Sunday 26th September,200411686العددالأحد 12 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

باختصار باختصار
ملتقى المثقفين والمهمة المزدوجة
نورة المسلّم

ماذا يمكن للمؤتمر الأول للمثقفين السعوديين أن يقول ؟ وما هي الصور التي تخرج عن نطاق الكتابة والتنظير وطرح الرؤى ، إلى واقع آخر يمثل به هؤلاء لسان وضمير المجتمع ؟ على اعتبار أن أفكارهم تمثل صفوة المجتمع وانتقاءه للتعبير عن حالات وغيرها أخرى راكدة وغير جلية.
هذه الخطوة التي بدأت الآن ، هي مهمة مزدوجة على عاتق الجهة الرسمية الأولى التي احتضنت هذه الفكرة ممثلة في وزارة الإعلام والثقافة، هي أيضا اعتراف بدور المثقف والمفكر في توجيه وقيادة المجتمع ، بينما يكمن شقها الثاني والمزدوج في مسئولية المثقف تجاه مجتمعه ، والتحرر من الهموم الذاتية ، بمعنى النزول إلى مستوى فكر الشارع العام وأرق المواطن والفرد، والنهوض بحالة الوعي الكاملة والراشدة ، حيث ينبغي تتبع كل هذه الانماط وجعلها هاجسا مستمرا ، للقيام ببناء مجتمع يدرك حدود بنيته ويعتني بأهمية الثقافة العامة التي يجب أن تكون حقا مشروعا قابلا للنمو والتطور، حاله حال كثير من المفاهيم التي يكون هاجسها المنجز الحضاري والفكري للإنسان ، لا حصر الإنجازات المتجمدة وقياس مساحات الاعمار والبناء والاقتناء ، وإهمال جزئية الإنسان وتطور الفكر ، الذي لا يجب أن ينسلخ أبدا عن هويته أو ثقافته الأم وقيمه.
أقول هذا ، وأنا اشعر أننا حتى هذه اللحظة ، مازلنا نتعاطى مع الثقافة والفكر والكتابة كاجتهادات فردية ، ومجهود شخصي يلقي بجزء كبير منه على الموهبة والميول والتطور الذاتي ، كون المسألة هنا - خصوصاً بالنسبة للمرأة - لا تتجاوز حدود ما ذكرت ، يبقى مادون ذلك حكرا على الثقافة الذكورية ، التي تتيح لهم وسائل التعبير المختلفة الحصول على المعلومة الموثقة ، واستقاء كثير من الأحداث من مصادرها الأساس ، بينما تبقى المرأة المثقفة حبيسة أدراج الأحداث المكتوبة والمصدرة نتاج حدث مرئي وسواه ، وهو ما يوقع البعض منا في مزالق الازدواج والخطأ والنفي أحيانا.
آن الأوان عطفا على هذه الخطوة الراقية الاعتراف بالفكر والمثقف وتأطيره بشكل رسمي ، كأن يفسح المجال لتأسيس الكلمة ورعاية الفكر، واحتضان المعرفة الحرة التي لا تثمر إلا رأيا حراً وراشداً ومسئولاً ، بعيداً عن مجاملة ثقافة تقليدية لم تعد مجدية في زمن الثورة المعلوماتية وتسارع الأحداث ودخول العالم إلى عصرنة الوسائل بكافة أشكالها ، وهو في المقابل ما يجعل المهمة شاقة وكبيرة جدا بمسئوليتها كهدف أساس ، وهو كيف يمكن للمثقف من خلال مؤسسة مستقلة النهوض بالفكر والاعتراف بأدوات الثقافة وان تكون حقاً مشاعاً للجميع ، كأن يفكرون ويطرحون آراءهم بإحساس بيئتهم ، وان ترتقي لغة التخاطب والحوار مع مجتمع يحمل ألواناً وأطيافاً مختلفة ، وان تصبح الثقافة أداة تقريب وليس تغريب وعزل هذه الفئة بمنأى يبعد عن هاجس اليوم والشارع والهموم ، وكأنهم من أبراج عالية أو لا ينتمون إلا إلى أنفسهم فقط.
بقي لنا أن نشيد بهذه الخطوة المهمة التي اتخذتها وزارة الإعلام والثقافة ، كونها تأتي في وقتها حتى وان كان متأخراً ، لكنه الوقت الذي يقول ان كل شي قابل للتطور والتحديث طالما بقيت العقول تعمل في مناخها الصحيح.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved