Sunday 26th September,200411686العددالأحد 12 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

بل مسكينة الأندية الأدبية! بل مسكينة الأندية الأدبية!

*عبد الفتاح أبو مدين:
تعقيباً على مقال الدكتور حسن بن فهد الهويمل المنشور في صحيفة الجزيرة العدد 11660 في 15 رجب 1425ه بعنوان:(مساكين أهل الأندية الأدبية) أقول: لقد أصاب الدكتور في قوله:(تبين لي أن المتصدين ل(الأندية الأدبية) بعنف وتعميم ممن لم يكونوا حاضري المشهد الأدبي، وحتى لو أعطوا مفاتيحها، وتلقوا راياتها، وخلا لهم الجو، فإنهم لن يبيضوا، ولن يصفروا، ولست أدري لماذا يكال هذا الذم للأندية الأدبية ولمن هم قائمون عليها من علماء وأدباء ومفكرين، وما لهم من ذنبٍ إلا أنهم حُمِّلوا الأمانة فحملوها على وجهها، ولو قيل لهم تخلوا عنها لتولوا وهم يجمحون.. ويضيف: وليست الأندية الأدبية وحدها التي تعاني من حملات التأنيب والتأليب، فكل من لاقيت يشكو من الكتبة المبتدئين والكتّاب المتحاملين.. ويضيف في موضع آخر: والراصدون للتصديات والتحديات يسوؤهم ما يمارسه بعض الكتبة من تجريح ذاتي متعمد ظاهره الحرص على المصلحة العامة، وباطنه خلاف شخصي لا يجوز نقله إلى الصحافة).. مما نقلته هنا يتبين لنا عدم دقة العنوان الذي هو (مساكين أهل الأندية الأدبية)!!.
لأنه يبدو لي أن المشكلة في:
* ممارسة النقد لذات النقد.
* وفي حب التغيير لذات التغيير.
* وفي تمثل العبارة المأثورة (خالف تُعرف)!!.
يظهر لي أن المستهدف الأندية الأدبية التي أشكو - وأنا أحد حملة الأقلام ورواد ساحة الأدب وورَّاد حوضه - أشكو من جفاء القائمين عليها، وعدم احتفائهم بي على الوجه الذي أراه لغيري من أبنائي في السن وطلابي في العلم.
ومع ذلك فإنَّ موقف بعض القائمين على الأندية الأدبية مني لن يدفعني لبخسهم حقهم ونكران عطائهم لبلادنا ومناطقها التي تتوزع فيها الأندية الأدبية لأن الأمر من الوضوح بحيث لا يخفى على ذي بصيرة.
إنَّ كل عاقلٍ لا يعارض التجديد والتطوير ومعالجة الأخطاء والقصور، ولكن ينبغي أن يصاحب ذلك أو يسبقه اعتراف بفضل أهل الفضل، وان يقال للمحسن أحسنت كما يقال للمسيء أسأت.
وإنه لأمر مثير للدهشة والاستغراب أن نجد نكراناً لجهود العاملين على مدى أربعين سنة أو قريباً من ذلك.. كما نجد تجاهلاً لإنتاج ضخم من المطبوعات التي أصدرتها الأندية الأدبية ومنها:
1- دارين التي يصدرها نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وصدر منها ثلاثة عشر عدداً.
2- بيادر التي يصدرها نادي أبها الأدبي وصدر منها أكثر من خمسة وعشرين عدداً. كما أصدر النادي أكثر من 87 كتاباً وديواناً آخر.
3- قوافل التي يصدرها النادي الأدبي بالرياض، وصدر منها حوالي عشرين عدداً.
هذا عدا المجلات الشهرية ومنها: الأدبية لنادي الرياض، والبلد الأمين لنادي مكة وغيرها.
وقد كَتَبَ في تلك المجلات والملفات الأدبية نخبة كبيرة من الأدباء والمثقفين في المملكة العربية السعودية ذكوراً وإناثاً.
ويزداد العجب وحينما نرى أن من يعيب الأندية والعاملين فيها بعض من كتبوا في مطبوعاتها، وعرفوا ظروفها ومعاناتها.. فهل ما فعلوه يليق بمن يحفظ المعروف ويتحلى بشيم العرب وآدابهم.
ولقد وجدت أخيراً درجة عالية من الجرأة في الطرح، والتعميم في الحكم، والشطط الظاهر في تقدير الأحوال والأقوال.. ومن ذلك ما قرأته في جريدة الجزيرة: يوم الاثنين 6 شعبان 1425هـ العدد رقم 11680 يقول الكاتب:(والأستاذ أبومدين رئيس نادي جدة الأدبي الذي ينفرد بالنجاح من بين كافة الأندية الأدبية بالمملكة بلا استثناء، ما عدا نجاحات جزئية لعدد يسير منها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة).
والسؤال الذي يكرره كل من قرأ هذا الرأي هو: ما مدى صحة هذه النظرة؟
وما هو النجاح المقصود الذي حققه الأستاذ أبومدين ولم ينله غيره، أوليس هذا هو الخطأ بعينه حينما ننسى جهود الآخرين ونلغي انتاجهم ونعطي لأنفسنا الحق المطلق في تزكية فرد من مجموعة.. إن كل نادٍ أدبي قد خدم المنطقة التي هو فيها بقدرٍ كبيرٍ يصعب على البعيدين عنه تصوره، وكل رئيس قدم لناديه خدمات ليس من الضروري أن يراها حملة الأقلام الصحفية جميعهم.
ولكنّ الكمال المطلق لله تعالى، والمعصوم هو الرسول صلى الله عليه وسلم، والخطأ في جانب من البرامج لا يعني الفشل الكامل.. والنجاح في جانب لدى نادي جدة مثلاً لا يعني تفوقه في كل شيء وكذلك العكس؛ فإن لدى بعض الأندية الأدبية تفوق في جوانب لم تتحقق لنادي جدة الأدبي.
(أهل الأندية الأدبية) ليسوا مساكين، ولكن الأندية هي المسكينة لأن بعض كتابنا الأفاضل يطلبون منها مالا تستطيع، ويودون من رئاساتها مالا يمكن؛ وهل يمكن في أي زمان أو مكان أن يرضى الناس كلّهم عن كل شيء؟!! أمرٌ مستحيلٌ، والنجاح يا أحبتنا نسبي.. ولن يحقق النجاح المطلق تغيير شخص أو أشخاص وقديماً قال شاعرنا العربي:


ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كُلُّها
كفى المرء نُبلاً أن تُعَدَّ معايبه

وتحية من الأعماق لكل ناقد منصف، ولكل مواطن مخلص، ولكل أديب يقوده عقله أكثر من عاطفته، ويعمل لغده أكثر من انشغاله بيومه، وتحية لجريدة الجزيرة على عنايتها بكل ما يهم القارئ وحفاوتها بكل مشاركة من القراء والكتّاب..
عبدالعزيز بن صالح العسكر


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved