* الملتقى - عبدالله هزاع:
ناقشت الجلسة الرابعة لليوم الأول من أعمال الملتقى الأول للمثقفين السعوديين (دور المرأة الثقافي) وقدمت خمسة أوراق عمل جاءت الورقة الأولى تحت عنوان (تصور استراتيجي لخطة الثقافة) قدمها الدكتور عبدالله عمر نصيف بيّن خلالها ان الهدف الاستراتيجي هو توعية المرأة بدورها الشامل خلال المنهج التربوي الإسلامي ثم تناول بايضاح العناصر الأساسية لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي والتي جاءت في:
1- إقرار إنسانيتها وكرامتها وعزتها وذلك بتغيير النظرة الدونية للمرأة من قبل الرجل والتي أدت إلى سوء معاملتها وظلمها واحتقارها وأكل حقوقها ثم عرض الصورة المشرقة لتعامل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في تعاملهم مع النساء.
2- توضيح معنى مساواة المرأة بالرجل في بعض الأمور وتميزها عنه في أمور أخرى, وذلك من خلال صورة حية للغرب توضح معاناة المرأة الغربية بسبب من مساواتها بالرجل في جميع الأحوال، وما تلاقيه من بؤس وشقاء واستغلال وإذلال بسبب هذه المساواة ثم اظهار الصور المشرقة للمرأة المسلمة التي عوملت من خلال ضوابط الإسلام مثل تعليم المرأة السعودية وما بلغته من درجات عليا في دراستها وتعليمها وتعلمها المستقل عن الرجال أو ترفعها عن الخوض في أعمال مهينة لا تليق بإنسانية المرأة ويعمل الرجال فيها فقط.. إلى غير ذلك.
3- الشبهات التي تثار ضد المرأة المسلمة من قبل المغرضين في الداخل والخارج وكيفية الرد عليها وذلك من خلال الحوار مع علماء الدين والمتخصصين من الغربيين والمنصفين للدين الإسلامي وللشبهات ضد الإسلام، ونظرتهم الايجابية نحو حقوق المرأة المسلمة.
4- توعية المرأة المسلمة بحقوقها التي أقرها الإسلام من جميع الجوانب، وذلك من خلال تفعيل اللقاء مع العلماء المسلمين لتبيين هذه الحقوق مع الأمثلة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في تطبيق هذه الحقوق للمرأة المسلمة ومن ثم مقارنتها بالواقع الحالي من هدر لحقوقها.
5- الاهتمام ببناء الشخصية المتزنة السوية للمرأة المسلمة بحيث تكوين ايجابية فعالة في محيط أسرتها ومجتمعها.
6- الاهتمام بتعليم المرأة المسلمة، وذلك بعمل برامج تتحدث عن المطلوب في تعليم المرأة ضمن الإطار الإسلامي ثم إلقاء الضوء على الواقع الحالي لتعليم المرأة من حيث ايجابياته وسلبياته ومجالات تعليم المرأة، ثم مقارنته بتعليم المرأة في المجتمع الغربي ونتائج الاختلاط والمخدرات والسلاح في مدارسهم وما حصدته من الأجيال في تلك المجتمعات.
7- الاهتمام بعمل المرأة المسلمة، وذلك بإلقاء الضوء على مجالات العمل النسائية المتاحة للمراة السعودية، ثم رأي الإسلام في عملها ومعنى الضوابط الشرعية وما هيتها، وما هي المجالات المطلوبة الآن للتوسع في عمل المرأة وضوابطها الشرعية، ثم مقارنة عمل المرأة هنا بالغرب وما جنته المرأة الغربية من تعاسة وشقاء من الاختلاط والمساواة من ظلم واغتصاب وجرائم مختلفة.
8- تميز المرأة بالعمل التربوي في مجال أسرتها وتربية أطفالها، والا يغلب عملها الوظيفي على دورها التربوي، ويمكن تفعيل ذلك بتنظيم لقاءات دورية مع متخصصين في التربية لتعليمها وتوعيتها بطرق تربية الاطفال وكيفية الاهتمام بهم ثم بيان أهمية وخطورة ترك اطفالها مع الخدم أو في الشوارع، وإلقاء الضوء على الدور الاجتماعية أو السجون التي تحوي على عدد كبير من الرجال والنساء الذين يلاقون الرعاية والاهتمام من أسرهم فكانوا حصاد تربية سيئة وأسر مفككة مصيرهم هذه الأماكن بسبب من الاهمال والانشغال.
