** دائما ما نقرأ أو نسمع عن صدور قرار يقضي بتشكيل (لجنة) ما.. وأيا كانت الجهة المصدرة لمثل هذا القرار.. وهذه اللجنة التي تم تشكيلها.. ومن هو رئيسها وأعضاؤها.. ولأي هدف شكلت هذه اللجنة وما هو مجال عملها.. بغض النظر عن كل هذا.. ما هو مفهوم (اللجان) ..؟! وما هي الأهداف والحالات التي من أجلها يستوجب على (صاحب القرار) أن يصدره لتشكيل (لجنة) ..؟!
** يعرف رجال الإدارة (اللجنة) بأنها: (مجموعة من الأشخاص الذين يقومون بدور متكامل لتأدية مهمة معينة لمنظمة ما) .. وهناك أربعة أهداف تستخدم اللجان من أجل تحقيقها.. أو تحقيق بعض منها.. وهذه الأهداف باختصار: توفير المعلومات لمتخذ القرار - تقديم المقترحات والحلول لمشكلات معينة - إيجاد طرق تنسيق واتصال فعالة - تقديم التوصيات بإجراءات أو قرارات معينة..
** أعتقد بأننا - وفي مجال الرياضة على وجه الخصوص - قد تجاوزنا جميع دول العالم من حيث عدد (اللجان) التي تم ويتم تشكيلها.. سواء داخل أروقة اتحاداتنا الرياضية.. أو داخل أنديتنا بشتى ألعابها ونشاطاتها.. حتى تكاد جميع قراراتنا لا يتم اتخاذها إلا عندما تمر بلجنة أو أكثر.. بعضها يفرضه الاختصاص والعلاقة.. والبعض الآخر تفرضه عبارة (بناء على توصيات اللجنة.. الموقرة) .. حتى تكون افتتاحية (براقة) لصيغة القرار..!
** الطريف في طبيعة (اللجان) لدينا.. أنها جميعها تبقى (لجانا دائمة) في الغالب.. بحكم أن اللجان نوعان: (دائمة- مؤقتة) ..!! والدائمة يتم تشكيلها للقيام بمسؤوليات مستمرة مثل لجان (التخطيط والتمويل.. وغيرهما) .. عكس (المؤقتة) التي تقوم بمسؤوليات محدد من حيث (طبيعتها ومدتها) .. لظروف غير متكررة.. كدراسة موقف أو قضية معينة.. والترتيب لإحدى المناسبات.. فإن كانت لجاننا للتخطيط والتمويل مثلا.. فيحق لنا أن نعرف ما نتائج تخطيطها.. وما هي مصادر التمويل التي قدمتها.. ناهيك عن (عدد الأعضاء) في اللجان لدينا.. إذا علمنا أن أعضاء اللجان الفعال (إداريا) (الدائمة من 5-9) .. والمؤقتة (من 2-3) ..!!
** (لجنة الكشف عن المنشطات) .. من أحدث اللجان الرياضية التي تم تشكيلها لدينا مؤخراً.. ومن اسم اللجنة.. يتضح للقارئ العادي بأن مهمة هذه اللجنة (توفير المعلومات) و (التوصية بإجراءات معينة) لمتخذ القرار.. وعلى ضوء ذلك يتم اتخاذ القرارات الكفيلة بالقضاء على (داء المنشطات) والعمل لأجل القضاء على هذا الخطر المحيط بالرياضيين من شباب هذا الوطن.. وبالتالي (وعي احترافي) عالٍ يرتقي بالمستوى الفني.. إلى درجة تجعلنا قادرين على المنافسة.. وتحقيق الإنجازات لمنتخباتنا.. وأنديتنا..!!
** ولكن الغريب - بل المدهش - أن تقوم الجهة التي قررت تشكيل هذه اللجنة وحددت مهامها.. وأهدافها.. بتجاهل كل ذلك.. وتحدد مهمة اللجنة ب (الدور التوعوي) بأخطار وأضرار المنشطات..!! وهنا.. تتبادر إلى أذهاننا الكثير من التساؤلات التي ستبقى كما هي.. مجرد استفهامات عالقة في أذهاننا.
** أحد تلك الاستفهامات.. وأكثرها (تأسفا) على أوضاعنا.. قبل تشكيل (لجنة الكشف عن المنشطات) .
- هل تم إعداد (البرامج التوعوية) .. وعمل المحاضرات التي من شأنها أن توضح أضرار ومخاطر هذا الداء للشباب الرياضي..؟! سواء في الأندية الرياضية.. أو الجامعات.. أو التظاهرات الشبابية..
.. فإذا كانت الإجابة (بنعم) .. فماذا ستضيف (اللجنة بدورها التوعوي) إلى تلك البرامج..؟ ولماذا هذه الازدواجية.. والتكرار في الأدوار؟!.. وإذا كانت (بلا) .. فتنبيه وتوعية الأطراف الأخرى ضرورة تتخذ قبل الشروع في إعداد (صيغة القرار) القاضي بتشكيل اللجنة.. ثم ما هو المانع من (التوعية) و (إجراء الكشوفات) من قبل نفس اللجنة.. وفي نفس الوقت..؟!
** وغير (لجنة الكشف عن المنشطات) .. الكثير من اللجان (عديمة الفاعلية) .. والكثير الكثير من (الازدواجية) والتكرار في الأدوار بين لجنة.. ولجنة أخرى أو أكثر..
بصراحة.. نحتاج إلى إعادة النظر في جميع لجاننا القائمة.. وإنهاء ما ارتبط تشكيلها بفترات أو مواقف وأحداث معينة وانتهت.. و (دراسة جدوى) بقاء بعضها قائماً.. وماذا قدم البعض الآخر..؟! وما هي إنجازاته.. وإلى أين وصل فيما تم تشكيله من أجله..؟!
فمعرفة (متى يجب- لا يجب تشكيل لجنة..؟) و (كتابة لائحة تحدد وظيفة اللجنة) .. من أهم أساسيات تشكيل اللجان.. وإلا ستكون (اللجنة) مجرد تنظيم يشكل عبئا على الهيكل التنظيمي للاتحاد أو النادي بدون فائدة ولا مردود إيجابي لبقائها..!! وقد تكون هناك بعض النواحي والمسائل الرياضية تعاني من مشاكل.. أو أوضاع تحتاج إلى تشكيل (لجان) لتقويمها.. وتقديم المعلومات الكفيلة بتصحيحها..!!
وللهلال لجانه..!
** في عهد الإدارة الهلالية السابقة تم تشكيل (لجنة فنية رباعية) وجاء خبر تشكيلها في أغلب الصحف محددا مهامها بالصيغة: (تقييم أداء اللاعبين السعوديين الذين ترغب فرق كرة القدم المختلفة في النادي في الحصول على خدماتهم من أندية أخرى، وكذلك اللاعبين الأجانب بالنسبة للفريق الأول، والنظر في مدى تماشي امكانات هؤلاء اللاعبين الفنية مع احتياجات النادي الحالية والمستقبلية) ..!!
** وقامت الإدارة الهلالية الحالية بتشكيل (لجنة فنية رباعية) أيضاً.. ذكرت الصحف بأن: (تتولى هذه اللجنة عمل تقارير عن لاعبي فريق كرة القدم الأول وستعتمد أسماء المثبتين والمنسقين من اللاعبين عبر الاستشارات الفنية التي سيتحصل عليها وستكون القرارات التي تصدر عن طريق هذه اللجنة بالتصويت، وقد اعتمد سمو رئيس النادي الأمير محمد بن فيصل بن سعود أعضاء اللجنة التي ستقدم استشاراتها الفنية وقراراتها لسموه) ..!!
** بالنظر إلى (اللجنتين الرباعيتين) .. نجد أن إدارتي الهلال قد وقعتا في خطأ مشترك.. وهو (عدد أعضاء اللجنة) .. فمن المعروف إدارياً أن العدد الفردي في أعضاء اللجنة يتيح وجود أغلبية للأعضاء عند التصويت على قرارات لا تتطلب الإجماع..!!
** في اللجنة السابقة.. ومن (صيغة تحديد المهام) نجد أن تقييم اللاعبين من خارج النادي.. لا يشترط معرفة (حاجة) الفريق مسبقاً.. بل يتم تقييم اللاعب على أساس (هل يحتاجه الفريق..؟) حتى ولو كانت (الحاجة مستقبلية) .. (ولا أعلم طريقة لمعرفة الحاجة المستقبلية لفريق كرة القدم..!!) ..
** أما في اللجنة الحالية.. حددت المهام بمعرفة الأسماء التي تستحق البقاء.. والأخرى التي يجب تنسيقها.. دون البحث عن (بديل) في المراكز التي تتضح (حاجتها) بعد عملية الفرز.. على افتراض حدوثها..!!
** وربما كانت هذه الأخطاء (الإدارية) في إعداد صيغة القرارات.. من حيث عدد أعضاء اللجنة.. وعم الدقة في تحديد المهام.. سببا في فشل (اللجنة السابقة) .. وعدم تقديمها لنتائج وتوصيات من شأنها خدمة الفريق.. وستكون سببا في عدم تحقيق النجاح من قبل (اللجنة الحالية) .. مع كامل تقديري وثقتي في الأسماء التي ضمتها تلك اللجان وقدرتها على صنع النجاح.. ولكن قد يكون (أبسط الإجراءات) سببا في فشل العمل الإداري بأكمله..!!
** من مساوئ أعمال (اللجان) .. امكانية سيطرة (عضو) .. أو أقلية على أعمالها.. كذلك فترة اتخاذ القرارات قد تطول.. ولا يكفي اجتماع واحد للبت في بعض المسائل.. أيضا صعوبة إلقاء المسؤولية على مجموعة أشخاص.
..وإلى القاء
| 
"الريـاضيـة"