* جدة - خالد الفاضلي - ماجد الجندبي:
تستمر أجهزة الأمن السعودية بجدة في مواصلة البحث عن مجهول أو مجهولين اعتدوا على مقيم فرنسي الجنسية وقتلوه بالرصاص أثناء قيادته سيارته داخل حي سكني في ساعة مبكرة من صباح يوم أمس الأحد، وتعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها في جدة.
ومن ناحيتها بادرت وزارة الداخلية لتأكيد وقوع جريمة قتل ذهب ضحيتها مقيم، وكانت غرفة العمليات (999) تلقت في ساعة متأخرة من مساء السبت قبل الماضي بلاغاً من شخص يؤكد عثوره على سيارة بيضاء من نوع جيب متوسط الحجم تغلق أحد الطرقات الخلفية لحي الزهراء شمال غرب جدة، وعندما ترجل من سيارته لاستيضاح أسباب توقفها غير السوي اكتشف وجود رجل ينزف دماء، وفي الرمق الأخير من أنفاسه، في حين لم يكن في أرض مسرح الجريمة دلائل أو شهادات تؤدي إلى معرفة عدد وهوية المعتدي أو المعتدين. وفي السياق نفسه أدى البلاغ لاستنفار جهات أمنية متعددة قامت بتثبيت تفاصيل مسرح الجريمة، ثم نقل الجثة إلى ثلاجة موتى تابعة لمستشفى الملك فهد بعد الساعة الرابعة فجراً، مصحوباً بمجموعة من بطاقات العمل والصرف الآلي شاهدتها (الجزيرة) تؤكد أن الضحية فرنسي الجنسية، ويدعى (ليورنت بوربت)، ويعمل في إحدى الشركات الفرنسية، ومن مواليد عام 1963 ميلادية.
ويفتقد الحادث لوفرة في وجود شهود عيان نظراً لموقع وزمن وقوعه، (بعد منتصف الليل في شارع فرعي لحي غير مكتظ بالسكان)، فيما تتوقع الرواية الأولى ترصد المجهولين للضحية في منعطف قريب من منزله، بينما تذهب الرواية الثانية لشهادات نقلها صحافيون عن رؤية المجني عليه خارجاً باطمئنان من مواقف سوق المخازن الكبرى الواقعة بين حي الزهراء وشارع الملك عبد العزيز، ثم تعرض لاطلاق نار بمجرد سلوكه شارع خلفي، في حين تتعادل احتمالات تصنيف الحادث على أنه جنائي أو شبه عمل إرهابي، إضافة إلى انعدام وجود جهة تتبناه.
من ناحية ثانية ذكر ل(الجزيرة) ساكنو الشارع الذي تمت فيه عملية القتل جهلهم لما حدث ليلة البارحة، وأنهم أدركوا تفاصيل الحادث في الصباح التالي، وقال عبد الله العمري: في الصباح فقط اكتشفت أن شارعنا تلطخ بجريمة غدر، راح ضحيتها بريء، في حين خلت شوارع الحي صباح أمس من أشخاص يمكن الاستعانة بهم لنقل شهادات، ويعود خلو الشوارع من المارة يوم أمس استجابة لضرورة وجودهم في مقار أعمالهم.
وكان مركز شرطة السلامة مستمراً إلى ما بعد الساعة السادسة من صباح يوم أمس الأحد في تجميع خيوط تؤدي لكشف منفذي الجريمة، إضافة إلى تأكيد القنصلية الفرنسية بجدة على لسان نائب القنصل مالي جلك انتماء القتيل لرعايا الحكومة الفرنسية، وبين أسباب وجوده في جدة لتنفيذ عقد عمل مع شركة سعودية فرنسية.
ويضع غموض تنفيذ جريمة قتل الفرنسي تخمينات متعادلات لوجود جنحة جنائية أو صفحة جديدة في مسلسل أعمال إرهابية يصر على تنفيذها بأساليب غادرة ضالون، اتخذوا من الرياض مسرحاً مفضلاً لجرائم بشعة كان آخرها قتل بريطاني قبل عشرة أيام في مواقف سيارات مرتادي أسواق المخازن الكبرى، مقابل استمرار جدة بعيدة عن رصاصات الغدر حتى ليلة أمس، في حين اتفقت أصوات عديدة على صعوبة تكرار الغادرين لنهجهم، نظراً لارتفاع التعاون المتبادل بين المواطنين وجهات الأمن، ويقول محمد الرفاعي: جدة تمتلك تناغماً متيناً بين كافة أجهزتها الأمنية وبالتالي لن يتكرار الغدر.
|