الورقة الثانية قدمها الدكتور عبدالله الغذامي تحت عنوان (أسئلة في التباس المفاهيم) حيث استهلها بالتوتر الذي يشعر به حيال كلمة (دور) في العنوان كون هذا يمس مسألة شغلته على مدى زمني عرف من خلاله درجة المظلمة التي تتعرض لها المرأة من الثقافة الذكورية.
وأضاف: مساسا بهذا المعنى الثقافي المنحاز في أصله وتكوينه فان التساؤل عن (دور المرأة الثقافي) سينطوي على تهميش غير واع بقيمة التأنيث، والدليل على ذلك اننا لن نتصور احدا يتساءل مثلا عن (دور الرجل الثقافي) وهذا يكشف المفارقة الخطيرة. وبعد ان عرض بعض الالتباسات في المفاهيم حول المرأة قال انه لابد من اسناد واقع ذات مسؤولية جوهرية نتولاها المرأة وهي بلاشك اقدر من الرجل في مسائل عديدة تخص المجتمع النسائي وهي أعلم منه وادرى. وأضاف: اننا هنا في وزارة للثقافة وفي مجتمع يتكلم عن الثقافة، ولكي تتمكن المرأة من دور يخصها لابد من ان نسمع من النساء انفسهن خاصة وانهن قد تعلمن وستكون المرأة خير مستشارة في شؤون بنات جنسها وفي تصورها للثقافة وللدور المتوسم وذلك بعد التخلي من الرجال من الوصاية اخواتهم وعن تصورهم انهم اكثر علما منهن وانهن اصحاب القرار وأضاف انه لن يتحقق ذلك الا باسناد ادوار قيادية للمرأة ونحن نشاهد الآن امثلة لتكوينات ثقافية نسائية على شكل صالونات حوارية منزلية تقودها نساء في جدة والرياض والدمام.
وأشار إلى انه يجب قيام مؤسسات ثقافية نسائية مستقلة ماديا وإداريا تتولاها النساء لكي يتحقق الاستقلال التام عن الوصاية والتقتير المعنوي والمادي عليهن..
ثم أكد الغذامي على نقطتين يجب الحذر منهما وهما فتح فروع ثقافية للنساء تحت وهم حل المشكلة والنقطة الثانية هي التنبه إلى مسألة التعيينات وهي مسألة لا يحلها سوى الانتخابات الحرة لان التصويت الحر هو اللب الحقيقي لأي فعل ثقافي.
وفي ختام ورقته أشار الغذامي إلى ان رفع الوصاية عن المرأة وتركها تقرر ما يخصها في المؤسسات المفترضة للمرأة فإنها ستكون الخطوة الأولى في ان يعترف الرجل بأن المرأة تعرف مثلما يعرف هو وانها ذات حق ديني وطبيعي وانساني.
الورقة الخامسة ناقشت تطلعات المرأة السعودية لدورها في التنمية الثقافية وقدمتها اعتدال العطيوي، بينت فيها ان مشاركة المثقفات والمبدعات والباحثات مازالت محدودة ومقتصرة على مستوى التكاليف الرسمية لا الحوار والتخطيط والتشريع ثم عرضت جوانب القصور التي تواجه الإبداع الثقافي النسائي وتحد من تناميه واقترحت العطيوي بعض الاقتراحات التي تعطي المرأة دورها الثقافي المرجو والمأمول وذلك بإنشاء لجنة نسائية عليا من المتخصصات والمبدعات والباحثات من كافة الاتجاهات الفكرية وفتح أقسام نسائية في الصحف المحلية وايجاد دور حقيقي للمرأة في المؤسسات الثقافية كذلك ايجاد مقرات ثابتة للنشاط النسائي واقامة مراكز ثقافية نسائية مستقلة في المدن والقرى.
|