* الملتقى
علي بن سعد القحطاني:
كانت الجلسة الثانية (واقع المؤسسات الثقافية ومستقبلها) من مساء أمس الأحد 12-8-142هـ الموافق 26-9-2004م شارك فيها كل من الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين والدكتور زياد عبدالرحمن السديري والأستاذ عبدالمقصود خوجة والدكتور فهد السماري والدكتورة عزيزة المانع والدكتور بكر ابو قادر - رئيس الجلسة - والدكتور عبدالعزيز السبيل - مقرر الجلسة -.
أنديتنا الأدبية
جاءت مشاركة الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين -رئيس نادي جدة الأدبي- متميزة، وذلك من خلال ورقته التي القاها عن (انديتنا الأدبية)، وقال إن ما نريده في تقديري وتقدير المعتدلين: ساحة من الانطلاق والانفتاح على العالم كله، في عصر الفضائيات التي غطت ساحة اليابسة، وكذلك الانترنت.. نريد ما يصلح، وما يرتقي بالحياة الجادة المثلى، ونريد دعما يحقق هذا الطموح، وحولنا في منطقتنا انطلاقات ثقافية جيدة، وصلت إلى أقاصي الأرض، بعاملين اثنين او ثلاثة: الدعم المالي الواسع، تذليل الصعوبات، واختيار القيادات الواعية الملتزمة في الشأن الثقافي، فإذا أعطيت القوي الإمكانات، فإن فجرا جيدا سينبلج، وينطلق من هذا الوطن، يحمل رسالة الهدى، والمعرفة في الرأي والطرح والخطاب الصادق.
المؤسسات الثقافية الخاصة
تناولت ورقة الدكتور زياد بن عبدالرحمن السديري (المؤسسات الثقافية الخاصة) وأوجزها في مسائل ثلاث:
المسألة الأولى هي أن الثقافة - في تكونها ونشأتها وبروزها - مشروع خاص، يصعب احتكاره، وتستحيل السيطرة عليه.. هذا واقع التجربة السعودية القديمة والحديثة، وواقع التجربة البشرية عموماً.
فإن كان هذا صحيحا عبر العصور، فكيف الأمر إذن في عصر الشبكة العنكبوتية، والأقمار الصناعية، والاتصالات الآنية، حيث ينطلق الفكر في فضاء بلا حدود، ويسير في زمن يسابق سرعة الضوء.
تجاهل هذا الواقع لا يفضي إلى المنشود، بل إلى ضده؛ فهو من ناحية، يُؤسس لثقافة تفتقد بعض أهم أسباب التجدد والحراك، ومن ناحية ثانية، لثقافة ظل تجنح إلى الغلو ذات اليمين وذات اليسار، فتبقى الساحة خالية من رابط يصل بين هذه الاضداد، يخفف من انعطافاتها ويثري الوعي بأبعادها.
واقع المؤسسات الثقافية
تحدث الأستاذ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة عن (واقع المؤسسات الثقافية ومستقبلها)، واستعرض في ورقته نشوء وازدهار العديد من المؤسسات الثقافية كالاندية الأدبية الثقافية والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وبيت التشكيليين وبيت الفوتوغرافيين والكتاب ودور النشر والإذاعة والتليفزيون والمسرح والسينما والمكتبات العامة.. ثم أفاض الحديث عن المنتديات الادبية وقال: لقد ازدهرت هذه المنتديات والمرافئ الخيرة في معظم مدن المملكة، حتى صارت من ضمن خصائصها المميزة لفترة طويلة، كما شكلت المنتديات الأدبية التي تشهدها بعض الدور في عدد من المدن السعودية، نوافذ يطل من خلالها الفكر والثقافة، موازيا للمنابر الرسمية مثل الأندية الأدبية وسواها من المؤسسات التي ترفع راية الفكر والثقافة، وغرست هذه المنتديات الأدبية تقاليد ثابتة من خلال التواصل مع الأدباء والمثقفين وأهل الثقافة، ولم يكن الأمر قصرا على دارة دون أخرى، بل تكاد تلمس تشابها في الشكل مع تنوع في الطرح واختلافات يسيرة في الاسلوب.
رؤية واقعية ومستقبلية
تحدث الدكتور فهد بن عبدالله السماري من خلال ورقته عن (المؤسسات الثقافية السعودية.. رؤية واقعية ومستقبلية)، وقال: ظل موضوع الثقافة في المملكة العربية السعودية ولا يزال محط اهتمام الكثيرين من المثقفين والكُتّاب والأدباء الذين يأملون في أن يحظى بعناية خاصة تعطيه حقه من التركيز والتشجيع؛ لأنه يمس قطاعا عريضا من المبدعين في مجالات متعددة، ولأنه يعبر عن المجتمع ونبضه.. فلقد عانت الثقافة السعودية من الإهمال بشكل كبير وعدم وجود مؤسسة مركزية تقدم لها الخدمة اللازمة مثل الجوانب الأخرى. وعندما بدأت ملامح الإصلاح الإداري اتجهت الانظار أول ما اتجهت إليه نحو مسألة الثقافة، طامحة إلى حصول الثقافة على جهة خاصة بها تعنى بهمّها وببرامجها.
ولقد دارت نقاشات عديدة حول ضم الجانب الثقافي إلى عدد من المؤسسات من بينها الهيئة العليا للسياحة، أو تخصيص وزارة خاصة بالثقافة، إلى ان استقر المقام بالثقافة لتصبح قرينة للإعلام في وزارة تجمع بينهما هي وزارة الثقافة والإعلام.
وأول نجاح تحقق للثقافة على الصعيد الإداري على الأقل هو ظهور اسمها ولأول مرة في اسم جهة إدارية على مستوى الوزارات. ورغم ان دمج الجانب الثقافي مع وزارة الإعلام لا يحقق جميع ما ينادي به الكثيرون الذين كانوا يأملون في ايجاد جهاز مستقل بها، إلا ان هذه المرحلة تعد مهمة في التاريخ الإداري للشأن الثقافي؛ إذ أصبحت في موضع الاهتمام وان كان مشتركا مع قطاع آخر. ويمكن القول ان تجربة الثقافة الجديدة إداريا مع وزارة الثقافة والإعلام تعد خطوة جيدة نحو انتشال العمل الثقافي السعودي
تأملات في النشاط الثقافي
أخذت الدكتورة عزيزة المانع تتأمل في النشاط الثقافي وراحت تتساءل في بداية ورقتها عن الدور الذي ينبغي أن يناط بهذه الوزارة عند الحديث عن وزارة الثقافة والإعلام، وقالت: عند الحديث عن وزارة الثقافة والإعلام، كان أول سؤال خطر على بالي: هو ما الدور الذي ينبغي أن يناط بهذه الوزارة؟.
|