Sunday 26th September,200411686العددالأحد 12 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

برعاية أمراء المناطق برعاية أمراء المناطق
السبت القادم انطلاق الأسبوع الأول لرعاية السجناء في المملكة
الناصر: نُعلِّقُ آمالاً كبيرة على هذا الأسبوع من أجل هذه الفئة الغالية من مجتمعنا

* الرياض - تحقيق - عبد الرحمن المصيبيح:
يبدأ يوم السبت القادم الأسبوع السنوي الأول لرعاية أُسر السجناء في عدد من مناطق المملكة. أوضح ذلك ل(الجزيرة) الأستاذ عبد الرحمن بن محمد الناصر الأمين العام للجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأُسرهم.
وقال: إن هذا الأسبوع سيقام تحت رعاية أصحاب السمو أمراء المناطق، يتخلله ورش عمل وتواجد ميداني مكثف في الأسواق والمحلات التجارية والأماكن العامة، يتم توزيع مطبوعات وملصقات تُبرز دور اللجنة وما تقوم به هذه اللجنة تجاه هذه الفئة الغالية من مجتمعنا، وما الدور الذي يقوم به الإنسان السعودي في هذه البلاد الغالية، وكذلك المقيمون على أرضها نحو هؤلاء السجناء وأُسرهم. وعلَّق الأستاذ الناصر آمالاً كبيرة على هذا الأسبوع ومساهمته في دعم عطاء وعمل مسيرة هذه اللجنة، وتواصل المجتمع بكافة شرائحه، وتقديم كل شيء في سبيل هذه الفئة، وتقديم كل شيء يساهم في مد يد العون والمساعدة.
وثمَّن الأستاذ عبد الرحمن بن محمد الناصر الأمين العام للجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم الرعاية والعناية التي تجدها اللجنة من حكومتنا الرشيدة بدعم واهتمام من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، حتى استطاعت -والحمد لله- أن تؤدي رسالتها على أكمل وجه. وقال: إن متابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز مكَّن هذه اللجنة لتواصل أعمالها النبيلة تجاه هذه الفئة الغالية من مجتمعنا. جاء ذلك في حديث خاص ل(الجزيرة) بمناسبة إقامة الأسبوع السنوي الأول لرعاية السجناء.
وتطرَّق في حديثه إلى التعريف باللجنة في نبذة مختصرة عنها ذاكراً أنها هيئة أهلية خيرية ذات شخصية اعتبارية مستقلة مقرُّها الرياض وتتبع لها لجان فرعية في المناطق حسب الحاجة.
أما الموارد المالية للجنة، فنظراً لكون اللجنة خيرية أهلية فإنها تعتمد في مواردها المالية - بعد الله عز وجل - على أهل الخير والموسرين والمحسنين في هذه البلاد المباركة. وما تتلقاه اللجنة من تبرعات ومنح ووصايا وهبات وزكوات نقدية، إما أن تترك مفتوحة دون أن يحدِّد مقدموها طرق الاستفادة منها، فتودع في حساب اللجنة ويستفاد منها في برامجها وأنشطتها ومصارف دعمها المختلفة، أو يحدِّد مقدموها طرق الاستفادة فيتم التعامل معها على أنها من المبالغ المخصصة التي يفتح لها حساب جارٍ مستقل يدور سنوياً، وتتولى اللجنة إدارتها وصرفها فيما خُصِّصت له.
وتأكيداً لأهلية السجناء واستحقاقهم لما يجود به المحسنون ومحبو الخير وحاجتهم إلى ذلك، فقد صدر عن مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ - حفظه الله - الفتوى الشرعية ذات الرقم 9045- 2 والتاريخ 6-9- 1423هـ.
وتهدف اللجنة إلى تهذيب نزلاء الإصلاحيات والسجون وإصلاحهم ومساعدتهم، وتذليل المشكلات المادية والمعنوية لأسر نزلاء الإصلاحات والسجون والإسهام في تقديم الخدمات اللازمة لهم، ومساعدة المفرج عنه ليعود عضواً صالحاً في المجتمع، وتحسين بيئة الإصلاحيات والسجون واقتراح البدائل المناسبة. وتتولى اللجنة الاختصاصات التالية:
- تطوير البرامج داخل المؤسسات والسجون.
- اتخاذ الوسائل الكفيلة برعاية السجناء ونزلاء الإصلاحيات وأسرهم.
- اتخاذ الوسائل الكفيلة برعاية المفرج عنهم وأسرهم بما يؤدي إلى عدم عودتهم إلى الجريمة مرة أخرى.
- إجراء الدراسات العلمية التي تعمل على إصلاح السجناء ونزلاء الإصلاحيات والمفرج عنهم، ودراسة البدائل الممكنة عن السجن.
واللجنة تتكون من ثلاثة أضلاع: الضلع الأساسي وقاعدة المثلث هي أسر السجناء التي يُعنى بها الأسبوع الذي ننتحدث الآن عنه من خلال تفعيله الأسبوع القادم. أما الضلع الثاني فهو السجن، والضلع الثالث المفرج عنهم. مؤكداً أن اللجنة تخدم فئة معينة من المجتمع، وهي فئة أولئك الذين سجنوا، وتتابع حالتهم داخل السجن. والهدف من وجود اللجنة هو تطوير البرامج داخل السجون والوسائل الكفيلة برعاية السجناء والوسائل الكفيلة برعاية المفرج عنهم وتهيئتهم وعدم عودتهم للجريمة مرة أخرى، وإيجاد البدائل للسجون، ووضع دراسات مستقبلية، فنحن في حاجة إلى أن تكون هناك بدائل.
نحن نتطلع من خلال هذه اللجنة إلى أن يكون هناك تعديل على نص البنود، فبدلاً من أن يُحكم على السجين لمدة خمسة أشهر مثلاً يُحكم عليه بعشرة أشهر، على أن تكون ليلاً، وفي النهار يعود إلى أسرته أو يرجع إلى عمله، أو يكون سجنه داخل بيته، ويكون هناك مؤشرات أسوة بما هو موجود في دول العالم. قد يكون هناك معصم يوضع في رجل النزيل عن طريق الجهات الأمنية، وفي حالة خروجه من بيته أو تعديه المنزل بخمسين متراً يعمل هذا الجهاز ذبذبة معينة، يعرف منها أن هذا النزيل خرج من السجن أو من المكان الذي أواه، وهناك الكثير من البدائل.
أساسيات اللجنة
وقال الناصر: إن من أساسيات اللجنة هو وجود العلاقة التبادلية بين اللجان الوطنية، وللجنة الوطنية (15) فرعاً منتشرة في مناطق المملكة وفي محافظاتها، وهي مرتبطة أساساً في عملها بالسجون في هذه المناطق والمحافظات؛ إذ لا بدَّ أن تكون هناك علاقة تبادلية بين القائمين وكذلك العاملين في السجون وبين اللجنة ومهامها وأعضائها؛ ليقوموا بتقديم هذه الرسالة لهذا السجين.
وأشار إلى أن اللجنة تُمثل أطياف المجتمع، ففيها مندوب من جمعية البر، ومندوب من وزارة الشؤون الاجتماعية، ومندوب من وزارة الصحة، ومندوب من إدارة السجون، ومندوب من القطاع الأهلي من الغرف التجارية. هذا التجمع يشكل التفاعل الحقيقي وما ينادي به الدين الإسلامي وهو التكافل الاجتماعي لمثل هذه الأسرة المنكوبة بغياب عائلها داخل السجن.
شخصية اعتبارية
وأكَّد الناصر أن اللجنة لها وضع اعتباري؛ حيث صدر قرار من مجلس الوزراء بإنشائها، فهي لها شخصية اعتبارية، وليست مرتبطة بالشؤون الاجتماعية، وليست مرتبطة بوزارة الداخلية، بل هي جهة مستقلة ولها مجلس إدارة يتكون من (13) عضواً ممثلين من وزارات متعددة معنية بالأمر، ويرأس هذه اللجنة
وزير الشؤون الاجتماعية. مبيناً أن اللجنة ما زالت فتية ومضى على إنشائها حوالي 3 سنوات تقريباً، ولم تمارس العمل ميدانياً إلا من سنة. مؤكداً أنها وهي تخوض العمل الميداني تحتاج إلى تكثيف توعية الناس بهذا الجهد وهذا العمل.
ومن الأمور التي قامت عليها اللجنة الملتقى الأول الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية عام 1424هـ والذي كان من ضمن توصياته السعي إلى تخصيص أسبوع سنوي يسمى (أسبوع أسر السجناء)؛ لتوعية الطلاب في المدارس والجامعات وأفراد المجتمع بأهمية العناية بأسرة السجين، فكم من الأسر تتصدع وتدخل في مستنقع الجريمة بسبب غياب عائل الأسرة.
إنجازات اللجنة
وتناول الأستاذ عبد الرحمن الناصر إنجازات اللجنة منذ إنشائها حتى الآن، فقال: حقيقة هناك مشاريع تم إنجازها، من أهمها متابعة السجناء الموقوفين حالياً، فقد تم إنشاء مكتب تعقيب عُيِّن فيه أربعة موظفين على حساب اللجنة داخل سجن الملز بقرار من اللجنة لعمل تطبيق لمدة (6) أشهر لمتابعة قضايا السجناء الموقوفين؛ حيث يوجد عدد كبير من السجناء موقوفين وليس محكوماً عليهم، بمعنى قضاياهم لدى الجهات المعنية تحتاج إلى متابعة. فاضطرت اللجنة نتيجة لوجود هذه المشكلة أن تنشئ مكتب التعقيب على معاملات السجناء. هو تجربة لمدة (6) أشهر، وعند نجاح هذه التجربة فسوف تعمم على جدة والدمام بحكم كبر السجون، ثم على بقية السجون.
رعاية الأسر
ومن ضمن المشاريع التي تساهم فيها اللجنة رعاية أسر السجناء، وذلك عن طريق تسديد بعض المبالغ عن أجور مساكنهم واحتياجاتهم الفعلية، وكذلك هدية المفرج عنه، ونتمنى أن نتوسع فيها.
100 ألف سلة
وأشار الناصر إلى أن لديهم في الأسبوع السنوي الأول لرعاية أسر السجناء مائة ألف سلة غذاء سيقدمونها خلال هذا الأسبوع لكافة أسر السجناء, وأبان أن هذه السلة سوف تقدَّم من أهل الخير والموسرين، وسوف يتم إنزالها في السوق لجمع المبالغ من المحسنين وأهل الخير لدعم هذه السلعة، وهي تتكون من 14 صنفاً، ويبدأ توزيعها من 18-8 إلى 18-10 والسلة محددة لخمسة أفراد مع عائلهم لمدة خمسة عشر يوماً، بمعنى أن الأسرة تُقدَّم لها في الشهر سلتان. وبالمناسبة فإن رئيس تحرير (الجزيرة) -جزاه الله خيراً- وافق على توزيع نسخ من البرشور الخاص بسلة الغذاء مع عدد (الجزيرة) في بداية فعاليات هذا الأسبوع الذي تبدأ فعالياته في كافة مناطق المملكة برعاية من أمراء المناطق اعتباراً من 18-8 الجاري، وسوف يسبق البداية المؤتمر الصحفي الذي سيعقده معالي وزير الشؤون الاجتماعية د. علي بن إبراهيم النملة رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم حول توضيح كل شيء عن هذا الأسبوع: أهدافه، وأنشطته، والسبب في التركيز على هذا الأسبوع لأهمية وضع أسر السجناء وما نلاحظه من أوضاع متدنية لتلك الأسر ووقوع أكثرها في الجريمة نتيجة لعدم وجود الإمكانيات أو الاحتياجات الخاصة، سواء الاقتصادية أو المعيشية أو تغطية بعض الأجور وغيرها من الأمور. وهناك قضايا كثيرة نعايشها الآن؛ إذ تقع هذه الأسر في مشاكل عديدة نتيجة لعدم وجود من يرعى هذه الأُسر عندما يغيب عائلها أو أحد أفرادها داخل السجن.
وهذا الأسبوع السنوي هو الأول لأسر السجناء، وسيكون أسبوعاً سنوياً؛ حيث -والحمد لله- جاءت الموافقة على إقامة الملتقى الثقافي من قِبَل رئيس المجلس والأعضاء، وقُدِّمت من الأمانة الأوراق لمعاليه، وشُكِّلت اللجنة العلمية، وسيقام في شهر (8) عام 1427هـ في الدمام. وستكون أوراق العمل مُقدَّمة أيضاً من دول الخليج، كما أننا أيضاً وضعنا الخطوط العريضة للملتقى الثاني على مستوى جامعة الدول العربية، وسيكون في مكة المكرمة عام 1430هـ، وسيكون شعاره (المفرج عنهم). أما شعار الملتقى الثاني فهو (أسرة السجين أولاً)، كما أن الملتقى الأول كان شعاره (رحماء بينهم) لوجود العلاقة التبادلية بين العاملين في اللجان وبين المتعاملين مع السجناء داخل السجون. أيضاً هناك المخطط الذي نضعه الآن أمام أعيننا، وهو الملتقى الرابع العالمي الذي نركز عليه، وسيكون في الرياض مرة أخرى عام 1434هـ. وقد وضعنا الإطار العام في الأمانة؛ حيث يشارك فيه أناس من فرنسا وبريطانيا ومن السويد حول بدائل السجون.
معرض فني
وهذه مناسبة طيبة لأشيد بحرص واهتمام معالي وزير التربية والتعليم د. محمد الأحمد الرشيد. وكان من أبرز اهتماماته إيجاد معرض فني يفتتح في شهر ذي القعدة تحت رعاية أمراء المناطق في المملكة، وقد بدئ العمل فيه، والهدف منه توعية الأبناء بأن هناك أطفالاً يعيشون بينهم داخل المدارس هم أبناء أناس سجناء. أيضاً أكد أن الأسرة بحاجة إلى العطف وإحساس المجتمع بمشاكلهم.
دور اللجنة للمفرج عنهم
ويواصل الأستاذ عبد الرحمن الناصر حديثه عن دور اللجنة ومسؤوليات اللجنة للأشخاص الذين أُفرج عنهم، فيقول: حقيقة عمل اللجنة هو اتخاذ الوسائل الكفيلة برعاية المفرج عنه وعدم عودته للجريمة، والسجون ولله الحمد بدأت تخترقها مراكز التدريب، بل إن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني أوجدت في داخل الإدارة العامة إدارة اسمها الإدارة العامة للتدريب داخل السجون، فيها أناس معنيون. وقبل يومين كان هناك اجتماع بيني وبين نائب المحافظ الأستاذ عبد العزيز التويجري حول وضع خطة استراتيجية لما يجب أن يُقدَّم. ونحن همنا وهاجسنا أن المفرج عنه لا نبحث له عن عمل، بل هو الذي يوظِّف الآخرين معه في عمله الذي اجتازه نتيجة لتدريبه داخل السجن، بمعنى هناك نفكر في مشاريع صغيرة نعطيها السجين بمبالغ مقسطة عليه، بحيث إننا نضمن بقاءه في هذه الورشة أو هذا العمل وهذا التخصص، ويوظف معه آخرين، وعموماً يجب على المجتمع أن يتقبل هذا الإنسان.
وأكَّد الاستاذ عبد الرحمن الناصر في ختام حديثه على أهمية التفاف الجميع حول هذه اللجنة، وتقديم كل شيء في سبيل استمرار عطائها من جميع النواحي، مبرزاً دور رجال الأعمال والموسرين وكذلك وسائل الإعلام للقيام بما هو مطلوب تجاه هذه اللجنة لاستمرارها، وقال: إننا دائماً نتطلع وننشد الأفضل ولا نريد الدعم والمساندة ليتوقف، بل نريد الاستمرار، فنحن نقوم بأعمال إنسانية نبيلة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved