Sunday 26th September,200411686العددالأحد 12 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

خلال افتتاحه الملتقى الأول للمثقفين السعوديين ..الأمير سلمان: خلال افتتاحه الملتقى الأول للمثقفين السعوديين ..الأمير سلمان:
بلادنا منطلق الثقافة ولها خاصية مميزة وعلينا أن نشعر بمسؤوليتنا العظيمة
الغلو والتفريط مقرونان ببعضهما والإسلام يرفضهما

* الرياض - سعيد الزهراني - واس:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء أمس الملتقى الأول للمثقفين السعوديين الذي تنظمه وترعاه وزارة الثقافة والإعلام وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض.
ولدى وصول سموه مقر المركز يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، كان في استقبال سموه معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام ووكلاء وزارة الثقافة والإعلام والأمين العام لهيئة الثقافة.
وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم القى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة الرياض وبالحضور وعبر عن شكره وتقديره لسموه على حضوره لهذا الملتقى وقال: (رغم مسؤوليات سموه الجسام ما رأيتموه إحاطة اجتماعنا هذا بالرعاية والعناية بما هو معهود في سموه الكريم ان يخص به كل توجه خير بناء لمصلحة هذا الوطن المعطاء). وأضاف (كما ارحب بالاخوة والاخوات الحضور جميعاً متمنياً لهذا الاجتماع ولكل الاجتماعات التي اتفقت على ثراء هذه الأرض الطيبة بالنجاح والفلاح وذلك مصدر ارتياحي اذ ألتقي هذه النخبة الطيبة من أرباب القلم وفرسان الكلمة من اجل التشاور والتحاور بما يعزز الجهود الرامية لصياغة استراتيجية ثقافية سعودية.. في ذهني أن هناك من ينظر الى الثقافة على أن ليس لها وطن وبأنها امتداد.. إنها تمتد امتداد العالم وقد يكون لهذا الرأي ما يبرره ولكن الثقافة الأصيلة وفق مفهومها الشامل لا تكون كذلك ان لم تكن نقاط صادقة تعكس الواقع الاجتماعي في الوسط الذي تعيشه وتتفاعل معه ليعبر عن مكنوناته وجوهره).وأردف معاليه يقول (وفي هذا السياق يأتي اجتماعنا هذا الذي ينتظم عقده اليوم وهو امتداد لسنوات تمهيدية سبق ان عقدت لبحث واقعنا الثقافي من مختلف الجوانب مع تذاكر الدور الذي يذكر فيشكر الذي اضطلعت فيه الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإنجاز ما تم إنجازه وهو المرتكز الذي ننطلق منه نحو ما نحن بصدده وفق ما يحث عليه ولاة الأمر (حفظهم الله) الذين يضربون أروع الأمثلة في المثابرة والسهر على مصلحة الوطن والمواطن وتكريس الدعم المادي والمعنوي لكل ما يتم التخطيط له بما يحقق مفهوم الأمن الشامل الذي أصبحت الحاجة اليه ملحة من أي وقت مضى وخاصة في هذه المرحلة من التاريخ.. تاريخ العالم الذي يتسم بالتعقيد والتداخل نتيجة للتطور الهائل في المجال التقني الباهر والمعلومات الغزيرة بكل ما ينطوي عليه من رخيص وثمين).وقال: اوصي نفسي واخواني بان علينا وعلى كل من ينتمي الى هذه البلاد الطيبة المقدسة ان يضع نصب عينيه في مقدمة اهتمامه كيف يكون عونا وعضوا فاعلا كل في اطار اختصاصه ويؤدي بروح الفريق الواحد كل ما يلزم ان يسهم به في تحقيق الصالح العام وامتثالا لقول الحق تبارك وتعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} ففي هذا الالتزام الخير كل الخير للانسان في دنياه وآخرته.واختتم معاليه كلمته قائلا : سيدي سمو الامير في هذا المجال لا بد لي ان اتذكر واذكركم جميعا بانجازات صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد في مجال الثقافة فهي لا تعد ولا تحصى وهو دائما معنا في القلب وله منا كل التقدير وندعو له بالرحمة، واسأل الله سبحانه وتعالى الفردوس الاعلى له. بعد ذلك القيت كلمة المثقفين القاها رئيس نادي الرياض الادبي الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع أكد فيها وقوف المثقفين صفا واحدا خلف القيادة لحماية الوطن ومنجزاته والتمسك بوحدته والعمل على ترسيخ المفاهيم السليمة وغرس الولاء والاخلاص.
وبيّن تطلعات المثقفين لهذا الملتقى وأهمها الحاجة الى استراتيجية واضحة للعمل الثقافي والمراجعة الشاملة لكل المؤسسات الثقافية القائمة لتسديد مسارها وتجديد شبابها وتحديث أنظمتها، وأخيرا استدراك ما ينقص العمل الثقافي من مؤسسات جديدة وادارات حديثة وجمعيات واتحادات وروابط.
وعبر الدكتور الربيع في ختام كلمته عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - والى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز لاشرافه ومتابعته ورعايته للثقافة والمؤسسات العلمية والثقافية، كما شكر معالي وزير الثقافة والاعلام على هذه الخطوة المباركة بعقد هذا الملتقى.
عقب ذلك القى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض كلمة قال فيها: (ان هذا الملتقى الاول للمثقفين السعوديين يرجى منه الخير الكثير بإذن الله، ونحن في هذه البلاد وأنتم لم تأتوا من فراغ كمثقفين بل هنالك رواد سبقوكم وكثير منكم عرفهم واحتك بهم في القرن الماضي في هذه البلاد) .
وأكد سمو الامير سلمان بن عبد العزيز أن المملكة العربية السعودية ليست بلاد فقر من الثقافة كما يروج عنها بل هي منطلق للثقافة.
وأعرب سموه عن رفضه لما يقال ان ليس للمملكة العربية السعودية خاصية معينة مؤكدا أن لبلادنا خاصية مثلها مثل سائر ارض الله تراب بحر جبال وبشر، بالاضافة الى ذلك فقد حبا الله بلادنا بخاصية مميزة وهي أن جعلها محط أفئدة المسلمين وبلاد بيت الله ومهبط الوحي والرسالة وبلاد محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز الى أنه من منطلق هذا وجب علينا كأبناء لهذه البلاد المحافظة على هذه الرسالة وهذه الخاصية المميزة لنا التي تقع مسؤوليتها علينا، وقال سموه: (لانه اذا كنا نتكلم عن الثقافة اليوم فنتذكر الماضي.. الثقافة التي عمت العالم حيث انطلقت من هذه البلاد واقتحمت العالم ككل وأثرت وتأثرت بثقافات العالم سواء الشرق أو الغرب وحملت هذه الثقافة الى كافة أوروبا وانطلقت الى الاندلس.. الفكر والعمل والتحديث والعلم من البلاد العربية والاسلامية والمملكة العربية السعودية هي القلب لها) .
وأضاف سموه: (لقد مزج الاسلام بين هذه الثقافات ونحن كعرب وكمسلمين يجب أن نشعر بمسؤليتنا لانه عندما أقول مزجت ثقافات وعندما انطلق الفتح الاسلامي من هذه البلاد انطلق بالدعوة والفكر ثم اجتاح العالم كله وأخذ ثقافة اسيا كلها وبلادنا جزء من اسيا ثم سارت هذه الثقافات الى أفريقيا والاندلس).
وقال سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز: ولا أقول ان الثقافة العربية الاسلامية لم تتأثر بالثقافة الآسيوية في آسيا، بل تأثرت ونقلت الثقافة الاغريقية والرومانية، وكانت أوروبا في ذلك الوقت لا يُنظر اليها كما ينظر اليها الآن، وانصهرت هذه الثقافات وبدأت من الاندلس، وكل منكم يقرأ ويعرف تأثير هذه الثقافة في العالم.
واضاف سموه قائلاً: نحن كبشر نؤثر ونتأثر؛ لذلك يجب أن يكون في ذهن الجميع أننا نحن لسنا في غنى عن الثقافة، بل قبل الرسالة عُرف هناك الادب العربي المقفي والمنثور، وما امتد من هذه الثقافة الى الثقافة الحالية، ويجب أن نعتز بماضينا وثقافتنا وروادنا مثلما يحدث في البلدان العريقة، كما هي بلادنا مازالت وستظل تتأثر بمفكريها ومثقفيها.
وأردف سمو أمير منطقة الرياض قائلاً: لا أقول هنا نتجمد أو نقف بل نخطو ونرتكز على الاساس المتين الذي نبتت منه ثقافتنا.. نجدد ونطور نعم، ولكن لا ننسى تاريخنا وتراثنا الغني الذي نعتز به.
وأشار سموه الى أن من يدعو الى الجمود والتوقف ينسى أن الدين دين متطور ويطور، ومن يدعو الى نبذ أو استبعاد معطياتنا وكل تراثنا فيشترك مع هذا في بوتقة واحدة، والاحرى بالمثقفين أن يعلموا هذا.
وقال سموه: هذه البلاد يتجه المسلم اليها خمس مرات في اليوم، وتؤثر في العالم، وهذا البيت في مكة المكرمة ناله من محاولات قبل البعثة حتى يصرفوا الناس عنه، حتى بعث الله سبحانه وتعالى الرسالة المحمدية التى أثرت في العالم كله وهذه نعمة مَنَّ اللهُ بها علينا.
واضاف سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز يقول: يجب علينا أن نتقدم.. أن ننشر فكراً.. أن نُبدع.. ولكن لا ننسى اطلاقا (لا اله الا الله محمد رسول الله)، مشددا سموه على أن أى شيء يتعارض مع العقيدة الاسلامية يرفض رفضا باتا، وما لم يتعارض مع العقيدة يرحب به.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز: هنالك شيئان بالنسبة لي مكروهان هما: الغلو والتزمت أو التفريط في عقيدتنا وأخلاقياتنا، وهما مقرونان ببعض. فكلما فرطنا زاد الغلو، وكلما غلونا زاد التفريط، ويمكن أن يلتقى المغالون والمفرطون في هدم قيمنا وديننا وتاريخنا، حيث ان الاسلام يرفض رفضا باتا هذه السلوكيات، ومن يعمل بهذه السلوكيات باسم الاسلام فهذا أكبر عدو للاسلام والمسلمين، فعلينا بالوسطية، فالله سبحانه وتعالى يقول {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًاٌ}، لذلك علينا أن نستوعب ونستقبل ما يأتينا من العالم ونستفيد منه ونؤثر على العالم.وأشار سمو أمير منطقة الرياض الى أن بلادنا بلاد ليست بمعزل عن العالم وينظر اليها العالم يوميا المسلم وغير المسلم، وديننا الاسلامي دعانا الى التعامل مع كل البشر دون الاساءة لاحد أو نغمط حق أحد.وبيّن سموه أننا نحن كعرب ومسلمين أثرنا في مستقبل العالم بالثقافات، مستشهدا سموه بما قام به المفكرون في القرون الاولى من ترجمة وبحث حتى حققوا الكثير من ثقافات العالم.وأكد سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن هذه البلاد قامت على الدعوة ولم تقم على العصبية أو القبلية أو الاقليمية، بل قامت دولة دعوة بأفراد وتوسعت بالدعوة، وليس هنالك دعوة تقوم الا أن يكون هناك الفكر والقوة، وقال سموه: ولا يوجد دولة لم تقم بالقوة، ولكن هل القضية تسلط أو توحيد مصلحة شخصية؟ لا؛ لأن القوة تقوم لتحقيق العدل ولجمع شتات البشر من كل اقليم.وأكد سموه أن بلادنا قامت بالدعوة الى الوحدة العربية الاسلامية على الرغم أنها حوربت هذه الدعوة لانها قامت عربية واسلامية لا تفرق بين قبيلة وقبيلة وهذا وذاك، مشددا سموه على أن بلادنا لم تقم على الدعوة القبلية بل مزجت بين القبائل حتى أصبح هناك أنساب ومصالح وفكر بينهم، وأصبحوا شعبا واحدا مسلما دون التشكيك في أصل القبيلة أو أن يكون هنالك اقليمي أو قبلي؛ لأن بلادنا موحدة وقامت على التوحيد وستظل على ذلك. ودعا سموه الى الاجتهاد والعمل دون اتهام مواطن بكذا أو كذا، وأن يجعل الجميع نصب أعينهم مصلحة دينهم وبلادهم وعروبتهم ووطنهم.
وقال سموه: واذا لم نصلح وطننا ونتفانى في خدمته فلن نخدم الآخرين.. فابدأ بنفسك ومن تعول، واذا لم تصلح بيتك فكيف تصلح الآخرين؟.. مضيفا سموه قائلا: نحن نحتاج الى تطوير وأشياء كثيرة، لكن لا ننسى في الوقت ذاته واقعنا وما لدينا.
واكد سمو الأمير سلمان أن الدولة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده الامين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - حريصون على كل ما يحقق لابناء هذه البلاد كل في اختصاصه، كي يعينه على عمله.
وفي الختام عبّر سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز عن شكره وتقديره لمعالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي ومساعده صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز على دعوته لحضور هذا الحفل الثقافي الكبير.
إثر ذلك تسلم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز درعاً تذكارياً بهذه المناسبة من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي.
بعدها قام سمو أمير منطقة الرياض بافتتاح معرض الكتاب السعودي المصاحب للملتقى الذي يضم جناحاً للمطبوعات السعودية تنظمه جمعية الناشرين السعوديين وتشارك فيه دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك عبدالعزيز والأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون وجناحاً للوحات من الفن التشكيلي لرسامين سعوديين تنظمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالإضافة لمخطوطات عربية وإسلامية نادرة يعرضها مركز سعود البابطين للتراث والثقافة.
حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وعدد من المثقفين والعاملين والمهتمين بالشأن الثقافي وعدد من السفراء المعتمدين لدى المملكة.

جلسات الملتقى طالع الثقافية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved