Sunday 26th September,200411686العددالأحد 12 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "اليوم الوطنـ74ـي"

لذكرى الرابعة والسبعون لليوم الوطني لذكرى الرابعة والسبعون لليوم الوطني
مساعد بن سعدون أبو غازي

تصادفنا هذه الأيام الذكرى الرابعة والسبعون لليوم الوطني من عمر بلادي المديد - بعون الله - في ظل مسيرة مباركة ، تحت قيادة راشدة من سلالة موحد الجزيرة العربية تحت اسم (المملكة العربية السعودية) وعاصمتها الرياض ، ورايتها الخفاقة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وشعارها النخلة دليل النماء والعطاء والسيفين دليل العدل ،
ولما كان الشيء بالشيء يذكر : فقد قرأت في كتاب بيان الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز لخير الدين الزركلي ، أن معالي الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله قال : أمرني الملك عبد العزيز يوماً أن أكتب ما يمليه عليّ فصرت أكتب ما يمليه بلغة مصححة ، ولما أكمل الإملاء ، قال لي : اقرأ ما كتبت ، فقرأته عليه ، فضحك وقال : إنني أعرف أنك متعلم ، تحسن الكتابة بالعربية الصحيحة ، ولكني أخاطب بهذه الكتابة أبناء البادية الذين يفهمونها ، فقلت : سمعاً وطاعة ، وعدّلت ما كتبت فأعجبه وأمر بصدوره.
هذه الملاحظة الذكية من الملك في أسلوب المخاطبة للناس تدل على القول المأثور : (خاطبوا الناس على قدر عقولهم ، وليس عقولكم) ثم أضاف معالي الشيخ الصبان قائلا : وصل الملك عبد العزيز يوما من جدة إلى مكة المكرمة ، ووقفت سيارته على باب القصر ، ولم تحضر له (عربة اليد) التي كان يركبها من السيارة إلى الباب ، فتحامل على نفسه ونزل من السيارة ومشى الهوينى ، وأهل جدة يمشون وراءه حتى وصل إلى باب البهو ، وكنت واقفاً بجانب طريقه ورآني مبتسماً ، فقال لي : مالك تضحك؟ فقلت : لأنني مسرور قال لماذا؟ قلت : لأني رأيت جلالتك تمشي على قدميك ، ورآك الناس وأدركوا أنك بخير - ولله الحمد - وظهر السرور على وجه الملك ، فأمسك بيدي ، وقال : اجلس عندي ، وأمر أهل جدة بأن يدخلوا ، ويتعشوا ، وجلست إلى جانبه فقال لي : إنني فكرت كيف تكون حالتي بعد ظهور عدم وجود العربة ، أيحملني الناس؟ وهذا أمر لا يليق ، أم ماذا أفعل؟ ومن ثم تحاملت على نفسي ومشيت بكلفة كما تراني ، ولكني متأثر ، أرأيت أخي القارئ الكريم هذا التحامل على النفس والقسوة عليها من هذا الفارس الكبير الذي لم يكلف شعبه على حمله مع تشرفهم بذلك ، ولم يجعل شعبه يراه في ضعف ولم يأمر بقطع رأس المسؤول عن العربة.
ويمضي الشيخ الصبان في حديث الذكريات مع جلالة الملك عبد العزيز ، - رحمه الله - قائلا : وفي ذات مرة بعد انتهاء حرب اليمن ، ناداني وقال لي : أحضروا السيارات من جدة ، وبمجرد وصول الإخوان والجيش من البحر ، انقلوهم في السيارات ولا بأس من أن يعتمروا ، وإذا أدوا العمرة فعليهم أن يذهبوا حالاً إلى بلادهم ، لئلا يكون منهم على المدن بعض ما لا يحسن ، ثم همس في أذني وقال : إذا كان معهم شيء من الأموال (الأمتعة) التي تقتضي رسوماً فأعرضوا عنه المهم سرعة ترحيلهم .. هذه الشفافية المصحوبة بالرحمة والمودة ، لا يريد جلالته أن يسيء بعض الناس لأهل المدينة ، ثم أمره بأن يسهلوا العمرة لهم ، ثم أمره بأن يغضوا النظر عن أمتعة الناس بعدم طلب الرسوم التي تشق عليهم :


لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر
يموت بموته خلق كثير

رحم الله الملك عبد العزيز وحفظ الله أبنائه الأشاوس.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved