تحولت قضايا العمالة من هم جماعي ونظامي إلى معاناة شخصية طالت كل بيت واكتوى بنارها الكثير من الأسر وأخطر هذه الممارسات ما له علاقة بحياتنا اليومية مثل القيادة وإصلاح الكهرباء وتصنيع الغذاء وجميع هذه الإشكاليات التي تفرزها هذه الممارسات يكون طرفها عاملاً ما تم استقدامه لأمور لا علاقة لنا بها من قريب أو بعيد.
معظم العمالة التي تأتي وبشكل شبه نظامي لا تقدم مشروعها الخاص بها وإن قامت بما يوكل إليها أو بما جاءت من أجله تكتشف وبسهولة أنه إما غير مؤهل وإما جاهل بما يطلب منه بشكل يجبرك مرغما على دخول حالة التجريب والعبث من أجل أن تنجز ما بدأه من عمل حتى وإن كان دون الرضا.قد يفاجئك في سوق الكهرباء مثلا أن هناك من هو مستخدم لأغراض الصيانة والتركيب لتكتشف أنه لا يفقه شيئا، وقد يعجز عن تركيب مفتاح أو شمعة أو إيصال التيار لسخان المياه، وفي السوق من يعرض خدماته في عمل لا يتقنه؛ فإن كان ضرر هذه الممارسات محدوداً فقد نتجاوزه مستعينين بالله ومتسلحين بالصبر أما وإن كان الأمر له علاقة في حياتنا ويؤثر علينا وعلى أسرنا بشكل مباشر فهو الخطر بعينه وبرأسه، فلا يجب أن نسكت عنه أو نغفل خطورته مثل قيادة مستقدم جاهل في شوارع مدينة كبيرة أو عبث عامل أخرق بتوصيلات الكهرباء في منازلنا وقس على ذلك أموراً خطيرة أخرى.
من باب أولى أن نطلب شهادات من هؤلاء فلماذا نطلب شهادات خبرة وخدمة من كل من يتقدم من أبنائنا للوظيفة في وقت لا نعرف عن هذا العامل أو ذاك ما يفيدنا عن أمر علاقته في القيادة أو أعمال الكهرباء؟!
|