Sunday 26th September,200411686العددالأحد 12 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
الحرب العالمية الثالثة 4- أطراف جبهات القتال في العراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

عندما تعم الفوضى وينفلت الأمن في بلدٍ ما تشيع الظواهر السلبية وتتعدد الافرازات الإجرامية، والساحة العراقية أصبحت ميداناً لما أسماه الرئيس بوش بالحرب العالمية ضد الإرهاب، فقد عمت الفوضى وأحالت كل شيء في العراق إلى حالة من اللا معقول وظهرت ظواهر كانت غائبة وغير معروفة في العراق، وحتى في الأشهر الأولى للاحتلال الأمريكي لهذا البلد لم تكن معروفة رغم تفشي حالات أخرى مهدت لها.في أول أيام الغزو انتشرت موجات النهب والسرقة التي استهدفت مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية، ورغم أن هذه الأفعال أضرت كثيراً بالممتلكات العامة، وضربت المخزون الثقافي والحضاري والكنوز الأثرية، إلا أن تلك الأعمال توقفت بعد أن خمد سعير النهب والسرقة، وبعد تشكيل الأجهزة الأمنية العراقية ومشاركة قوات الاحتلال في فرض الأمن في بغداد أولاً ثم باقي المحافظات، هدأت الأوضاع قليلاً لتنفجر من جديد، فمثلما نظمت قوات الاحتلال قواتها والحكومة العراقية أجهزتها قامت الأطراف الأخرى بتنظيم عناصرها وتشكيلاتها.
وإذا ما صنفنا الأطراف المقاتلة على الساحة العراقية، واعتمدنا مجازاً التقسيم المستند على جبهتي القتال، فإن القوات الأمريكية والمتحالفة وقوات الشرطة والحرس الوطني العراقية وعناصر الأمن المرتبطة بها وشركات الخدمات الأمنية التي جل عناصرها من المرتزقة تصنف في الجبهة المواجهة للإرهاب، في حين توضع جميع التنظيمات المسلحة الأخرى في الجهة المتهمة بالقيام بالاعمال الإرهابية؛ المقاومة العراقية، والمقاومة الإسلامية التي تدفقت عناصر منها من خارج العراق، والمسلحون الذين حملوا سلاحا في مواجهة الاحتلال بعد ان سرحوا من قوات الجيش والشرطة، ومسلحو العشائر، وأخيراً عصابات الاجرام وقطاع الطرق.كل هؤلاء يوضعون في سلة واحدة عندما يتحدث (المحللون) عما يحدث في العراق رغم ماتمثله هذه (الجهة) من تناقض وتباعد، اذ إن من البديهي ألا تتفق اهداف المقاومة -الوطنية العراقية منها او المقاومة الإسلامية- مع اهداف قطاع الطرق ومسلحي التقطيع والخطف، ومسلحي العشائر، فهؤلاء مطالبهم وسعيهم لكسب المال من وراء القيام بعمليات محدودة تنحصر في الخطف وقطع الطريق وحتى السرقة امام عناصر المقاومة، وهنا ايضاً يجب التفريق بين المقاومة العراقية وبين المقاومة الإسلامية فالاولى تضم العناصر العسكرية السابقة واعضاء حزب البعث السابقين وجميعهم من العراقيين، والاخرى -المقاومة الإسلامية- تضم خليطاً من المتشددين الإسلاميين معظمهم قدموا للعراق بعد الاحتلال، انضم إليهم (أنصار الإسلام) الجماعة الكردية التي ابعد عناصرها من المناطق الكردية ليجدوا احتضاناً في المناطق التي يتواجد فيها مقاتلو المقاومة الإسلامية والتي استهدفت عدداً لا يستهان به من المتشددين العراقيين.هذه التنظيمات ورغم تباين اهدافها وتناقض منطلقاتها وتعارض أيدلوجياتها إلا ان هناك تعاونا وتنسيقا وتبادلا للمنافع والمصالح، منها عمليات الخطف التي ستكون موضوع الغد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved