Sunday 26th September,200411686العددالأحد 12 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

نوافذ نوافذ
بعد الزحمة
أميمة الخميس

عادة في دول العالم الثالث الصحافة تمثل على الغالب رأي الشخص الواحد، وعلى الغالب أيضا يكون هذا الشخص هو رئيس التحرير، لأنه هو الذي يتولى إجازة جميع النصوص والمقالات وبالتالي تصبح الجريدة هي آراءه أو على الأقل ما يراه مناسباً ولائقاً، ولكن بتعدد ألوان الأقلام التي يكتب بها الكتاب.
وأستاذي (أبوبشار) هو أول شخص قد أجاز مقالاً لي، وهو الذي أقال عثرة البدايات وشجعها وأشرع البوابة لقلمي المذعور آنذاك.
ولعل هذا الأمر هو الذي يمنحه نوعاً من الوصاية الأبوية على مقالاتي، فكثيراً ما أفاجأ بها معدلة ومبدلة، وقد حذفت بعض المقاطع، وفي أحيان أخرى يختار جانب السلامة فيحذف المقال برمته، بعد ان امتلك ذاكرة داكنة مع بعض مقالاتي السابقة.
وفي اليوم الوطني الماضي اختار (أبوبشار) ألا ينشر مقالي عن ذلك اليوم، في ذاك الصباح أحسست بحرقة حقيقية في حلقي!! فقد كتبت ذلك المقال وأنا استظل بدوحة من صبابات النخيل والمشاعر الخضراء، في المقالات السابقة التي كانت تحجب لم أكن أبالي، بل لم أكن أعلم إلا حينما تسألني بعض الصديقات أين مقالك اليوم؟ ولكن في ذلك اليوم أحسست بأحاسيس النفي والنبذ، أحاسيس من كانت تتأهب للمشاركة في احتفال عارم وأخضر، وفجأة أمرت بأن تجلس في البيت لأن بطاقة الدعوة فقدت، أو لربما حجبت عن النشر، ولم يبق لها إلا أن تظل في البيت لتكنس الرماد.
أنا أعلم بأن علاقتي مع هذا المكان ليست رسالة أو بطاقة دعوة.. لكن أحاسيس النفي والنبذ موجعة، لأنني كنت في الحقيقة أود أن أخبر الوطن بأن يومه الوطني يتوافق مع موسم (الخراف) خراف النخيل حيث يتهدل علينا جني الوطن وعذوقه، وكنت أود أن أخبره بأنني أحبه على الرغم من أنني لا أشاهد برامج القناة الأولى والثانية المملة في ذلك اليوم بالذات، وكنت أريد أن أخبره بأن لحب الوطن هذا العام ملمساً مختلفاً ونكهة نادرة، وكنت أريد أن أقول له، إنني بعد عودتي من رحلة سفر طويلة تظل عيناي في الثلاثة أيام الأولى، تقبلان كل منعطف وشارع، كنت أود أن أقول له إن الذي بيننا هو حبل سر أمومي فالأم تعلم بعيوب ابنها وزلاته ولكن هذا لا ينتقص من حبها شيئاً.. إن لم يزده.. كنت أريد أن أقول الكثير، ولكن (أبوبشار) اختار غير هذا، فما أصنع والجريدة في دول العالم الثالث مأسورة برأي الشخص الواحد، على كل حال.. وطني (كل عام وأنت أخضر).. بعد الزحمة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved