Monday 27th September,200411687العددالأثنين 13 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

الجلسة الأولى 10-12 الأحد 12-8-1425هـ الجلسة الأولى 10-12 الأحد 12-8-1425هـ
المثقفون يطالبون بالالتفات الجاد إلى (المسرح) والسعي إلى إحيائه

* الملتقى - علي سعد القحطاني:
ضمن فعاليات الملتقى الأول للمثقفين السعوديين عقد صباح أمس الأحد 12-8-1425هـ الموافق 26-9-2004م الجلسة الأولى من اليوم الثاني لفعاليات الملتقى، وكانت عن (المسرح)، شارك بها الدكتور حسن النعمي والأستاذ محمد الهويمل والأستاذ مشعل الرشيد والأستاذ فهد ردة الحارثي والأستاذ إبراهيم الحمدان والدكتور منصور الحازمي - رئيس الجلسة - والأستاذ محمد العثيم - مقرر الجلسة.
القضية الثقافية
أكد الدكتور حسن النعمي على أن المسرح يظل قضية ثقافية اجتماعية مثل ما هو قضية إبداعية.. هذا ما جاء في ورقته التي ألقاها عن (المسرح المحلي.. واقع التجربة وشرط الوجود) وقال:
المسرح من أهم وسائل التنوير الاجتماعي، وحضوره يؤثر إيجابيا في بناء الوعي العام.. ففائدة الفنون الجماعية كالمسرح أنها تعزز روح الجماعة وتكرس مفهوم الاحتياج للآخر ليتم تجسيد الوحدة الاجتماعية في أمثل صورة. إن الفنون الجماعية تجمع الأفراد حول تصورات متقاربة تساعد على ردم فجوات الاختلاف سواء في السياق اليومي أو في مستوى التركيب الطبقي. ولذلك يأتي دور المسرح الجاد على وجه الخصوص أكبر، من حيث قدرته على تطهيرنا من انفعالاتنا السلبية وتوجيهها نحو النقاء؛ فهو من الناحية المادية يضع الناس أمام أنفسهم في موقف واحد إزاء حركته وتجلياته.
تساؤل
وقبل أن نسترسل في الحديث، يجب أن نطرح هذا التساؤل: هل لدينا مسرح؟
بطبيعة الحال الإجابة ليست نعم وليست في الوقت ذاته لا. إن القضية معقدة جدا، تستدعي التفصيل والبحث في كافة أوجه الإجابة المحتملة لهذا السؤال. لقد بات من نافلة القول أن المسرح مشهد مصغر من الحياة بكل تعقيداتها الاجتماعية والإنسانية. والمسرح الناجح يستدعي كل مقومات الحياة دون حرج من أي ظرف ما دام أنه ينشد الخير بتجسيده للقيم النبيلة وهدم ما هو مضاد لذلك.
تيسير المسرح السعودي
قدم الأستاذ محمد الهويمل ورقة عن (تصور مبدئي واقعي لاستراتيجية تيسير المسرح السعودي)، وقال:
في الحديث عن المسرح السعودي هناك محطات توجب التوقف، أولاها الحضور المتميز وأن للمسرح السعودي مساحة كبيرة من القبول والمتابعة، ثبت ذلك من خلال الكثافة الجماهيرية التي تلاحظ خلال عروض المهرجانات المسرحية وعروض المناطق، وأيضا حجم الكم المنتج، مما يوجب أن يكون في أولويات الاهتمام وهو ما أدركته وزارة الثقافة والإعلام.
ضرورة ملحة
كما أكد الأستاذ إبراهيم بن عبدالرحمن الحمدان، من خلال ورقته - التي قدمها عن المسرح - أن الحاجة إلى المسرح أصبحت ضرورة ملحة، لحفظ الهوية الوطنية أمام الهجمة الإعلامية والثقافية الشرسة التي يتعرض لها العالم ومن ضمنه العالم العربي، لمصادرة الخصوصية الثقافية، كما أن المسرح ابن بيئته فهو يجسدها وينميها ويدافع عنها، كما يناقش قضاياه المصيرية، ويشارك في المهرجانات العالمية ويعرض قضاياه وقضايا الأمة للعالم.. وسلط الضوء على التجربة للمسرح السعودي وقال: إن التجربة الماضية للمسرح السعودي والذي انطلق بقوة ثم أخذ في التراجع تحت ضغوط ذكرت بعضا منها وضغوط أخرى، ومعوقات الإنتاج المسرحي، إلا أننا نجحنا بفضل الله بتقديم المسرح السعودي لمجتمعنا وللعالم.
اللوحة والإطار
ألمح الأستاذ فهد بن ردة الحارثي من خلال ورقته (المسرح السعودي.. اللوحة والإطار) التي ألقاها إلى أنه لأكثر من نصف قرن هو عمر المسرح المحلي.. ورغم كل هذا التاريخ الطويل لا تزال حركة المسرح مفقودة كفعل ثقافي.. وكفعل جماهيري وكفعل اجتماعي.
لعل غياب المؤسسة الثقافية عن دعم هذا المسرح شكلا ومضمونا قد جعل الفعل المسرحي لدينا يقوم على الجهود الفردية.
يتحرك البعض هنا.. والبعض هناك.. في حركة عشوائية ينقصها التنظيم ووضع القواعد والأسس التي تقوم عليها حركة المسرح وبالتالي افتقرنا طوال هذا الزمن إلى التنامي التصاعدي الذي يقود هذه الحركة لتصبح فعلا ثقافيا واجتماعيا وجماهيرياً.. وللأسف الشديد.. أن المسرح لدينا رغم عمره الزمني الطويل مقارنة ببعض الدول المجاورة.. لم يحظ باهتمام يستطيع أن يجعل منه فعلا له حراك وله تأثير.. واستمر المسرح قائما على الجهود الفردية يلمع إذا وجد من يتحمس له.. ومن يحاول تحريكه.. ويذبل إذا حصل العكس.. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن بحاجة لهذا المسرح..؟! ولماذا نحن بحاجة إليه..؟
إن المسرح الذي اعتبر في فترة من الفترات من أهم اكتشافات الإنسانية لديه القدرة على التعبير والبوح عن الحركة والتحريك.. عن الرصد والتغيير.. وهو لا يمكن أن ينشأ إلا في دولة متقدمة تملك مفاتيح الرقي والتطور والاستقرار.
وذلك ما نملكه.. فلماذا لا نملك مسرحاً؟؟..
الجواب ببساطة يكمن في غياب المؤسسة الثقافية عن دعم هذا المشروع، فجمعية الثقافة والفنون تعتبر المسرح جزءا من نشاطها ولذلك لا تعطيه إلا بقدر هذا الجزء، والأندية الأدبية غابت عن دعم هذا المسرح بفعل فاعل، والرئاسة العامة لرعاية الشباب أهملت دعم مسارح الأندية فغابت حركة مسرح الشباب وكادت أن تتلاشى.
المهرجانات العربية والدولية والمشاركات السعودية
لعل من أكثر الأمور التي أفادت المسرح السعودي في الفترة السابقة كان عملية المشاركة المستمرة في المهرجانات المسرحية العربية وذلك لعدة نقاط أوجزها الحارثي في الآتي:
1- الدور الكبير الذي تلعبه هذه المشاركات في تغيير الصورة السلبية المكونة عنا وإبدالها بصورة إيجابية تثبت أن لدينا ثقافة وفكرا وفنا وشبابا يمتلئ إبداعاً.
2- تقوم هذه المهرجانات بدور كبير في تأهيل كوادر مسرحية من خلال مشاهدة العروض والاحتكاك بالفرق والتجارب والخبرات مما يجعل هذه المهرجانات أشبه بالدورات المسرحية المكثفة التي تؤهل الكثير من الكوادر لتقديم عطاءات مختلفة ومحاولة محاكاة نماذج من العروض وصولا إلى الاستقلال ومحاولات الابتكار.
3- بروز عدد من الأسماء المسرحية عربيا ومعرفة المسرحيين العرب بهم وبتجاربهم وخلق آفاق تعاون وتسجيل التجربة في الكتب المسرحية العربية التي كانت لا تكاد تكتب شيئا عن المسرح السعودي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved