Sunday 26th September,200411686العددالأحد 12 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

أكثر من 140 مليون شخص يعانون من مرض السكري في العالم وضبطه يعتمد على المتابعة المستمرة مع الطبيب المختص مع أهمية إجراء الفحوصات المخبرية الدورية أكثر من 140 مليون شخص يعانون من مرض السكري في العالم وضبطه يعتمد على المتابعة المستمرة مع الطبيب المختص مع أهمية إجراء الفحوصات المخبرية الدورية

ربما لا يعلم الكثير منّا أن مرض السكري هو ثالث أسباب ارتفاع الوفيات في العالم، وأنه ليس بالمرض الحديث. فقد أثبتت المراجع التاريخية أن وجوده منذ مئات أو آلاف السنين.
ومنذ ذلك الحين والعلم يبحث ويجري الدراسات لمعرفة أسباب هذا الداء. ورغم عدم معرفة أسبابه إلا أن العلم تمكن من إنتاج أنواع كثيرة من الحقن والإبر الصغيرة التي سهلت على المريض تعاطي الأنسولين وهو عبارة عن هرمون يفرزه البنكرياس (غدة كبيرة موجودة خلف المعدة).
وحول هذا الموضوع الذي يشغل بال الكثير منّا التقت الصفحة الطبية باستشاريي أمراض السكر في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي لمعرفة أعراض وتشخيص ومضاعفات هذا المرض وكيفية التعامل معه بشكل صحيح لتفادي مضاعفاته وللتعايش معه على اعتبار أنه جزء من حياتنا.
*****
السكري
* أ.د. عبدالله.. ما هو مرض السكري؟
- مرض السكري هو خلل في التمثيل الغذائي، أي في الطريقة التي تستخدم بها أجسامنا الطعام المهضوم من أجل النمو والطاقة، ومن المعروف أن الجسم يقوم بتحويل معظم الطعام الذي نتناوله إلى جلوكوز، وهو نوع السكر الموجود في الدم والذي يعتبر المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم.
فيمر الجلوكوز بعد الهضم إلى مجرى الدم، حيث تستخدمه الخلايا من أجل النمو والطاقة.
ويلزم وجود هرمون الأنسولين ليتمكن الجلوكوز من الوصول إلى داخل الخلايا. ويقوم البنكرياس تلقائياً بإفراز الكمية الملائمة من الأنسولين الذي يعمل على نقل الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم هذا بالنسبة للأشخاص العاديين، أما الأشخاص المصابون بالسكر فإن البنكرياس لا يقوم بإفراز الأنسولين مطلقاً أو يقوم بإفراز كمية أقل من اللازم أو أن الخلايا لا تستجيب بالشكل الطبيعي للأنسولين المفرز. وبالتالي يتراكم الجلوكوز في الدم ويخرج في كميات كبيرة مع البول إلى خارج الجسم وبالتالي يخسر الجسم مصدره الرئيسي للطاقة على الرغم من احتواء الدم كميات كبيرة من الجلوكوز.
أنواعه وتأثيراته
* وما هي أنواعه وتأثيراته على جهاز المناعة في الجسم؟
- هو نوعان، النوع الأول من داء السكري يحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة الذاتية، حيث تدمر كل الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، وبعض أنواع الفيروسات قد تساهم في حدوث الخلل في جهاز المناعة الذاتية، ودائما يحدث النوع الأول من مرض السكري في سن الطفولة أو المراهقة والشباب أي تحت سن 30 سنة، والسبب يكمن في قدرة البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين أو إفرازه للأنسولين بنسبة قليلة جداً قد تكون غير كافية.
في هذه الحالة يفترض أخذ حقن الأنسولين لإعادة سكر الدم إلى المستوى الطبيعي، أما النوع الثاني من مرض السكري فينتج عن عدم استجابة خلايا الجسم للأنسولين لعوامل كثيرة ولذلك فإن نظام الأدوية المستخدمة في العلاج يختلف، كما أن اختيار العلاج سوف يحدده الطبيب المعالج اعتماداً على مدى تحكم المريض بمستوى السكر بالدم.
الأطفال ومرض السكري
* وهل لك أن تحدثنا عن علاقة الوراثة في إصابة الأطفال بهذا المرض؟ - السكر لدى الأطفال يأتي نتيجة عدة عوامل منها عامل المناعة، وعامل الوراثة، فعامل المناعة يعني تكوين أجسام مضادة لخلايا بيتا الموجودة في البنكرياس وتعمل هذه الأجسام على تحطيم هذه الخلايا ومن ثم تعطل إفراز الأنسولين، مسببة بذلك مرض السكري، أما عامل الالتهابات فيكون تأثيره عندما تذهب الجرثومة المسببة للالتهابات وعادة ما يكون فيروساً عن طريق الدم إلى البنكرياس وتحطم خلايا بيتا بطريقة مباشرة، ويستدل في هذا العامل عن وجود بعض الفيروسات في بعض العينات المأخوذة من البنكرياس، ويلعب عامل الوراثة بعض الدور، حيث إن احتمال إصابة طفل بالسكر عند وجود أخ أو أخت من أبوين مصابين بالسكر لا تزيد على 10% وتكثر هذه النسبة لتصل إلى 40% عند التوأمين المتماثلين، ومن السهولة التعرف على الأطفال المصابين، وهناك نقطة مهمة وهي أننا نلاحظ أن الأطفال المصابين بالسكر قد يتبولون لا إراديا وهم نائمون، وإذا أهمل علاج ذلك فقد تظهر على الطفل أعراض الجفاف وشعور الطفل بالإرهاق الشديد والتعب، وذلك بسبب التهاب الخلايا التي أصيبت بالمجاعة لعدم دخول الجلوكوز للدهنيات الموجودة بداخلها، ونسبة لعدم كفايتها بالسكر فيشعر الطفل بالإرهاق والتعب ويفقد وزنه وقد يتسبب ذلك في العديد من المضاعفات التي قد تدخل الطفل في غيبوبة إن لم يعالج في حينه.
أعراضه لدى الأطفال
* ما هي أعراض مرض السكر لدى الأطفال؟
- التبول الكثير الذي يبدأ عند بعض الأطفال في تبول ليلي عند طفل لم تكن هذه العادة عنده من قبل، وهذا بسبب مرور كمية كبيرة من الماء إلى البول وبالتالي خروجها من الجسم بغض النظر عن حاجة الجسم من السوائل وهذا سيؤدي بالتالي إلى نوع من الجفاف في الجسم فيشعر من خلاله الطفل بالعطش الشديد فتنشأ ظاهرة شرب الماء والسوائل الكثيرة التي قد تجبر الطفل على الاستيقاظ ليلا لشرب الماء. ونقص في الوزن الذي يعتبر من أهم أعراض النوع الأول من السكر وذلك بسبب ما ينتج من حرمان الخلية من مرور السكر أو الجلوكوز الذي هو وحدة الغذاء الأساسية لإنتاج الطاقة داخل الخلية فإن الخلية تصاب بمجاعة تجبر من خلالها للبحث عن مصدر آخر للغذاء والطاقة ولا يكون أمامها إلا الدهنيات المخزنة داخلها قبل نشوء حالة الحرمان هذه، فتقوم الخلية بتكسير هذه الدهنيات، حيث ينتج عن تكسرها تقلص في حجم الخلية وتترجم ظاهرياً بنقص في الوزن. كما أن تكسير الدهنيات ينتج عنه أيضاً إفراز مواد حامضة وهي ما تدعى بالكيتون تنتشر بالدم دون أي عائق لتسبب زيادة في حموضة الدم تؤدي إلى الشعور بالقيء ومن ثم الشعور بالنوم ومن ثم الغيبوبة إن لم تعالج هذه الظاهرة في حينها، وقد يؤدي وجودها كذلك إلى إصابة الطفل بالإرهاق الشديد والتعب والصداع والدوار وما إلى ذلك من الأعراض.
تشخيصه لدى الأطفال
* كيف يتم تشخيص السكر لدى الأطفال؟
- بظهور الأعراض السابقة الذكر فإن تشخيص السكر أو تأكيده من أسهل الأمور لدى أي طبيب ممارس وذلك بفحص البول والدم لنسبة السكر. والأطفال المصابون بالنوع الأول من السكر يكون مستوى السكر مرتفعاً جداً لدرجة أن نشوء الشك في التشخيص نادر الحدوث.
آثار السكري
* د . صفية.. ما هي آثار مرض السكري على جسم الإنسان وما هي مضاعفاته؟
- مرض السكري مرض استقلابي مزمن ينتج عن اختلال في كمية وعمل الأنسولين ويشمل عدة أنواع.
النوع الأول: وينتج عن ضمور في خلايا بيتا المنتجة للبنكرياس.
والنوع الثاني: وهو الأكثر شيوعاً، حيث يمثل أكثر من 90% من أنواع السكري، وسكر الحمل، وأنواع أخرى من السكري تصاحب بعض الأمراض الوراثية والأدوية وتلف البنكرياس.
بقاء السكري في الدم مرتفعاً يؤثر على جميع الأنسجة ويؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء مثل الشبكية، والأعصاب، والكلى، والقلب، والأوعية الدموية. والسكري من الأسباب الرئيسية لفقدان البصر والفشل الكلوي وأمراض الشرايين التاجية ويؤدي إلى أكثر من نصف حالات بتر الأطراف السفلية. ومن الأمور السارة أن دراسات محكمة وكبيرة قد أثبتت أن تلك المضاعفات يمكن تجنبها بصورة كبيرة جداً إذا قام المصاب بالسيطرة على مستوى السكري في الحدود الطبيعية وإذا تم اكتشاف السكري مبكراً.
اكتشاف السكري
* وكيف يتم اكتشاف هذا المرض؟
-يمكن اكتشاف السكري بإجراء فحص السكري في الدم إما بعد 8 ساعات صوم أو سكر عشوائي. ولكن للأسف أكثر من 50% من مرضى السكري لم تكن لديهم معرفة بإصابتهم ولهذا وضعت معايير لمن يجب أن يجري فحص السكر في الدم وهذه المعايير هي:
كل شخص فوق الـ 45عاماً، كل شخص لديه تاريخ عائلي بالسكر (أقارب من الدرجة الأولى)، كل شخص يعاني من السمنة، وجود تاريخ لسكر الحمل لدى السيدات، الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم، الأشخاص المصابون بارتفاع الكوليسترول، الأشخاص من أعراق لديهم نسبة مرتفعة بالإصابة.
مضاعفات ارتفاع السكر
* د. باتريس.. ما هي المضاعفات التي قد تنتج عن ارتفاع مستوى السكر في الدم؟
-ارتفاع مستوى السكر في الدم يؤدي للعديد من المضاعفات وزيادة الإصابة بالالتهابات المختلفة على سبيل المثال: التهابات اللثة والفم العين والمسالك البولية والعدوى بالفطريات وكذلك قرحة بالساق والقدم، كما أن ارتفاع مستوى السكر في الدم سوف يؤخر من التئام الجروح، حيث إن مستوى مقبولاً للسكر في الدم مهم لعملية الالتئام، وكلما زادت المدة التي يكون فيها سكر الدم مرتفعا زادت المدة التي يحتاجها الجرح للالتئام وذلك لأن كمية السكر الزائدة في الدم تعطي الجراثيم الطاقة لكي تعيش وتنمو، إضافة إلى ذلك أن ارتفاع مستوى السكر في الدم سوف يزيد من مضاعفات المرض على المدى الطويل حيث إن ارتفاع السكر يؤدي إلى تصلب الشرايين وانسدادها وتقليل وصول الدم إلى الأعضاء المهمة كالعين والكلى والقلب وأطراف الأقدام.
كما أنه يتلف الأوعية الدموية الصغيرة والأعصاب ومنع حدوث ذلك مهم جداً، لأن أي تلف لأي عضو لا يمكن إصلاحه وهناك أعراض لارتفاع السكر في الدم مثل: الشعور بالتعب، تكرار التبول مع العطش، زوغان البصر، الشعور بنمنمة أو وخز في أصابع القدمين واليدين، بطء التئام الجروح، تقلصات في العضلات.
علامات هبوط السكر
* متى تعتبر نسبة السكر في الدم منخفضة؟
- يعد السكر منخفضاً عندما تكون نسبته في الدم أقل من 70 ملغم - ديسيليتر مع ظهور بعض الأعراض أو غيابها، أما علامات هبوطه فهناك علامات أولية مثل: الرجفة، تصبب العرق من الجسم، تسارع نبضات القلب، قلة التركيز، الجوع الشديد، العصبية وتصرفات غريبة غير مألوفة، يجب أخذ هذه العلامات بجدية كبيرة وعدم إهمالها لأن استمرار انخفاض نسبة السكر في الدم من الممكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض أكثر خطورة مثل: تشنجات عصبية، فقدان الوعي، فإذا كان هناك أدنى شك من أن ظهور أحد تلك الأعراض هو ناتج عن نقص السكر في الدم فلا بد من فحص نسبة السكر في الدم أثناء ظهور الأعراض وعدم التردد في أخذ القليل من السكر المذاب بالماء أو أي طعام أو عصير محلى. أما إذا كانت أعراض السكر الحادة في الدم يجب مراجعة الطبيب فوراً. كما أن إجراء الفحوصات الطبية مهمة في الكشف عن مستوى السكر وبذلك يكون المريض قد طمأن على حالته الصحية.
التعايش مع السكري
* د. منذر.. كيف يمكننا التحكم في مرض السكري مدى الحياة؟
- مرض السكر يفترض أن ننظر إليه ونتعامل معه كجزء من الحياة الطبيعية، والتعامل معه بطريقة علمية، لأن المصابين الذين يلتزمون بتعليمات أطبائهم بإمكانهم التقليل من مشاكل هذا المرض والتعايش معه بسلام، ويجب على مرضى السكري القيام بمسئولية العناية اليومية بأنفسهم وأن يلتزموا بطريقة مثلى حتى يتجنبوا مضاعفاته، ولا يقتصر دور الطبيب في وصف العلاج فقط، وإنما دوره أن يختار له الاختيار الصحيح بقدر المستطاع. وأن يصف له الوصفات الطبية بتركيز بغض النظر عن اختلاف الأعمار أو تحديد النوع سواء كان ذكراً أو أنثى، وهناك مسألة مهمة وهي وجوب التزام وتحكم المريض بتعليمات الطبيب.
فهناك أشخاص يعانون من هذا المرض سنين عديدة وليس لديهم أي مضاعفات من هذا المرض، وهناك أشخاص آخرون أصابهم المرض منذ فترة قريبة ولكنهم يعانون منها ويرجع ذلك إلى عدم الحماس للعلاج وأهم شيء هو تصحيح المعلومات للمرضى وإرشادهم للعلاج بالطريقة المثلى وهذه في حد ذاتها تعد من مسئولية الاستشاري فعليه توسيع آفاق المريض عن مرضه وعن كيفية الحد منه ومن ناحية تناول العلاج والطعام المناسب والمفيد له، ليتعرف على المرض وخطورته إذا أهمله وأهمية المحافظة على تعليمات الطبيب التي توفر على المريض قصر مشواره مع المرض وتجعله في بر الأمان.
فوائد التحكم
* ما هي فوائد التحكم بمرض السكري؟
- هناك فوائد عديدة للتحكم في مرض السكري، فالحفاظ على نسبة السكر في الدم (الجلوكوز) في النطاق الطبيعي، يحدث فرقاً كبيراً على المدى القريب والمدى البعيد. فعلى المدى القريب سيشعر مريض السكر بأنه بحالة أفضل، ويبقى يتمتع بصحة جيدة، ويتمتع بالمزيد من الحيوية، إضافة إلى أنه يمنع حدوث علامات وأعراض ارتفاع السكر في الدم. أما على المدى البعيد فالمريض يقلل من احتمالات حدوث المشكلات الناجمة عن مرض السكري مثل أمراض العيون والكلى وتلف الأعصاب وبالتالي يستمتع المريض بحياة أفضل.
أهمية إجراء التحاليل
* وما هي التحاليل التي يجب إجراؤها لاكتشاف الإصابة بالسكري؟
- الأشخاص الذين يجب فحصهم دورياً لتقصي (تشخيص) مرض السكري وإن كانوا لا يشتكون من أعراض هم:
الأشخاص فوق سن 45 سنة وإذا كان التحليل طبيعياً يُعاد كل 3 سنوات، الأشخاص الأصغر سناً (المصابون بالسمنة) الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بمرض السكري، النساء اللواتي يلدن أطفالاً بوزن أكثر من 4 كيلوغرامات، الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون في الدم، أما التحاليل فهناك تحاليل يجب عملها عند التشخيص (أول زيارة للطبيب) وتكون بعد الفحص السريري والذي يشمل البحث عن أية مضاعفات للسكري موجودة عند التشخيص, وقياس ضغط الدم والنبض والوزن والطول وفحص الغدة الدرقية أسفل الرقبة وفحص القدمين ومستوى النمو عند الأطفال, يُنصح بإجراء فحص مستوى السكر في الدم صائماً، فحص الهيموجلوبين السكري وهو هيموجلوبين متحد مع السكر وموجود في كريات الدم الحمراء ولأن حياة الكرية الحمراء يصل إلى 120 يوماً , إذن قياس الهيموجلوبين السكري يعطينا فكرة عن مدى فاعلية العلاج والسيطرة على السكر في الدم في الثلاثة شهور الماضية، فحص الكوليسترول Cholesterol في الدم، فحص وظائف الكلى مستوى الكرياتينين Creatinine، فحص تحليل البول مع الزراعة عند وجود دلائل على وجود التهاب، تحليل بول للبحث عن الألبيومين المجهري Urine Microalbumin, وهو بروتين صغير الحجم لا يظهر في تحليل البول العادي, ووجوده يدل على وجود اعتلال الكلى السكري (بدايته)، رسم (تخطيط) للقلب ECG وخصوصا لكبار السن أو وجود أعراض مرض للقلب، قياس مستوى الهرمون المُحفز للغدة الدرقية Thyroid Stimulating Hormone (TSH) للسكري النوع الأول، فحص قاع العين Fundoscopy، وفي كل زيارة للطبيب, يُقاس مستوى السكر في الدم والوزن وضغط الدم وتقصي أي أعراض يشتكي منها المريض وضبط جرع الدواء حسب الحالة ومناقشة أي تساؤلات عند المريض والتغذية والرد على أسئلة المعتنين بالمريض إذا كان كبير السن أو صغيراً.
التحاليل المخبرية
* هل هناك تحاليل دورية يجب إجراؤها للوقاية من هذا المرض أو تجنب مضاعفاته؟
- نعم فهناك تحاليل يجب أن يخضع لها المصاب بداء السكري ويجب عملها دورياً كل 6 شهور أو أكثر أو أقل حسب الحالة، وهذه التحاليل مثل: الهيموجلوبين السكري HBA 1C Glycosylated Haemoglobin، الدهون Triglycerides, والكوليسترول Cholesterol في الدم، وظائف الكلى, مستوى الكرياتينين Creatinine، زراعة للبول، تحليل بول للبحث عن الألبيومين المجهري Urine Microalbumin، رسم (تخطيط) للقلب ECG وخصوصاً لكبار السن أو وجود أعراض مرض للقلب، وظائف الغدة الدرقية Thyroid Function test TFT، فحص قاع العين Fundoscopy، فحص القدمين Foot Examination ومنها فحص الدورة الدموية والأعصاب الطرفية.
عواقب الجروح
* د. محمد.. ما هي أسباب تعرض مرضى السكري لبتر أعضائهم؟
- من أهم أسباب تعرض مرضى السكري لبتر أعضائهم بسبب تعرضها لجروح أو إصابات تطورت والتهبت بسبب أن مريض السكري وخصوصاً الذين لا يعتنون بعلاج السكر يفقدون الإحساس الطبيعي في القدم لأن هذا الجزء من الجسم كثيراً ما يتعرض لإصابات، فالمصابون بالسكر فقد يتعرضون لإصابات دون أن يتنبهوا لهذه الإصابة لعدم إحساسهم بها، لأنهم لا يعتنون بعلاجها ولهذا يصابون بقصور في الدورة الدموية الطرفية في القدم وبذلك يصبح الجرح البسيط غير قابل للشفاء وهذا هو أساس مشكلة تطور الإصابات في القدم ومن ثم حدوث مضاعفات والتهابات انتانية غرغرينا قد تتطور ويصبح البتر حتمياً وذلك لموت الجزء الطرفي تماما.
إشارات الإنذار
* هل هناك إشارات لتلف القدم وحتمية تعرضه للبتر ومن هم الأكثر عرضة للبتر وهل هناك سن معينة لذلك؟
- أكثر من يكونون معرضين لذلك هم كبار السن أو الذين أهملوا علاج السكر ويكونون بكل أسف ممن يبلغون حوالي الأربعين من العمر فما فوق، والمرحلة الأولى من المرض غالباً ما تكون عندما يحس المريض بالتنميل في القدم أو عندما تصبح الأظافر في أصابع القدم سميكة، أو ظهور تقرحات سطحية، وهذه تعتبر إشارات الإنذار لمرض السكري، كما أن هناك العديد من الآثار النفسية المترتبة جراء عملية البتر، حيث إن البتر عملية جراحية يكرهها ليس المريض ومن يهمهم أمره فحسب بل وحتى الطبيب أيضاً ولكن في هذه الحالة يجب على الطبيب عمل هذه العملية لتخليص المريض من هذا الجزء التالف وخصوصا إذا كانت الغرغرينا من نوع (الغرغرينا الغازية)، فبهذه الحالة يجب على الطبيب الإسراع بالجراحة وذلك منعاً لانتشار المرض إلى باقي الجسم.
بعد البتر
* يصاب المريض بعد عملية البتر بحالة نفسية، فكيف له التغلب على تلك المرحلة؟
- غالبا ما تنشأ عن عملية البتر آثار نفسية قاسية على المريض تتفاوت حسب تركيبته النفسية وتزيد هذه الآثار كلما زاد الجزء المبتور من جسمه، ويمكن لذوي المريض الذي تعرض لعملية البتر أن يساعدوه ويقفوا إلى جانبه في هذه الظروف ويخففوا من مصابه ويذكروه بالله وما أعد للصابرين وعليهم بالمبادرة بتفصيل طرف صناعي بديل عمّا فقده ليقوم ببعض مهام الجزء المبتور ويساعدوه في التأقلم مع هذا المرافق الجديد، وإذا كان الجزء المصاب بالقدم فيمكنهم بعد تعويضه بالطرف الصناعي تعويده على كيفية المشي والجلوس والحركة، كما أن للطبيب المعالج أكبر الأثر في التخفيف على مريضه ويحبذ أن يذكر له بعض العمليات التي أجراها وهي أكبر من هذه حتى يقتنع المريض بما كتب الله له وليحمده على باقي نعمه المتعددة، وبذلك يكون الطبيب خفف عن مريضه جزءاً كبيراً مما قد يتعرض له من آثار نفسية، ومما لا شك فيه فإن أغلب من يفقدون جزءاً من القدم أو الساق هم من كبار السن، وعلى الإعلام أن يستنفر كافة جهوده للتحذير من هذا المرض الفتاك، حيث إن أعداد المصابين به في المملكة العربية السعودية في ازدياد كبير وهذا يستدعي تكاتف الجهود الطبية والإعلامية والتثقيفية للتعريف بهذا المرض واتخاذ السبل الكفيلة بإذن الله للحد منه، حيث إن إهمال علاجه قد يؤدي لا سمح الله إلى مضاعفات الغرغرينا بالقدم عند غالبية المرضى ممن هم في سن مبكرة والتي لا ينفع معها في هذه الحالة إلا البتر.
التشخيص المخبري
* د. عماد.. كيف يتم تشخيص مرض السكري مخبرياً عند ملاحظة ارتفاعه بالدم؟
- مخبرياً يمكن أن يتم تشخيص مرض السكري عند ارتفاع نسبة السكر في الدم (غالباً صائم) وذلك بعمل عدة تحاليل متباعدة الفترات، ويؤكد التشخيص ارتفاع نسبته بشكل دائم وظهور عوامل أخرى مثل التبول المتكرر (دليل وجود السكر بالبول). والنسبة الطبيعية لسكر الدم (صائم) بشكل عام هي أقل من 110 mg/dl أو 6.11 mmol/L واستمرار ارتفاعه (أكثر من 130_ 140 ملغ/دل) تؤكد وجود المرض. ولا بد من عمل نسبة السكر بعد الطعام بساعتين.
الكشف المبكر
* هل هناك فحوص تساعد على الكشف المبكر لإمكانية الإصابة بمرض السكر؟
- هناك فحوصات مخبرية تساعدنا على الكشف عن إمكانية حدوث مرض السكر عند شخص ما، وأهم هذه الفحوصات فحص تحمل السكر الذي يمكن أن يتم عند عامة الأشخاص وبشكل خاص عند النساء الحوامل حيث يعطى المراجع جرعة عالية من السكر ويتم تحديد نسبة السكر في الدم صائم ثم بعد كل نصف ساعة لساعتين أو لثلاث ساعات، ويتم مقارنة النتائج مع خط بياني لقيم طبيعية.
ظهور نسب مرتفعة من السكر في الدم بعد هذه الجرعة يكون مؤشراً مهماً لإمكانية إصابة هذا الشخص بمرض السكر، والتنبيه مهم لأخذ الحيطة وعمل الحمية اللازمة بعدم الإفراط من تناول السكريات والنشويات والمأكولات الدسمة. وهناك فحص الدم بعد أخذ جرعة غلوكوز(50غ) ثم يتم عمل فحص السكر بعد ساعتين تماماً، فإذا لم يتم تراجع نسبة السكر في الدم إلى الحد الطبيعي بعد ساعتين، فالشخص أيضا معرض للسكري.
أحياناً عند عمل فحص بول عادي يمكن أن يظهر وجود السكر في البول، دليل ارتفاعه بالدم (ويترافق ذلك مع تبول متكرر). وهناك فحوص أكثر تعقيداً تثبت وجود عامل جيني للإصابة بمرض السكر مثل فحص النمط النسيجي أو ما يسمى ب HLA حيث وجود بعض المكونات تكون مهيئة للإصابة بمرض السكر وخاصة من النمط الثاني.
ويتم أيضاً البحث عن سبب مناعي لحدوث مرض السكر (نمط 2) وذلك بالبحث عن وجود مضادات الخلايا بيتا (Anti Islet Abs)، حيث إن وجود هذه الأضداد تثبط إفراز خلايا البنكرياس للأنسولين.
