* بغداد - د. حميد عبد الله:
كشفت مصادر حزبية في بغداد أن إجراء الانتخابات في موعدها يبدو أمراً شبه مستحيل إذا ما بقيت الأوضاع الأمنية كما هي عليه الآن. وقالت المصادر إن العملية الانتخابية تحتاج إلى جيش من الشرطة ورجال الأمن لتوفير الحد الأدنى للمقترعين سواء في شوارع المدن أو عند صناديق الاقتراع مؤكدين أن العملية الانتخابية تحتاج إلى 200 ألف من رجال الشرطة في حالة وجود 50 ألف موقع انتخابي وبواقع شرطيين في كل موقع وهذا العدد رغم تواضعه لا يمكن للحكومة العراقية أن توفره بسب قلة عدد رجال الشرطة الذين قتل منهم منذ تأسيس جهاز الشرطة الجديد في شهر يوليو من العام الماضي وحتى الآن اكثر من 1200 شرطي خلال عمليات التفجيرات والتصفيات والاغتيالات الأمر الذي تسبب في عزوف نسبة كبيرة من الشباب من الانخراط في سلك الشرطة رغم المغريات المادية التي يمكن أن يحصل عليها المنخرطون في هذا المسلك!
واكدت المصادر العراقية أن النظام العراقي السابق كان يجند جميع أجهزته الحزبية والأمنية والعسكرية للمشاركة في توفير ظروف آمنة لإجراء ما يطلق عليه (الاستفتاء) وكان يتولى هذه العملية مئات الآلاف من البعثيين ورجال الأمن رغم أن الأوضاع الأمنية في العراق آنذاك كانت مستتبة إلى حد كبير.
في هذه الأثناء أعلنت الحكومة العراقية أنها ستزج في مطلع شهر أكتوبر القادم بأكثر من 45 ألفاً من رجال الشرطة الذين اعدوا حديثاً والذين سيتولون حفظ الأمن في العاصمة بغداد، غير أن المراقبين يرون أن هذا العدد غير كاف لتأمين ممارسة انتخابية آمنة في بلد متفجر من أقصاه إلى أقصاه.
وتراهن حكومة أياد علاوي على إجراء الانتخابات في موعدها لتثبت من خلالها جدية ومصداقية المسار السياسي الذي اختطته بدعم من القوات الأمريكية وان عدم إجراء الانتخابات سيزيد الأوضاع سوءاً في العراق فيما يرى المراقبون أن الانتخابات العراقية معضلة كبرى أمام الحكومة العراقية سواء أجريت أم أجلت فإجراؤها ينذر بنتائج خطيرة وارجاؤها ينذر بنتائج اخطر.
|