* الملتقى - عبد الله هزاع :
ناقشت الجلسة الرابعة من اليوم الثاني للملتقى الأول للمثقفين السعوديين موضوع (الفن التشكيلي) ، وقدمت في الجلسة أربع أوراق عمل تناوب على تقديمها الأستاذ ضياء عزيز ضياء والأستاذ عبد الرحمن السليمان والأستاذ محمد المنيف والأستاذة حميدة السنان.
وقد حملت الورقة الأولى التي قدمها الأستاذ ضياء عزيز ضياء موضوع الفن التشكيلي .. تصورات ومقترحات .. استعرض تاريخ الفن التشكيلي في المملكة ، ثم طرح بعض المقترحات والآمال التي تمنى أن يجد بعضها طريقه إلى النور.
أولاً : آمل أن أرى متحقاً وطنياً دائماً في كل من الرياض وجدة والظهران ، خاصا بالفنون التشكيلية يضم أعمال الفنانين والفنانات السعوديين المتميزين ، به صالات لإقامة المعارض والمسابقات والبيانات الدورية ومختلف النشاطات المرتبطة بالفنون الجميلة.
ثانياً : آمل أن أرى معاهد لتعليم مختلف فروع الفنون الجميلة ، أو السماح للمؤسسات الأهلية القيام بذلك في إطار النظم والمناهج التي تحددها وزارة الثقافة والإعلام من قبل متخصصين.
ثالثاً : أن يتم تنظيم مشاركات الفنان والفنانة السعوديين بالمعارض والمحافل الدولية بشكل يضمن تمثيل المملكة والفن السعودي بالمستوى اللائق والمشرف.
رابعاً : آمل أن توجد الآلية اللازمة للبحث عن المواهب السعودية في مختلف أنحاء الوطن على مختلف الأعمار ، والعمل على تبنيهم ودعم وتطوير ملكاتهم الفنية وذلك بإلحاقهم بالمعاهد المتخصصة داخل المملكة وخارجها.
خامساً : آمل أن توضع الآلية لحماية الفنان التشكيلي من الناحية الأدبية والمادية ، وإقرار وتطبيق نظام يتم من خلاله التحقق من أصالة الأعمال الفنية ، وملاحقة وعقوبة غير الملتزمين.
سادساً : أتمنى إعطاء مساحة من البث التلفزيوني لبرامج خاصة بعالم الفن التشكيلي على مختلف فروعها ومدارسها ، تكتب وتخرج بعد دراسة مستفيضة من قبل متخصصين لضمان تغطيتها للعنصرين الثقافي والترفيهي ، بالإضافة لعنصر الإثارة الذي من شأنه شد المشاهد وتحفيزه على المتابعة والاهتمام لتحقيق نقلة نوعية في الإنتاج ، ولمنافسة الفضائيات العربية والعالمية.
سابعاً : آمل أن توضع آلية ونظم تحكم تقييم الأعمال الفنية قبل عرضها داخل المملكة أو خارجها تضمن نزاهة الحكم ، وبعده عن التزمت ، من قبل لجان تتميز بالثقافة العالية.
ثامناً : إنشاء قاعدة معلومات عن كل فنان وفنانة في المملكة تغطي كافة المعلومات والنشاطات يتم تحديثها بشكل دوري ، لتساعد على التحليل والمتابعة.
تاسعاً : أتمنى أن تنشأ آلية تساعد على تقييم النشاط الفني على مستوى المناطق والمدن ، ومن ثم معالجة نقاط الضعف والمشاكل التي تحول دون تقدم الفنان الناشئ وانطلاقه.
عاشراً : آمل أن يتم وضع وإقرار نظام التفرغ ، وذلك لمساعدة الفنان الواعد والمتميز تكريس جهده للدراسة والإنتاج ورفع مستواه الفني والثقافي ، الذي بدوره سينعكس على مستوى الفن التشكيلي العام ، ومن الممكن دراسة هذا النظام وتطبيقه على أساس من مبدأ التبني والإقراض من قبل الوزارة أو المؤسسات الخاصة.
الورقة الثانية جاءت تحت عنوان (الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية .. البدايات والواقع والطموحات) ، قدمها الأستاذ عبد الرحمن السليمان أشار من خلالها إلى دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجمعية العربية السعودية في وصول أعمال الفنانين إلى معظم دول أوروبا وأفريقيا وآسيا والأمريكيتين ، حيث أقامت المعارض الداخلية سابقاً ومقارناه بالواقع التشكيلي الراهن ثم طرح بعض المقترحات والتي جاءت في أهمية وضع هيكلة جديدة للمعارض المركزية تحديداً ، وكذلك الاهتمام بتصنيفها بما يحقق تشجيع المواهب والهواء وكذلك الفنانين الشباب ومنح المبدعين الفرص التي تدعمهم وإبداعاتهم ، كذلك تبني أو دعم المعارض الشخصية والتي كان للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدور الأكبر في رعايتها ووضع ضوابط لها ، كذلك الاهتمام بالمعارض الجماعية والاهتمام ببرنامج للعروض الخارجية بالإعداد لها مبكراً واختيار قاعات العرض الملائمة والمعروفة ، كما اقترح تكثيف الأنشطة المنبرية والحوارات في مجال الفن التشكيلي واعتبارها أنشطة موازية للمعارض ، والتخفيف من شكل إجازة المعارض.
وفي نهاية الورقة أكد على أهمية الانطلاق وفق أسس وثوابت حضارتنا العربية والإسلامية.
الورقة الثالثة قدمها الأستاذ محمد المنيف تحت عنوان (واقع الفن التشكيلي وتشكيلاته) ، تحدث من خلالها عن خلال العمر الزمني للفن التشكيلي في المملكة ووصوله - رغم قصر عمره - إلى مستوى يكاد أن يتعدى ما يمكن تقديره ، ثم تحدث عن بدايات الفن التشكيلي والدعم الذي كان يلقاه ودور الإعلام الإيجابي ابتداء من السبعينات الميلادية ومرحلة المنافسة التي شهدتها تلك الفترة ، حيث عاشت ثراء في الكم والكيف برز فيها نخبة من التشكيليين ثم أشار إلى مرحلة التراجع التي يعيشها الفن التشكيلي ، وذلك لعدة أسباب ذكر بعضاً منها.
وخلص الفنان التشكيلي محمد المنيف في نهاية الورقة إلى وضع توصيات من شأنها الأخذ بالحركة التشكيلية المعاصرة وقال : يمكن لنا أن نضع مطالب الفن التشكيلي وفي مقدمتها إيجاد صياغة آلية مناسبة تعيده إلى وضعه الصحيح ليكتمل البناء ويصبح للفن التشكيلي مكانه ومكانته الطبيعية والحقيقية أسوة بما تم تهيئته في الدول العربية ، وكان هذا المطلب تراه بعض الجهات التي تولت تبنيه ودعمه عبئاً لم تكن مستعدة لتنفيذه. ولنا أن نذكر بعضاً من تلك المطالب في عدد من التوصيات ومنها :
1 - إنشاء قاعات عرض على غرار القاعات العالمية وتهيئتها بسبل العرض العصرية.
2 - إنشاء متحف للفنون يشتمل على مختلف الفنون البصرية بما فيها الفنون التشكيلية.
3 - الاهتمام بالتأليف والبحث في مجال الفنون التشكيلية والاستفادة من أصحاب الخبرات في هذا المجال.
4 - إنشاء مركز لتعليم الفنون يتم فيه إعداد وإقامة دورات للفنانين عامة وللفنانين الشباب.
5 - وضع آلية لتصنيف الفنانين.
6 - إنشاء صندوق لدعم الفنان التشكيلي.
7 - البحث عن مختلف السبل لإيصال الإبداع إلى المتلقي محلياً ودولياً.
8 - المحافظة على ما تحقق للفن التشكيلي والأخذ بالرواد والمتميزين فيه إلى مرحلة تليق بجهودهم.
9 - إصدار مجلة تعنى بالفنون التشكيلية تتلاءم مع ما تحقق من إنجاز في هذا الفن.
10 - الحفاظ على حقوق الفنان وتوثيق أعماله لضمان عدم استنساخها.
11 - وضع لائحة لضمان تجميل المشاريع الحكومية والخاصة بأعمال الفنانين السعوديين فقط.
12 - إعداد لائحة لتنظيم إقامة المعارض التشكيلية المحلية في مختلف القطاعات.
13 - إنشاء جمعية مستقلة للفن التشكيلي كما هو معمول به في مختلف الدول العربية يمكن من خلالها الانضمام إلى اتحاد التشكيليين العرب ، يشكل لها مجلس إدارة من قبل وزارة الثقافة والإعلام ويقوم على إدارتها فريق عمل مكون من مدير ونائب مدير وأعضاء يتم ترشيحهم من قبل الفنانين على مستوى المملكة.
الورقة الرابعة جاءت تحت عنوان (واقع ومستقبل الخطاب التشكيلي في المجتمع السعودي) .
|