مراقبة السكر
* ما هي التحاليل المخبرية لمراقبة مرض السكري؟
- لا شك أن التحليل الدوري للسكر صائم هو الأساس لعمل هذه المراقبة. ويتم أيضا عمل تحليل خضاب الدم السكري(HBA1C) الذي يعطي فكرة عن ثبات نسبة السكر خلال الثلاث أشهر السابقة للتحليل. وهناك أيضاً تحليل الفركتوز أمين (Fructosamine) لتقييم نسبة السكر خلال الأسبوعين السابقين. وهذا التحليل يمكن أن يكون مفيداً عند النساء الحوامل. إضافة إلى ذلك يمكن عمل تحليل الأنسولين لمراقبة نسبة إفرازه من البنكرياس.
* أ. د. عبد الله.. يثار دائما في الصحف والمجلات أمور جديدة في علاج السكر مثل مضخة الأنسولين وزراعة خلايا البنكرياس، ولكن لا نجد تطبيقها على كل مريض...ماذا؟
- هذا سؤال جيد وبداية أحب أن أقول أن في كثير من الأحيان يكتب جانب من الموضوع وتغفل جوانب عديدة تهم المريض وعائلته ولعل في ما يلي ملخص لما هو معروف عن هذه العلاجات: مضخة الأنسولين ليست جديدة ولكن النوع الموجود الآن خضع للكثير من التعديلات التقنية ومما يجدر ذكره بأن المضخة ليست بنكرياساً، فهي لا تقيس السكر وعلى غراره تعطي الأنسولين، وإنما تبرمج لإعطاء الأنسولين حسب الحاجة في لحظتها، ومن يقوم ببرمجتها هو المريض.
فبالرغم من أن المضخة تساهم في تحسن مستوى السكر إلا أنها تحتاج إلى الخضوع إلى شروط ومعلومات لم أرها تكتب عندما يثار الموضوع فمثلاً لا بد من تغيير الأنبوبة تحت الجلد كل ثلاثة أيام عن طريق وخزة ولا بد من خضوع المريض إلى تحليلات للسكر بالدم عن طريق الوخز بعدد لا يقل عن 4-6 مرات يومياً ولا تخلو المضخة من مضاعفات مثل الانخفاض والارتفاع والحموضة والتهاب الجلد.
ولعل من أهم العناصر التي يجب توفرها في استخدام المضخة هو جدية المريض والعائلة وتوفر نظام حياة دقيق جداً ومن أهم العناصر أيضاً هو توفر مركز صحي يستطيع الاستجابة لمعالجة المريض على مدى أل 24 ساعة.
أما زراعة خلايا البنكرياس لا تزال في طور التجربة ولكن النتائج الأولية لها مبشرة (40-80% نجاح) ولكن تطبيقها يأتي في مراكز عالمية محدودة وعلى سبيل التجربة حيث تستوجب أخذ هذه الخلايا من مريضين على الأقل متوفيين دماغياً إلى مريض واحد ولا تجرى الآن إلا بإقرار من المريض أن يتبرع بجسمه للتجارب العلمية وعادة ما يقبل المريض البالغ فقط.
الأطباء المشاركون:
* أ.د. عبد الله الحربش أستاذ طب الأطفال - جامعة الملك سعود واستشاري طب الأطفال (غدد وسكر أطفال) بالمركز.
* د. باتريس هانروت استشاري أمراض السكر والغدد بالمركز.
* د. صفية شربيني استشارية أمراض السكر والغدد الصماء بالمركز.
* د. منذر المؤمني استشاري أمراض السكر والغدد بالمركز.
* د. محمد النعمي استشاري جراحة عامة وجراحة المناظير بالمركز كلية الطب - مستشفى الملك خالد الجامعي.
* د. عماد حكواتي مدير المختبر بالمركز.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved