هذا البلد مطبوع هو وأهله على حب الخير.. لذا فهو يعطي في كل ميدان.. وفي كل مجال من مجالات الخير.
** هذا البلد محب للخير وللعطاء في ميادينه.. ولقد وقف سنوات مع الشعب الأفغاني والشعب الصومالي والشعب البوسني.. والشعب الكوسوفي.. وسائر الشعوب المنكوبة.. قريباً وبعيداً.
** وعندما نتحدث عن دور المواطن في دعم مجالات وميادين الخير.. فإننا نتحدث عن دور وعطاء كل مواطن (رجل أعمال) أو مواطن بسيط.. الكل يستقطع من ملكه جزءاً ليقدمه في مجال الخير.
** إن الدولة المحتاجة.. والشعوب المكنوبة وجمعيات البر والخير تشهد بهذا العطاء المتدفق من كل مواطن.. ومن كل إنسان ينتمي لهذا البلد.
** ورجال الأعمال على وجه الخصوص بذلوا وأعطوا وقدَّموا ولم يقصروا.. رغم محاولة البعض التقليل من هذه العطاءات في السابق.. لكنها اليوم تتزايد وتسير في كل اتجاه.. ولم يعد العطاء مقصوراً على مجال واحد مثلاً أو مجالين.
** إننا في كل يوم نقرأ عن عطاء وبذل وتبرع.. قدَّمه رجل أعمال سعودي في هذا المجال أو ذاك.. وهذا يعكس وفاء أبناء هذا البلد لبلدهم.. وحبهم للصدقة والبذل والعطاء في مجاله.
** واليوم الاثنين.. يفتتح سمو أمير منطقة الجوف المركز الخيري لمرضى الكلى بمستشفى الأمير عبد الرحمن السديري بمدينة سكاكا.. ذلك المركز الجديد الذي تولّى إنشاءه وتجهيزه رجل الأعمال الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الخريف وإخوانه.. بطاقة ثلاثين جهاز غسيل كلى.. والذي يُعد مركزاً متكاملاً للغسيل.
** كلنا نعرف حجم ما يعانيه مرضى الفشل الكلوي من مشاكل وزحام.. ومن اقتصار أجهزة الغسيل على المدن الكبيرة.. ومن تقاطر المرضى على المراكز.. وحجم ما يعانونه ويكابدونه من ضيق وتعب.. ولا شك أن إسهام رجال الأعمال وبهذا المستوى وبهذا الحجم.. سينهي المشكلة تماماً.
** ان ثلاثين جهازاً تُقدَّم دفعة واحدة ليست بالشيء السهل، حتى لو قدّم ثلاثة أو خمسة، فإنها تسهم في علاج مشاكل كثيرة.. فكيف بثلاثين جهازاً تُفتتح في يوم واحد؟
** كم كنا نتمنى لو أن كل رجل أعمال قدَّم لمدينته ثلاثة أجهزة فقط.. لكانت المشكلة انتهت تماماً، ولم يعد هناك زحام أو مشاكل.
** المشكلة كبيرة.. وغسيل الكلى قضية القضايا.. ولهذا كانت الدعوة لرجال الأعمال بأن يتوجهوا إلى العطاء في الميدان الصحي.. وهو أيضاً ما دفع صندوق الوقف إلى إنشاء وقف صحي بالتعاون مع وزارة الصحة، فاتجهت الأوقاف إلى العطاء والبذل في المجال الطبي، وهو توجه راشد سليم، اتجهت له الوزارة عبر الأوقاف في إطار مسار التطوير الكبير الذي يشهده هذا القطاع بقيادة الوزير الشاب.. فضيلة الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ حفظه الله.
** أعود فأقول إن الميدان الصحي يحتاج إلى المزيد من البذل، وليت رجال الأعمال يتجهون إلى هذا المجال.. مع أننا كلنا ندرك أن وزارة الصحة لم تقصّر ولم تدخر جهداً، حيث إن ميزانيتها السنوية فوق (15) مليار ريال، وكلها تنفق من أجل صحة المواطن، ولكن الميدان الطبي والصحي يحتاج إلى المزيد.
** إننا نشكر السادة آل الخريف الكرام على هذا الموقف النبيل وهذا العطاء السخي وهذا التوجه المبارك.. فثلاثون جهاز غسيل.. ليس رقماً بسيطاً، وحتى عشرة أجهزة ليست رقماً صغيراً.
** لا شك أن مشكلة غسيل الكلى ستُنهى هناك بإذن الله تعالى.. ويعود الفضل في ذلك إلى الله تعالى أولاً ثم إلى هذه الأسرة المباركة.. أسرة آل خريف التي أعطت وتعطي في هذا الوطن بهدوء وصمت وبدون ضجيج.
** نسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.. إنه سميع مجيب.
|