدة تنقسم لجزءين أحدهما للعزاب والآخر للعائلات.
|