Sunday 26th September,200411686العددالأحد 12 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

كيان وبناء كيان وبناء
أحمد بن عبد الرحمن المنصور الزامل*

عباقرة التاريخ الذين سطَّروا سيرهم بمداد من الذهب، لتصبح أعمالهم خالدة في التاريخ، وذكراهم باقية في كل الأزمان والأجيال، والتاريخ البشري يسجل بكل فخر رجلاً وحَّد هذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - صقر الجزيرة العربية وبانيها، الذي استطاع بتوفيق الله وبقوة إيمانه، وبعزيمة الرجال الأبطال أن يجمع شتات القبائل المتحاربة المتناحرة في وحدة متماسكة قوية، تعيش في أمن وأمان وسلام، وفي وطن واحد.. حيث استطاع الملك عبد العزيز - رحمه الله - أن يرسي ملكاً يقوم على أساس كلمة التوحيد الخالصة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ويرفع كلمة التوحيد عالية خفاقة.
ونحن في المملكة العربية السعودية نعيش ذكرى اليوم الوطني الذي يصادف اليوم الخميس التاسع من شعبان هذه الذكرى الـ(74) التاريخية التي نتذكر من خلالها ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -.
إن المتتبع لقصة وحياة وجهاد الملك عبد العزيز الذي ولد في الرياض عام 1293هـ يجد أنها تعتبر ملحمة تاريخية، وقصة كفاح فريدة وأسطورية، يتخللها فصول متعددة، نسج أحداثها الأولى في منطقة نجد قلب الجزيرة العربية ومن ثم امتدت إلى أطرافها، وقد بدأت هذه الملحمة التاريخية بفتح الرياض في 5 شوال عام 1319هـ، ويُعتبر هذا الحدث التاريخي الأبرز في حياة المؤسس الملك عبد العزيز- رحمه الله - الذي قدم من الكويت على رأس قوة قوامها (40) رجلاً.. واستطاعت هذه القوة بقيادة الملك عبد العزيز فتح الرياض، وبعدها انطلق المؤسس ورجاله لتوحيد بقية أجزاء الوطن، وتولى أبناؤه البررة حمل الراية من بعده وبناء الوطن ورفعة مجده.
وفي 21 شعبان عام 1402هـ بايعت الأسرة المالكة والشعب السعودي الملك فهد بن عبد العزيز ملكاً على البلاد، المملكة العربية السعودية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تحقق العديد من الانجازات سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
ومن أبرز الإصلاحات تلك النقلة النوعية التي طرأت على أسلوب الحكم في البلاد وجعلت التشكيلات للسلطتين التنفيذية والتنظيمية في الدولة، للاستفادة من الكفاءات الوطنية، ومن ذلك اصدار اربعة أنظمة جديدة هي: النظام الأساسي للحكم، ونظام مجلس الشورى، ونظام المناطق، ونظام مجلس الوزراء.
هذا وفي مجال خدمة الحرمين الشريفين أولى الملك فهد - حفظه الله- اهتماماً كبيراً بخدمة الحرمين الشريفين، وكانت أكبر توسعة يشهدها الحرمان الشريفان في تاريخهما، حيث زادت التوسعة لمساحة المسجد الحرام من (193) ألف متر مربع إلى (350) ألف متر مربع مما رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد من (410) آلاف مصل إلى (773) ألف مصل، كما زادت مشاريع التوسعة لمساحة المسجد النبوي الشريف من (16.500) متر مربع إلى (165.500) متر مربع مما رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد من (28) ألف مصل إلى (700) ألف مصل.
وكلنا يرى توجه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني إلى خدمة ورفاهية المواطن حيث أعلن سمو سيدي ولي العهد تخصيص ما قيمته (41) مليار ريال من فائض الميزانية للمشاريع الخيرية والتنموية تضمنت دعم قطاع التعليم الفني والتدريب التقني، وكذلك زيادة الطاقة الاستيعابية وتطويرها وفقاً لاحتياجات سوق العمل السعودي، حيث ان هذه المشاريع في غاية الأهمية وبخاصة زيادة الطاقة المالية لصندوق التنمية العقارية وبنك التسليف السعودي لتمويل المشاريع الانتاجية للشباب الجاد والطموح.
ويأتي هذا الدعم تتابعاً لما توليه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله-.
وقد ركَّزت الدولة حفظها الله على الاهتمام بالشباب والخريجين حيث وفرت الدولة فرص العمل للمواطنين في القطاعين العام والخاص، وكذلك الحد من العمالة الوافدة، حيث تم ربط استقدام هذه العمالة وتواجدها بالاحتياج الفعلي لسوق العمل السعودي، وقد قامت وزارة العمل بإصدار تعليمات بقصر بعض الأنشطة والمهن والوظائف على السعوديين، فيما يُسمى ب(السعودة)، كما ركزت الوزارة في هذا العام على التدريب حيث بدأت مكاتب العمل في جميع مناطق المملكة بالتعاون مع التعليم الفني والتدريب المهني بتحويل طالبي العمل إلى جهات تدريبية بالقطاع الخاص من أجل إكسابهم الخبرة والمعرفة وسيكون بمشيئة الله تعالى للزيادة في الميزانية لهذا العام مردودها الإيجابي على زيادة التدريب في القطاع الخاص وتنمية وتطوير القوى العاملة السعودية.

*وكيل وزارة العمل للشؤون العُمالية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved