Sunday 26th September,200411686العددالأحد 12 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

وسائل جذب السائح وسائل جذب السائح
أشرف محمد عيسى

تولي الدولة اهتماماً واضحاً بتنويع مصادر الدخل من أجل دعم الاقتصاد الوطني، وتقوم الكثير من المشروعات الوطنية في المجالات الزراعية والصناعية وغيرها بدور بارز في هذا المضمار بالتوازي مع البترول، ويتجه الاهتمام حالياً بعد دراسات مستفيضة إلى قطاع حيوي هو القطاع السياحي، ذلك القطاع المهم الذي تأتي أهميته من كونه مرادفاً قوياً داعماً للاقتصاد الوطني. وعلى الرغم من حداثة هذا القطاع إلا أن الأرقام تشير إلى نتائج مشجِّعة. ولكي يستمر ويتطور هذا النجاح فلا بد من تعاون الجميع لإنجاحه وعدم الاعتماد كلياً على الجهات الرسمية. ولو نظرنا حولنا لوجدنا أغلب الدول في قارات العالم الخمس تتعامل مع السياحة وتعتبرها مصدراً أساسياً للدخل، ولا يخفى أن السائح الخليجي عموماً، والسعودي خصوصاً، يأتي على قمة أولويات الاهتمام لدى القائمين على السياحة في الكثير من البلدان، ويرجع هذا الاهتمام بالسائح السعودي لعدة أسباب، أهمها:
أولاً: الثقل السياسي والاقتصادي والديني للمملكة، والدور المحوري الذي تقوم به المملكة على الساحتين الإقليمية والعالمية.
ثانياً: قوة الريال السعودي وثباته في سلة العملات الدولية.
ثالثاً: قدرة السائح السعودي الشرائية وإنفاقه العالي؛ مما يضعه في التصنيف السياحي العالمي ضمن الفئة الممتازة. وغيرها من الأسباب التي تفتح أمام السائح السعودي كل الأبواب، وتذلِّل أي عقبات، وتضع بين يديه كافة الخيارات والتسهيلات فور وصوله أي بلد في العالم، بداية من سرعة إجراءات الدخول، وبشاشة الاستقبال في المطارات، والعديد من الخدمات والبرامج السياحية بهدف تشجيعه على التنقل والإنفاق دون حدود، ومدِّ فترة زيارته ما أمكن. وطبيعي أن من أسس النجاح السياحي لأي بلد قدرة القائمين على السياحة في هذا البلد على التفكير بعقل السائح والرؤية بعينه والتفهم الكامل لطباع ونفسيات راغبي السياحة مهما تعدَّدت جنسياتهم ولغاتهم وطبقاتهم الاجتماعية، ووضع البرامج السياحية وتنفيذها، ليس فقط لضمان بقاء السائح في الموسم ذاته، بل التطلع بقوة إلى عودته مرة أخرى.
من هذه المنطلقات، وإذا كنا جادِّين فعلاً بشأن المنافسة السياحية والتفوق فيها، فلا بدَّ من توافر المناخ السياحي الملائم، وذلك بتعاون جميع شرائح المجتمع والتوعية المستمرة إلى ضرورة تغيير بعض المفاهيم المتقاطعة مع متطلبات المناخ السياحي، ومنها تلك النظرة السلبية التي يختزلها البعض تجاه كل ما هو أجنبي، وذلك على خلفية خاطئة تقول: إن كل ما هو محلي فهو الأفضل، وكل ما هو من الخارج فهو سيئ. وإذا كان من الضروري تنشيط السياحة المحلية وتوجيه المواطن وجذبه بإرادته للإنفاق والسياحة في الداخل فإن من الحتميِّ التوجه بكل ثقلنا وإمكاناتنا لمخاطبة وجذب السياحة المقبلة من الخارج التي تدرُّ وتضمن مردوداً مادياً وعملات صعبة أضعاف ما تُحقِّقه السياحة الداخلية، بخلاف التدفق المتوقع للمستثمرين الأجانب بأموالهم ومشروعاتهم التي ستساهم بلا شك في دفع عجلة التنمية خطوات للأمام، وتحقيق ذلك كله مرهون بأن نحسن جميعاً التفاعل مع السائح القادم من الخارج والتعامل معه كضيف عزيز يتحول بعد عودته لبلده إلى بوق دعاية حتى يصف وينقل الوجه الحضاري الحقيقي والمشرق لديننا وتراثنا وأخلاقنا.
وفي تلك المناسبة التي نتحدث فيها عن السياحة لا نغفل مهرجان الجنادرية الوطني الذي وُلد عملاقاً وحظي باهتمام شعبي هائل؛ حيث تُسمع أصداؤه في كثير من دول العالم، كما يتتبع أخباره ويحرص على حضوره العشرات من أعلام الفكر والعلم والفن في العالم، ذلك المهرجان الذي يُعتبر عماداً رئيسياً من أعمدة الإعلام والتعريف بتراث الجزيرة ونشر حضارتها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved