Sunday 26th September,200411686العددالأحد 12 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

الجلسة الأولى 10-12 السبت 11-8-1425هـ الجلسة الأولى 10-12 السبت 11-8-1425هـ
(المكتبات وصناعة النشر) في أولى جلسات الملتقى

* الملتقى - علي سعد القحطاني:
استهلت فعاليات الملتقى الأول للمثقفين السعوديين صباح أمس السبت 11-8-1425هـ الموافق 25-9-2004م أولى جلساتها، وكان موضوعها عن (المكتبات وصناعة النشر) شارك فيها كل من الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، والأستاذ محمد العبيكان والدكتور هشام بن عبدالله عباس والأستاذ عبدالعزيز القاسم والدكتور عباس طاشكندي - رئيس الجلسة - والدكتور ناصر السويدان - مقرر الجلسة.
المكتبات في المملكة
في البداية تحدث معالي الدكتور أحمد بن محمد الضبيب عن (المكتبات العامة في المملكة العربية السعودية، واقع الحاضر ورؤية المستقبل) وسلط من خلال ورقته على نشأتها وقال:
بدأت المكتبات العامة في العصر الحديث في المملكة قبل إنشاء إدارة المكتبات في وزارة المعارف سنة 1379هـ. فقد أخذ بعض العلماء والأهالي في إنشاء المكتبات العامة منذ الخمسينيات الهجرية. فأنشأ الشيخ عبدالرحمن بن سعدي مكتبته العامة سنة 1359هـ وما زالت تعمل. كما أنشأ الأمير مساعد بن عبدالرحمن سنة 1363هـ مكتبة خاصة في قصره أتاح استعمالها للمواطنين، وأنشأ أهالي شقراء مكتبة عامة سنة 1372هـ، وأهالي الحريق سنة 1373هـ وأهالي حوطة بني تميم سنة 1376هـ. أما أول مكتبة رسمية عامة فكانت مكتبة الرياض السعودية التي أنشئت 1371هـ وأنشأت أمانة مدينة الرياض مكتبة عامة في حي الملز سنة 1378هـ ثم ضمت إلى وزارة المعارف عام 1382هـ.
لقد صدر قرار مجلس الوزراء رقم 30 في 24-1-1379هـ بتكليف وزارة المعارف بتأسيس دور للكتب في أنحاء المملكة، ومنذ ذلك الوقت بدأت الوزارة في نشر المكتبات الامة في المملكة. وقد أضيفت إليها معظم المكتبات الأهلية حتى بلغت أعداد المكتبات المضافة 22 مكتبة.
عشوائية وبدون تخطيط
وأشار الدكتور الضبيب إلى أن إنشاء المكتبات في أنحاء المملكة لا يتم ضمن تخطيط مدروس لتغطية أجزاء الوطن، وإنما يتم بضغوط أهلية أو رسمية وكثيراً ما ينشئ الأهالي المكتبة ثم تضم إلى الوزارة ولعل هذا ما يفسر تركز بعض المكتبات في مناطق وخلو مناطق أخرى من هذا النشاط.
إن ثمانين مكتبة في طول البلاد وعرضها لا يمكن أن تكون كافية لمساحة من الأرض كمساحة المملكة تقدر بمليوني كيلة متر مربع، ولو افترضنا أن نصف هذه الكمية غير مأهول فإن من القليل جدا أن تخصص 80 مكتبة فقط لحوالي مليون متر مربع.
وإذا عرفنا أن في ألمانيا وحدها 13500 مكتبة عامة وهي تعادل في مساحتها أقل من ربع مساحة المملكة (375.000م2) بل إنها أقل من مساحة منطقة الرياض (380.000م2). وحدها تبين لنا كم نحن متخلفون في هذا المضمار.
ومن الملحوظ أن مدينة الرياض لا تحتوي على مكتبة عامة كبرى تخدم سكان المدينة. وأن فيها مكتبتين فرعيتين إحداهما في السويدي والأخرى في النسيم.
المكتبات والألفية الثالثة:
بعد ذلك تحدث الدكتور هشام بن عبدالله العباس من خلال ورقته عن المكتبة العامة في المملكة العربية السعودية في الألفية الثالثة: الواقع والمأمول وعد المكتبات العامة واحدة من أقدم المؤسسات الثقافية والإعلامية التي عرفها المجتمع والتي لعبت دورا بارزا ومميزا في حياة الأمم والشعوب، فهي شريان الحياة فيها، ومقياس تقدمها ورقي شعوبها.
ورأى أن المكتبات العامة في المملكة العربية السعودية ارتبط تأسيسها بشكل عام بكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وخاصة مكتبات المساجد والمكتبات الخاصة - كما هو الحال في معظم البلاد الإسلامية - وكان أول ظهور للمكتبات العامة فيها عام 1359هـ حينما أسس الشيخ عبدالرحمن السعدي وهو أحد علماء مدينة عنيزة البارزين مكتبة عنيزة 1359هـ. أما أول مكتبة عامة أنشئت في الرياض فكان ذلك في عام 1363هـ وهي المكتبة التي أسسها الأمير ساعد بن عبدالرحمن في قصره وأتاح استخدامها لجميع المواطنين.
وهكذا توالى إنشاء المكتبات العامة في المملكة على نفقة الأهالي وبمبادرات فردية من العلماء والوجهاء والموسرين.
ويعد العام 1379هـ بداية الاهتمام الرسمي بالمكتبات العامة بالمملكة، حيث أنشئت إدارة عامة للمكتبات تحت إشراف وزارة المعارف (سابقا) تضطلع بإنشاء دور حديثة للكتب في أمهات مدن المملكة، وتعمل على تطويرها، وتتبنى الأساليب الحديثة في تنظيمها. وبهذا يصبح عام 1379هـ هو العام الحقيقي لظهور المكتبات العامة بمفهومها الحديث في المملكة العربية السعودية.
التكامل الثقافي وآلياته
ألقى الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان العبيكان ورقته وكانت بعنوان (التكامل الثقافي وآلياته) وقال:
وإن من أهم الأمور للنهوض بالثقافة وتحقيق التكامل الثقافي فيما أرى هو ما اتخذته الدولة بقرارها السياسي - وفقها الله - حيث وحدت الأجهزة الثقافية وجعلت للثقافة اسما في التشكيل الوزاري وأصبحت الثقافة ملازمة للإعلام وبالتالي لابد أن يرى ولاة الأمر والمجتمع كله آثارا إيجابية لهذا القرار الاستراتيجي الهام. ومن هنا لابد من اجتماع ألوان الطيف وتكاتف الجهود وتكامل البرامج بين أركان الثقافة حيث ان العالم اليوم يشهد صراعات.
زحمة في مكتبات ألمانيا
يحدثني زميلنا في الشورى معالي د. أحمد الضبيب مدير جامعة الملك سعود سابقا أنه كان في صيف عام مضى في ألمانيا والسائح لديه فراغ ولديه وقت وشتان بين سائح وسائح.
يقول الدكتور أحمد إنه كان يقضي جزءا من وقته في مكتبة بون العامة يقرأ ويتأمل ويسيح في عقول الآخرين ولكنه كان يجد مشكلة إذا تأخر فلا يجد مكانا في المكتبة المكونة من عدة أدوار انظروا كيف يقبل الألمان على المعرفة والثقافة وهم في إجازة الصيف حيث لا مدارس ولا جامعات. روى الزميل هذه الصورة ونحن نتناقش في اللجنة الثقافية في مجلس الشورى حول تقارير بعض المكتبات العامة كيف نراها خالية من الزوار وتكاد تكون مهجورة.
قصتان
أورد العبيكان تقريرا صادرا عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعنوان (تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002م و2003م وتناولته وسائل الإعلام المختلفة أن عدد الكتب التي تترجم سنويا إلى اللغة العربية في العالم العربي بأجمعه من محيطه إلى محيطه وبدوله التي تزيد عن عشرين دولة جميع الكتب المترجمة في هذا العالم الحسير قرابة 330 كتابا وهو خمس ما تترجمه اليونان إلى لغتها، وكم سكان اليونان؟ وكم سكان العالم العربي؟ إن معرفة العدد يزيدني ويزيدكم حسرة وكآبة ومن الخير لنا ألا نعلم ولكن لابد من ذلك.
إن عدد سكان اليونان حسب آخر إحصائية أحد عشر مليونا بينما عدد سكان العالم العربي حسب آخر إحصائية قرابة ثلاثمائة مليون، وجاء في هذا التقرير أن الإجمالي التراكمي للكتب المترجمة إلى اللغة العربية منذ عصر المأمون حتى الآن يبلغ مائة ألف كتاب وهو ما يوازي تقريبا ما تترجمه إسبانيا في عام واحد.
البنية التشريعية
كانت ورقة الأستاذ عبدالعزيز القاسم التي كانت بعنوان (البنية التشريعية للتنمية الثقافية السعودية) تدعو إلى آفاق لتعزيز التنمية الثقافية والعمل على تطوير هيكلة منظومة سياسات الثقافة وربطها بمتطلبات التنمية وتطوير هيكلة الجهاز التنفيذي لقطاع الثقافة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved