* جدة - عبدالرحمن إدريس:
بدأت مراكز الاشراف التربوي الجديدة مهام عملها في أربعة مواقع تمثل جميع أنحاء محافظة جدة.. وكان معالي وزير التربية والتعليم وافق العام الماضي على انشائها حيث تابع نائبه لشؤون تعليم البنات التنفيذ بالتنسيق مع المسؤولين في جدة.. ويأتي المشروع مطلع هذا العام الدراسي محققا لمجموعة من الأهداف في مقدمتها تفعيل العلاقة المباشرة بين كل من هذه المراكز والمدارس التابعة لها وفقا لتخطيط مسبق ودراسة متكاملة للوصول الى خارطة نوعية تساعد على توفير عوامل الالمام بظروف المدارس واحتياجاتها.
وفي هذه المرحلة الجديدة مجال للتركيز ومن ثم جودة الأداء ومتابعته مع اتاحة الفرصة للتقييم حسب ما وضع من ضوابط واطار عام للقيام بالأدوار المطلوبة وبالتالي تنسيق العمل بجهد أقل ومهام أكثر انضباطاً.
هذا بالإضافة إلى دور هذه المراكز في الإشراف على واجبات المدارس تربوياً وتعليمياً وتركيز الجهة في المساعدة اللازمة مع النهوض بالمجتمع التربوي.
وترى مسؤولات ادارة الاشراف التربوي ان التوقعات ستكون جيدة لهذه المراكز بوجود المناخ المناسب الذي يوفر للمشرفات قدرة لدراسة الحالات بشكل أعمق وتقديم المقترحات والتدخل المباشر في معالجة السلبيات وأيضا فإن هذه المراكز تتيح مساحة من الانتاجية لصالح إثراء الميدان التربوي بالخبرات باجراء الدراسات والبحوث ميدانيا وهو المتاح للتواصل بين الجهة الاشرافية ومواقع العمل الميداني المتمثلة في المدارس.
الجدير بالملاحظة في دور هذه المراكز هو ما تم تحديده من آليات عمل تخص العلاقة بين ادارة الاشراف والمراكز وحدود مسؤولياتها من ناحية صياغة الخطط الاشرافية لجميع المواد واقامة اللقاءات الدورية لمناقشة المستجدات واقتراح الاجراءات المنظمة لحركة نقل المديرات والوكيلات والمعلمات وكذلك البت في قرارات الاعفاء، مع القيام برصد الظواهر السلوكية ميدانياً وتقديم المقترحات لعلاجها.
كما تخضع المشرفات بهذه المراكز للمتابعة لاعداد تقرير يحدد المستوى للأداء الوظيفي.
الأستاذة أميمة عبدالعزيز زاهد مديرة وحدة الاعلام التربوي والعلاقات العامة في ادارة الاشراف قالت في تصريح ل(الجزيرة) بأن مشروع المراكز الأربعة سيحقق الكثير من الايجابيات خاصة وان الخطط المدروسة والهادفة الى مساعدة المدارس للقيام بواجبها وأداء رسالتها أخذت في الاعتبار وبالتالي فهي نقلة نوعية لها أهميتها الكبرى من وجهة نظري الشخصية.
وتضيف أميمة زاهد بقولها: وكان طبيعياً من جانبنا تقديم المعرفة التفصيلية بالمشروع اعلاميا من خلال نشرة (بناتنا) الشهرية التي تصدر عن الوحدة بعطاء متجدد يساهم في خدمة الوسط التربوي والتعليمي وبأسلوب معاصر.
من هنا تأتي نشرة (بناتنا) ولادة اعلامية تواكب المستجدات وتصدر خلال الأيام القادمة القريبة بإذن الله، ولعل هذه الأهمية في علاقة المعلمات بالمشرفات فرضت حيزاً مناسباً بطرح القضية في بداية العام الدراسي الجديد في لقاء تربوي يرسم الأطر العامة لهذه العلاقة، وفي استعراض للآراء عبر نشرة (بناتنا) فهي نتاج ندوة حوار اجتمعت لها أكثر من (500) معلمة ومشرفة لتوضيح ما هو مطلوب من كل طرف.
واستطيع القول انها خطوة جادة لاذكاء روح الحوار في الميدان التربوي من أجل الارتقاء بالمهام والأدوار العملية إدارياً ومهنياً.
وتلخيصاً لمحور المناقشة فقد كان التركيز على أهمية وضرورة التناغم بين دور المشرفات التربويات ودور المعلمات بما نهدف الوصول اليه تحقيقاً لأهداف العملية التربوية التعليمية وبخطوات مواكبة للعصر وبتعامل أمثل من الموضوعية وبالشفافية الأكثر الحاحاً.
وسيجد المتابع ل(بناتنا) كل ما يدل على هذه الموضوعية والشفافية فهو وإن كان سؤالا لعنوان (اللقاء) فالاجابة واحدة في وجهات نظر المعلمات لما هو مطلوب من المشرفة بالارشاد للمسارات الصحيحة في الأداء بأساليب جديدة وأن يكون للمشرفة دور في الاثراء الفكري أثناء مناقشة الزيارة حول كل ما استحدث في الميدان التربوي كالتجارب الجيدة وطرق التدريس وهذا ما يتطلب أهلية المشرفة وتمكنها من المادة العلمية مع التشجيع على الأداء المتميز من خلال علاقات ودية واحتواء المشكلات بحرص على ايجاد الحلول لها وليس ذلك الدور العقيم للمفتشة المتسلطة.
وتقول أميمة زاهد في نهاية هذا التصريح بأن هذا اللقاء التربوي كان صياغة لرؤية مشتركة للعمل التربوي من أجل تحقيق أعلى استفادة من الأساليب الاشرافية وقد اقتصر على مطالب المعلمة باعتبارها المحور الأساسي المستهدف للارتقاء والتطوير للعملية التربوية والتعليمية.. وما أردت المشاركة به للايضاح في هذا الجانب اشارة لما نحتاجه اعلاميا في اعطاء التربية والتعليم عناية خاصة وصحافتنا دون شك تتواصل في هذا الخطاب وإن كان الأمل في الكيفية الموضوعية لمعالجة مشكلات معينة تربوياً وتعليمياً بعيدا عن النمطيات التي قد تنحصر في جمود أسلوب الطرح أو تسليط الأضواء على السلبيات على حساب ما هو من نجاحات ومواجهة التحديات بالتطوير. وهو ما كان منطلقنا في تقديم نشرة (بناتنا) وفيها الكثير القادم بمشيئة الله من ثمرات الأقلام وعطاء الخبرة وملخصات التجارب في مجال التربية والتعليم وخدمة المجتمع.
|