من الطبيعي أن ينسى الفرد، أو الجماعة، أو ينسى الشعب، أو ينسى العالم بعض أحداث الحياة.. لكن من غير الطبيعي أن ينسى أحد يوما بحجم الحياة، إنه اليوم الذي يجدد معاني الحياة ومنعطف التاريخ.. يوم وطننا الحبيب.. هل لك أن تسأل نفسك وتطرح عليها كل فضول التساؤلات، أو تسألك نفسك لتقف منها موقف المستمع وهي تسألك: ماذا يعني هذا اليوم؟
إنه وحدة وتوحيد ومحبة وتمجيد كنجمة فاخرة على هامة المجد وجبين الفخر سطع بها الفجر بين ذراع الشفق، وبين منكبي الأفق نور يتدفق سناه شلالات وهّاجا، يبهر أعين العاجزين ويحرق احداق الحاسدين.. إنه يوم سلام شُنقت فيه المخاوف، ودُفنت فيه الآلام، وأُسدل عليه ستار فخر الأزمنة، الشريعة وتحكيم الشرع، الذي وحّد الحدود ووضع للشر قيود سلام وأمان، راية بلادي الخضراء معلنة شعار التوحيد الذي تطمئن به القلوب.
إن ذلك اليوم في بذرته جُمعت كل جينات الوراثة التي أخرجت أجنتها على هيئة إنجازات وصروح في مجال التعليم والتربية والمجال الصحي والعناية بالأرواح، وفي المجال الصناعي والاقتصادي ليحيط الفرد برفاهية وسعادة. وفي هذا اليوم يعلن هذا الوطن انه مازال شامخا رغم همهمات خفافيش الظلام ومن يحيكون المكائد لبلد العقيدة ومهمة الرسالة وقلب الأمة ومركز الأرض. وفي هذه الأيام يسعدنا كثيرا أن يتزامن هذا اليوم مع المشروع الوطني للتعداد، وكأنها لحظة يحتفل بها كل بيت، ويعيد الوطن تسجيل أسماء أبنائه مرة أخرى على صورة وسام يتقلده، كما كان هو مهجة في قلوب الشعب الوفي المخلص لدينه وقيادته.
* مدير عام مجموعة البدر للخدمات الطبية. |