* نجران - صالح آل ذيبة - حسن آل شرية - أحمد معيدي:
عقد لقاء مفتوح بصالة الحمرور بالغرفة التجارية بمنطقة نجران جمع بين فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والمستشار في ديوان سمو ولي العهد وعدد من مسؤولي الادارات الحكومية والتربويين والمثقفين بمنطقة نجران وقد سلط الضوء خلال اللقاء على أهداف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني كما دارت حوارات حول الحوار الوطني فتح المجال فيها للحضور بطرح بعض التساؤلات حول مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وبرامجه وخططه المختلفة وكذلك ورش العمل.وقد غطت الجزيرة هذا اللقاء حيث بدئ بكلمة لأمين عام الغرفة التجارية الأستاذ علي قميش رحب فيها بالأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر ومرافقيه والحضور تم بعدها عرض لفيلم وثائقي عن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لإعطاء فكرة عن المركز بصورة ملائمة تتضمن العرض لبعض نشاطاته وكذلك أهدافه وفكرة التأسيس وكذلك صور حية لبعض اللقاءات الوطنية التي عقدت ليستطيع الحضور تكوين صورة كاملة وشاملة عن هذا المركز قبل بدء اللقاء.. ألقى بعده أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر كلمة تحدث فيها عن الحوار الوطني وأهدافه وقد قال فيها:
إن الحوار لا يعني فقط استجلاء القضايا المختلف حولها بل همه الأول تقريب وجهات النظر وخلق حراك فكري داخل المجتمع كعنصر ايجابي إزاء الهموم الكبيرة للعاملين في مجالات الدعوة والتربية والاعلام والسياسة والتجارة والتسويق.. وتزايد الحاجة اليه كأساس للثقافة والعمل والتعليم والعلاقات والتنظيم فبدونه تفقد هذه المجلات جوهرها وجدواها وبعد عدد من اللقاءات الوطنية للحوارات الفكرية ترسخت القناعة لدى الجميع بأهمية اجراء مثل هذه الحوارات لمناقشة الموضوعات التي تهم الوطن والمواطنين ومسيرة الحياة في المملكة العربية السعودية من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية. كما عبر عن مفهوم الحوار فقال: في الأساس لا يمكن الحوار إلا مع الآخر وتحديداً مع المختلف.. لذلك فهدف الحوار هو شرح وجهة النظر وتبيان المعطيات التي تقوم عليها في الوقت نفسه الانفتاح على الآخر لفهم وجهة نظره ثم التفاهم معه ذلك بأن التفاهم لا يكون دون فهم متبادل والحوار هو الطريقة لاستيعاب معطيات المعطيات والوقائع المكونة لموقف الطرفين المتحاورين ثم إلى تفاهمهما. كما قال إنه ليس لأحد أن يدعي الحقيقة المطلقة وليس له أن يخطئ الآخرين لمجرد اقتناعهم برأي مخالف فالحقيقة نسبية والبحث عن الحقيقة حتى من وجهة نظر الآخر المختلف طريق مباشر عن طريق المعرفة وفي الوقت نفسه أسمى أنواع الحوار.. وفي ثقافتنا الاسلامية نجد أن الحوار يتطلب أولا وقبل كل شيء الاعتراف بوجود الآخر المختلف واحترام حقه ليس في تبني رأي أو موقف أو اجتهاد مختلف وحسب بل احترام حقه في الدفاع عن هذا الرأي أو هذا الموقف أو هذا الاجتهاد ثم واجبه في تحمل مسؤولية ما هو مقتنع به.. والآخر هذا قد يكون فرداً وقد يكون جماعة وفي كل الحالات فإن العلاقة بين المسلم والآخر يختصرها الحديث الشريف الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:
(المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) بهذا يقرر الإسلام الاختلاف كحقيقة انسانية طبيعية ويتعامل معها على هذا الأساس، كما تحدث عن أهم الركائز التي ينبني عليها المجتمع وهي: ركيزة الحوار والنقد فالنقد يكون لتصحيح الأخطاء والرقي بالناتج الفكري والثقافي في سبيل استخلاص يضمن صحته ونقاءه، والحوار وسيلة لتلاقي الآراء أو تعددها ضمن منهجية تقوم على مراجعة المعروض والمطروح في سبيل معرفة المغاير الآخر ضمن التعايش المجتمعي بتعدد الآراء واختلافها عبر الطرق الكثيرة المتعددة للحوار كما تحدث عن الحوار والتوجهات الفكرية فقال: إن أهم الأمور التي يجب أن تراعى في الحوار حتى يأخذ مجاله وموقعه الحقيقي حتى يؤتي ثماره المرجوة منه وتتحقق الأهداف المبتغاة يجب ألا يكون مجاله أو هدفه الانتصار لتوجه معين بقدر ما يكون هدفه تقريب الأفكار والرؤى أو الوصول إلى نقاط التقاء مع الآخر وسد الفجوة والهوة بين التوجهات كافة بمنهجية وعقلانية تقضي إلى مزيد من التقدم والنضج والاعتراف بالآخر أنه موجود وتتحسس وجوده والمعرفة به عن قرب.. كما تحدث عن أهداف الحوار وغير ذلك من المواضيع المهمة في هذا المجال.
وقام بعد ذلك أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بإفساح المجال للحضور بطرح تساؤلاتهم والإجابة عليها.. فكان من ضمنها ما يلي:
* ما هي الآلية التي وضعت لتنفيذ أهداف الحوار وما هي الأهداف التي تحققت حتى الآن؟ كان الجواب كما يلي: أهم أهداف الحوار خدمة عقيدتنا الإسلامية والتوكيد على الوحدة الوطنية.. وأيضا الرسالة إلى الوسطية والاعتدال وبعد ذلك مناقشة قضايا المجتمع وإبرازها للوصول إلى نتائج قد تحقق الصالح العام لما فيه خير لديننا أولاً ثم لوطننا.. والمركز ليس موقعاً لصنع القرار، بل هو يقوم بعمل توصيات ترفع لولي الأمر وبعد ذلك ولي الأمر إذا رأى فيها ما يحقق الخير لهذا الوطن توجه إلى الجهات المسؤولة، كل في اختصاصه لتنفيذ ما ورد فيها.
أما ما تحقق من أهداف.. هو أننا وضعنا منهجية الحوار ليصبح قضية أساسية في المجتمع وقد أصبح فيه حركة وديناميكية في المجتمع مع قضايا الحوار بحيث يتم سماع الرأي والرأي الآخر وأصبح هنالك احترام وتقدير.. وبدأت تتكون ثقافة الحوار في المجتمع.. وهذه البداية ولكن هنالك استراتيجية توضع على المدى البعيد.. ونحن الآن نعمل على استراتيجية حية لمدة خمس سنوات قادمة.. تتوافق مع متغيرات العصر والعالم من حولنا.
السؤال الآخر عن الحوار بين الشباب وكبار السن وهل هناك نية لفتح فروع لمركز الحوار الوطني؟ وكانت الإجابة كما يلي: يجب علينا أن نستمع أولا للشباب ونعرف كيف يطرحون قضاياهم ودائما الشباب يقومون بتقديم شكاواهم ويتذمرون من أنها مهمشة ولا أحد يستمع إليها.. ونحن في اللقاء الوطني الرابع في المنطقة الشرقية سيكون الحوار بين مجموعة من الشباب ومجموعة من العلماء والمفكرين وسيكونون وجهاً لوجه لمناقشة قضاياهم.. ونحن حقيقة نريد أن نضع جسوراً بين ما يعاني منه الشباب وبينما نضعه من خطط وتصورات..
أما القسم الثاني من السؤال.. وهو موضوع التدريب ونشر ثقافة الحوار.. فإن المركز سيتولى إقامة ثلاث عشرة ورشة في مناطق المملكة الثلاث عشرة.. وهي ورش تدريبية لنشر ثقافة الحوار، يشارك فيها بعض العلماء وأئمة المساجد وبعض المشرفين التربويين وبعض المفكرين وبعض المسؤولين في الأمور الاقتصادية وغيرها لمدة أسبوع حتى يكون هؤلاء رسلاً لرسالة الحوار الوطني في مناطقهم وإذا كان لديهم رغبة في المشاركة في هذه الورش فسيشارك فيها مجموعة من المدربين وقد صممنا لها حقيبة تدريبية على مستوى عالٍ جداً.. وهذه الورش ستحقق إن شاء الله في منتصف هذا العام ونتمنى أن تعمم ثقافة الحوار المرجوة منها. أما بالنسبة للفروع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فأنا في تصوري وأعتقد نفسي أميناً مؤقتاً أنه يجب على المركز أن يخطط لاستراتيجيات تقوم بتنفيذها مؤسسات المجتمع المختلفة.. ولا يجب أن يكون هنالك فروع.
وفي سؤال ل(الجزيرة) جاء فيه.. كيف يرى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الآلية والوسيلة التي يصل من خلالها لكافة أفكار المجتمع بشرائحه المختلفة؟ وقد جاء في الرد بأن المركز يسعى من خلال عقده للمؤتمرات واللقاءات في كافة مناطق المملكة وكذلك التعريف بثقافة الحوار من خلال قطاعات الإعلام والاتصال الجماهيري المختلفة إلى الوصول بهذا الفكر البناء لكافة شرائح المجتمع على اختلافها ليحقق ويتمكن في النهاية من رسم صورة واضحة لدى الجميع عن ثقافة الحوار وأهدافه المهمة في طريق رقي المجتمع والإنسان.. استمر بعد ذلك اللقاء على هذا النحو بين سؤال وجواب حتى نهايته.
|